شكوك حول جدوى المفاوضات مع دخول عباس ونتنياهو في صلبها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لا يتوقع الكثير من المراقبين أن تعطي المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين نتائج إيجابية، فالجانبان مثقلان بالمشاكل والضغوط الداخلية، فأي تنازل من جانب السلطة سيهدد وجودها، وهو ما ينطبق ايضًا على الحكومة الإسرائيلية التي يحدد اليمين المتطرف مصيرها متى شاء.
خلف خلف من رام الله، وكالات: لا يعول الكثير من الفلسطينيين على نتائج المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وذلك بسبب تجاربهم الماضيةالسلبية في هذا الاتجاه، ولكن على الرغم من ذلك يأمل الجميع أن يعم السلام في منطقة الشرق الأوسط، وان يكون دور الولايات المتحدة الأميركية هذه المرة جديًّافي إنهاء الصراع، ويقدر بعض المتابعين أن الرئيس باراك اوباما جاد وعازم على تسوية القضية الفلسطينية، لعل وعسى ذلك يرفع من شعبيته التي بدأت تتهاوى في الشهور الماضية، بفعل الملفات الكثيرة التي لم يتمكن من تحقيق اختراقات حقيقية فيها.
لكنعلى العموم، يعيشالمواطن الفلسطيني البسيط، حالة من الملل، ولا يتحدث عامة الناس عن مصير المفاوضات، لاعتقادهم بعضهم أنه لا فائدة من الحديث،فالكبار هم من يطبخون الأمور،ويقدرالمتابعون أن السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية لن تتمكنا من تحقيق سلام بسبب الملفات الداخلية الشائكة لدى كل منهما، فالسلطة تواجه معارضة كبيرة من الفصائل الفلسطينية،ولا سيما حركة حماس التي نفذت عدة عمليات مسلحة ضد اهداف اسرائيلية خلال الاسابيع الماضية،إضافة إلى ذلك فإن الحكومة الإسرائيلية لن تكون قادرة على المضي قدمًافي عملية السلام التي تتطلب منها تقديم بوادر حسن نية،كالإفراج عن اسرى فلسطينيين من سجونها، ووقف الاستيطان،وهي أمور تصطدم بمعارضة من اليمين المتطرف، الذي يشكل جزءًاكبيرًا من ائتلاف حكومة نتنياهو.
قطار المفاوضاتالفلسطينيّة الإسرائيليّةينطلقعلى سكة ضبابيّةيقول الكاتب الفلسطيني حامد أبو ثابت لـ" ايلاف": "لا يوجد الكثير من الامل في نجاح العملية السلمية،فالسلطة غير قادرة على تقديم اي تنازلات كون ذلك سيهدد وجودها، إضافة إلى ذلك فإن حكومة نتنياهو مكبلة بسبب تركيبتها الحزبية، والجميع سمع تصريحات افيغدور ليبرمان الذي قال أخيرًا أنهلن يكون هناك سلامهذا العام او حتى في الجيل المقبل".
ويلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الثلاثاء في شرم الشيخ لإجراءمحادثات ستكشف مدى جدية نواياهما.
ونقلت وسائل الاعلام العبرية عن مصادر إسرائيلية حكومية قولهاإن هذه الجولة من المفاوضات التي ستجرى في شرم الشيخ بمصر في حضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قد تفشل بسبب الخلاف على تجميد الاستيطان فيما لم يتوصل الطرفان حتى الى التفاهم على جدول للاعمال.
وقد حذر الفلسطينيون من جهتهم من ان انتهاء تجميد البناء لمدة عشرة اشهر في المستوطنات اليهودية في 26 ايلول/سبتمبر سيعني نهاية الحوار المباشر. واقر الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة بان الطريق الواجب سلوكه نحو حل سلمي سيكون مزروعا بالعقبات.
وبغية تذليل اولى العقبات كشف اوباما بانه قال ل"نتانياهو انه طالما ان المحادثات تذهب في الاتجاه الصحيح فان تمديد تجميد" الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية "سيكون له معنى".
ولم يصدر اي رد فعل عن مكتب رئيس الوزراء في اسرائيل، لكن الاذاعة العامة نقلت عن مسؤول كبير قوله "ان اسرائيل قد دفعت ثمنا (باعلانها تجميد الاستيطان) بحيث لا يمكن ان يطلب منها دفع الثمن مجددًا".
واسرائيل منقسمة بشأن هذه المسألة، فجناح اقصى اليمين المؤلف من ممثلي الاحزاب الدينية وحزب اسرائيل بيتنا بزعامة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، وعدد من وزراء حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو يرفضون اي تجميد.
وحذر النائب زفولون اورليف من حزب بيت يهودي القومي الديني الصغير الاحد بقوله "اننا لن نبقى في حكومة" تمدد التجميد "وانسحابنا قد يؤدي الى انهيار الائتلاف باكمله". وفي المقابل يؤيد حزب العمل الذي يحظى بـ13 مقعدًا نيابيًّا فقط، تمديد التجميد وقال النائب دانييل بن سايمون "من غير الوارد نسف المفاوضات بإعادة اطلاق عمليات البناء".
اما رئيس الوزراء الحريص على مراعاة الجناح القومي المتطرف في ائتلافه فأكد من ناحيته في البداية انه لا ينوي تمديد التجميد لكنه امتنع أخيرًا عن اتخاذ اي موقف علنا في هذا الشأن. والمح مسؤولون اسرائيليون الى ان بعض القيود المفروضة على البناء قد تبقى بحكم الامر الواقع خصوصا وانها لا تشمل سوى المستوطنات المعزولة وليس الكتل الاستيطانية.
ويعتبر الفلسطينيون ان اقامة نصف مليون اسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ 1967 يحول دون قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وتتمتع بتواصل جغرافي. الى ذلك يتعلق الخلاف ايضا بجدول الاعمال. فنتانياهو يريد بحسب مصادر حكومية اسرائيلية طرح مسالة الاعتراف باسرائيل ك"دولة للشعب اليهودي" من قبل الفلسطينيين الذين يرفضون ذلك.
وقد عاد الى هذا الموضوع اليوم الاحد عند افتتاح اجتماع مجلس الوزراء. وقال للصحافيين "اسمع الفلسطينيين يتحدثون عن دولتين، لكن للاسف ليس عن دولتين لشعبين". كما أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم الأحدلمبعوث الرباعية الدولية الى الشرق الاوسط توني بلير ان اسرائيل لن تمدد قرار تجميد البناء في المستوطنات.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن نتنياهو قوله ان اسرائيل "لا تعتزم في الوقت نفسه اقامة عشرات الالاف من الوحدات السكنية التي خطط لبنائها" مضيفا "اننا لا نضع مسالة الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل شرطا مسبقا في المفاوضات .. فلا يعقل ان يشترط الفلسطيني مواصلة المفاوضات بوقف البناء في المستوطنات".
وكان بلير التقى في العقبة في وقت سابق اليوم العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ثم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله وبحث معهما الجهود المبذولة لضمان تحقيق تقدم في المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية.
وفي الخامس من ايلول/سبتمبر راى نتانياهو ان نجاح المحادثات يمر عبر "صيغ جديدة" فيما كرر المسؤولون الفلسطينيون مرات عديدة بان اطر اتفاق السلام معروفة وان "الوقت لم يعد للمفاوضات بل (لاتخاذ) القرارات".
وقال مسؤول فلسطيني كبير طالبا عدم كشف اسمه ان هذه المفاوضات قد اطلقت ولم يعد ممكنا الانسحاب منها مضيفا ان الولايات المتحدة ستعمل من اجل تفادي انهيارها التام. والهدف من المفاوضات هو توصل الطرفين في غضون سنة الى وضع اتفاق اطار يحدد مضمون تسوية نهائية للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين.
في هذه الاثناء،أكدت صحيفة (هارتس) الاسرائيلية وجود خلاف حاد بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بشأن القضايا التي ستدرج على جدول اعمال المفاوضات المباشرة بين الجانبين.
واوضحت الصحيفة في عددها الصادر اليوم ان اسرائيل تطالب بالتفاوض اولا حول التدابير الامنية التي تتخذها السلطات الفلسطينية والاعتراف الفلسطيني باسرائيل كدولة يهودية فيما يصر الفلسطينيون على مناقشة قضية رسم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.