"تجميد الاستيطان" كلمة السر لاستمرار المفاوضات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تبدأ الثلاثاء في شرم الشيخ المصرية جولة ثانية من المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية أميركية ستكون قضية الاستيطان مفتاح تقدمها او تعثرها.
شرم الشيخ: يدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذه الجولة الجديدة من المفاوضات متسلحا بموقف موحد من منظمة التحرير الفلسطينية يتمثل في المطالبة بتمديد فترة تجميد الاستيطان التي اعلنتها اسرائيل قبل عشرة اشهر وتنتهي نهاية الشهر الحالي.
لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعلن الاحد انه لن يكون هناك قرار بتمديد تجميد الاستيطان. غير ان القيادة الفلسطينية تراهن على قيام الولايات المتحدة باقناع حليفتها اسرائيل بتمديد العمل بتجميد الاستيطان بشكل او باخر كي لا تنهار المفاوضات بعدما رمت واشنطن بثقلها لاستئنافها.
وقال مسؤول فلسطيني فضل عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس ان "الادارة الاميركية فتحت خطا من المباحثات مع الجانب الاسرائيلي منذ الجولة الاولى في واشنطن التي عقدت في الثاني من هذا الشهر، بهدف التوصل الى صيغة ملائمة لقضية تجميد الاستيطان".
وقال مسؤول كبير في منظمة التحرير الفلسطينية رفض بدوره كشف هويته ان "الادارة الاميركية تتخوف من عرض هذه الصيغة على الجانب الفلسطيني قبل الغوص في المفاوضات خوفا من رفضها وبالتالي تعثر المفاوضات قبل ان تبدأ بشكل جدي".
واضاف هذا المسؤول المشارك في الوفد المفاوض "على ما يبدو ان الادارة الاميركية تود عرض صيغة يتم التوصل اليها مع الجانب الاسرائيلي حينما نكون في وسط المفاوضات وليست قبل ان تبدأ خوفا من انهيارها".
من جانبها، اكدت مصادر فلسطينية مطلعة ان "الادارة الاميركية طلبت رسميا من الاتحاد الاوروبي العمل معها لاقناع اسرائيل بالبحث عن صيغة ملائمة للخروج من اشكالية تجميد الاستيطان". وبالفعل فقد دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما بنفسه الجمعة اسرائيل الى تمديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، مشيرا الا ان هذا الملف يشكل "واحدة من نقاط الخلاف الاساسية" بين الجانبين.
واعلن اوباما انه ابلغ نتانياهو الاسبوع الماضي في البيت الابيض، انه "ما دامت المحادثات تتقدم بشكل بناء، فان الامر يستحق تمديد قرار التجميد". وجددت السلطة الفلسطينية الاثنين وقبل ساعات من بدء جولة المفاوضات الجديدة الثلاثاء في شرم الشيخ موقفها من الاستيطان. وقال عضو الوفد المفاوض محمد اشتية لوكالة فرانس برس "موقفنا واضح وابلغناه قبل قمة شرم الشيخ للادارة الاميركية ان السلام والاستيطان لا يلتقيان".
واضاف "سنذهب بقلب مفتوح وعقل مفتوح الى شرم الشيخ لكن اذا قامت اسرائيل بالبدء في الاستيطان فان ذلك يعني عدوانا على عملية السلام وعلى الشعب الفلسطيني". وشدد على "اننا لا نقبل الحديث عن استيطان جزئي او مخفف او بطيء ومطلبنا ابلغناه للادارة الاميركية بالوقف التام للاستيطان".
وكان عضو الوفد الفلسطيني المفاوض نبيل شعث قال في مؤتمر صحافي الاسبوع الماضي، ان "يوم الثلاثين من هذا الشهر سيكون الحكم، ان كانت اسرائيل ستمدد فترة تجميد الاستيطان، وبالتالي مواصلة المفاوضات او تبدأ الاستيطان من جديد وتنسف المفاوضات".
ويبدو ان القيادة الفلسطينية متمسكة، هذه المرة، بمطلبها تمديد فترة تجميد الاستيطان. وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه ان "القرار الذي اتخذناه في اجتماع منظمة التحرير قبل ايام يقضي بتجميد تام للاستيطان، بمعنى رفض اي صيغة قد تتحدث عن استكمال بناء استيطاني قائم او نمو طبيعي للمستوطنات".
واضاف ان "موقف منظمة التحرير يتمثل في رفض بناء اي منزل في اي مستوطنة في الضفة الغربية، ومن ضمنها البناء في القدس كشرط لمواصلة المفاوضات المباشرة". وفي حين حذر مسؤولون فلسطينيون، منهم كبير المفاوضين صائب عريقات من ان "فشل المفاوضات قد يؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية"، قلل مسؤولون اخرون من اهمية ذلك، وقال مسؤول فلسطيني كبير "المفاوضات انطلقت ولا يمكن التراجع عنها، لكن من الممكن ان تتعثر او تتجمد وبتقديرنا ان الادارة الاميركية لن تسمح بانهيارها".
وتهدف المفاوضات التي استؤنفت قبل اسبوعين برعاية اميركية الى التوصل لاتفاق اطار خلال سنة على مسائل اساسية مثل امن اسرائيل وحدود الدولة الفلسطينية المقبلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل القدس.