أخبار

خارطة سريّة لنتنياهو للانسحاب من هضبة الجولان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كشفت تسريبات استخباراتيّة إسرائيلية النقاب عن تلقي الرئيس السوري بشار الأسد خارطة طريق جديدة، صاغها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سرية تامة للانسحاب من هضبة الجولان، وتشير ذات التسريبات إلى أنّ نتنياهو عرض الخارطة على الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقاء واشنطن.

القاهرة: كشفت دوائر إسرائيلية النقاب عن تلقي الرئيس السوري بشار الأسد خارطة جديدة، صاغها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سرية تامة، للانسحاب من هضبة الجولان، وقالت الدوائر التي وصفت نفسها بالاستخباراتية إن نتنياهو عرض الخارطة على الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقائهما في السادس من تموز/ يوليو بواشنطن، دون أن يُطلع عليها أي من الدوائر السياسية، وأعضاء المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية في تل أبيب، باستثناء وزير الدفاع ايهود باراك.

زيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشل للعاصمة السورية دمشق في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، أثارت حولها عدداً ليس بالقليل من علامات الاستفهام، ففي الوقت الذي تركز فيه واشنطن جهودها على محاولة إحياء العملية السلمية بالمسار الفلسطيني - الإسرائيلي.

فاجأ ميتشل الجميع، عندما قال في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي ":إن الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى للتفاوض الإسرائيلي مع القيادة السورية" مما أعطى انطباعاً لدى المراقبين في واشنطن، وربما في تل ابيب أيضاً، بوجود آليات جديدة قد يكون لها بالغ الأثر في دفع المفاوضات على المسار السوري - الإسرائيلي الى الأمام.

إمكانية إحياء المفاوضات

ووفقاً لتسريبات استخباراتية نشرها موقع (دبكا) العبري على شبكة الانترنت، اجتمع ميتشل فور وصوله دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد، وخلال اللقاء عكف ميتشل على إقناعه بإمكانية إحياء المفاوضات بين دمشق وتل أبيب، في ضوء ما عرضه عليه من خرائط، كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد صاغها بنفسه، للانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان، شريطة تبني الأسد سياسة الرئيس المصري الراحل انور السادات، حينما قرر زيارة إسرائيل في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1977، ووقع على اتفاقية السلام مع اسرائيل عام 1979، مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من شبه جزيرة سيناء.

الشرط الإسرائيلي الآخر، الذي طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حال تسليمه خرائط الانسحاب من الجولان للرئيس الأميركي هو ":إنه حال استئناف العملية السلمية بين دمشق وتل أبيب، يجب على الرئيس السوري بشار الاسد، وضع حد لتحالفه السياسي والعسكري مع إيران، ووقف تأييده السياسي والعسكري أيضاً لحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وبقية من وصفها نتنياهو بالتنظيمات الفلسطينية الشاردة، التي تمارس نشاطها السياسي في العاصمة السورية.

في الوقت الذي تجسد فيه هذه الشروط هدفاً سياسياً واستراتيجياً نهائياً لرئيس الوزراء الاسرائيلي، يرى المراقبون السياسيون في واشنطن، إن الرئيس الاميركي باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، والمبعوث ميتشل، باتوا على قناعة بأن خرائط الانسحاب الإسرائيلي من هضبة الجولان، التي تلقوها من نتنياهو، منحتهم مساحة كافية للبدء في عملية سياسية بين سوريا واسرائيل، بوساطة أميركية فاعلة ومباشرة، تؤدي في نهاية المطاف إلى الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من هضبة الجولان.

وبحسب المعلومات المنسوبة لموقع (دبكا) العبري، فإنه على خلفية خرائط الانسحاب الإسرائيلي الجديدة، التي تلقاها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الآخر في مرحلة لاحقة من تل أبيب، عين الرئيس الفرنسي خلال الآونة الأخيرة (جان كلود كورسان) Jean-Claude Cousseran، أحد مخضرمي الدبلوماسية الفرنسية، ليكون مبعوثاً خاصاً له في ملف السلام السوري - الإسرائيلي.

لقاء ثنائي لمدة 4 ساعات


وكان كورسان قد قام بزيارة لسوريا في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، عقد خلالها عدة لقاءات، جاء في مقدمتها لقائه الثنائي المطول (4 ساعات)، بوزير الخارجية السوري وليد المعلم، وفور انتهاء اللقاء أبلغ قصر الإليزيه البيت الأبيض، والوزيرة هيلاري كلينتون، بأن الطريق مفتوحة أمام ميتشل لزيارة دمشق، من أجل استئناف المباحثات حول الاقتراحات والخرائط، التي عرضها بنيامين نتنياهو. بعبارة أخرى، تُجري الولايات المتحدة في وقت واحد اتصالات حثيثة على مسارين سياسيين بمنطقة الشرق الاوسط، في محاولة للتوصل إلى انفراجة في أي منهما، ووفقاً لمصادر تقرير موقع (دبكا) العبري، فإنه في الوقت الذي يبدو فيه اهتمام الأميركيين بالمسار الفلسطيني - الإسرائيلي، من أجل التوصل الى تسوية سلمية بين الطرفين، تشير المعطيات على أرض الواقع إلى أن واشنطن تعطي أولوية للمسار السوري - الإسرائيلي.

كما تشير معلومات التقرير العبري إلى أن نتنياهو لم يُطلع أي من الدوائر السياسية، أو الوزراء الملتفين حوله في ديوانه بالقدس الغربية، على خرائط الانسحاب من هضبة الجولان، باستثناء وزير دفاعه ايهود باراك، وذلك قبل وبعد عرض هذه الخرائط على الرئيس الأميركي، ثم الرئيس الفرنسي في مرحلة لاحقة.

ووفقاً لخريطة نتنياهو، ينسحب الجيش الإسرائيلي من الجولان حتى الخط المعروف بـ (خط التلال)، وينطوي الانسحاب حتى هذا الخط على مغزى إسرائيلي معين، إذ يُعتبر من الناحية السياسية انسحاباً كاملاً من الهضبة، ومن معظم مستوطنات الجولان، أما من الناحية العسكرية فيُبقي الانسحاب الإسرائيلي حتى هذه النقطة خياراً تكتيكياً في يد إسرائيل، وهو السيطرة العسكرية على الهضبة مجدداً بسرعة فائقة نسبياً، اذا انهارت التسويات السياسية والعسكرية، التي يتم تحديدها بين دمشق وتل أبيب.

تفوق عسكري واستراتيجي

بالنظر إلى الخط الذي حددته خارطة نتنياهو للانسحاب الإسرائيلي من الجولان، يتبين أن مساحة الهضبة تبلغ 1800 كيلو متر مربع، بينما تسيطر إسرائيل على ما يقرب من 1200 كيلو متر مربع، ويبعد الخط الذي يقترحه رئيس الوزراء الاسرائيلي عن نهرالاردن ما بين 2 الى 5 كيلو متراً منها، وتعتبر هذه النقطة آخر نقطة مرتفعة قبل الانخفاض الحاد غرباً باتجاه نهر الأردن، ووادي الحولة وبحيرة طبرية.

وفي الحين الذي تعتبر فيه الدوائر السياسية في تل أبيب أن الانسحاب حتى هذه النقطة، يُعد تنازلاً كاملاً عن هضبة الجولان، وعن كافة المستوطنات في الهضبة، تشير الحسابات العسكرية إلى ضمان إسرائيل تفوقاً عسكرياً عند الوقوف على هذه النقطة، في مقابل الانسحاب الكامل باتجاه نهر الأردن غرباً.

ويمكن ترجمة هذا التفوق العسكري والاستراتيجي بالنسبة لإسرائيل إلى نقطتين رئيسيتين بحسب التحليلات العسكرية الإسرائيلية: أولاً السيطرة الإسرائيلية الكاملة على نهر الأردن وضفتيه، ويعني ذلك السيطرة على الضفتين الغربية والشرقية للنهر، الأمر الذي يزيد من فرص عبور القوات الإسرائيلية إلى هضبة الجولان بسهولة، حال نشوب حرب بين الجانبين.

ثانياً يقلل استحواذ إسرائيل العسكري على هذا الخط من كشف تمركز القوات الإسرائيلية في وادي الحولة ووادي بحيرة طبرية للنيران السورية، فضلاً عن تلاشي الفرص أمام المدرعات والقوات السورية لاختراق هذه المناطق في طريقها إلى إسرائيل.

وبحسب معلومات التقرير العبري، عكف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأشهر الثلاثة الماضية، على إقناع الرئيس باراك أوباما بمنح المسار السوري أولوية في الجهود السياسية المبذولة، في ظل وجود خارطة واضحة، يمكن التعويل عليها لنجاح الدور الذي تلعبه الإدارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى ذلك المح التقرير إلى أن نتنياهو حرص على عرض خارطته الجديدة للانسحاب من الجولان في هذا التوقيت، نظراً لتقاربها الشديد مع الخارطة، التي اقترحها (فريد هوب) Fred Hoop، مساعد جورج ميتشل، مبعوث الإدارة الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط.

الانسحاب على مرحلتين

إلى ذلك تشير المعلومات التي نقلها التقرير الإسرائيلي عن دوائر سياسية في واشنطن إلى أن هوب اقترح في خارطته أن يكون انسحاب إسرائيل حتى منطقة (خط التلال) على مرحلتين: الأولى انسحاب اسرائيل حتى وسط هضبة الجولان، غير أن هذا الانسحاب لن يشمل في هذه المرحلة المنطقة، التي يقع بها جبل الشيخ (حرمون)، حتى تتمكن إسرائيل عندئذ من السيطرة على نقاط المراقبة وآليات العمل الاستخباراتية، الممتدة من هضبة الجولان، حتى العاصمة السورية دمشق.

كما أن إسرائيل لن تنسحب في هذه المرحلة أيضاً من جنوب الهضبة، لتواصل السيطرة على منحدر خط التلال، من الشمال الشرقي وحتى الجنوب الغربي لهضبة الجولان، مما يحول دون عبور القوات السورية للموانع الطبيعية في تلك المنطقة، سيما في ظل وجود منحدرات صخرية حادة في الجزء الجنوبي من هضبة الجولان باتجاه الأردن غرباً، وباتجاه نهر اليرموك جنوباً.

ثانياً: مواصلة إسرائيل السيطرة على سفح المنحدر الجنوبي لعدة سنوات حتى تتأكد من نوايا سوريا الراغبة في السلام والرافضة للحرب، مما يحول دون إجبار إسرائيل على الانسحاب غرباً باتجاه الأردن.

المعلومات العبرية خلصت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطّلع على خارطة هوب، وابدي موافقته عليها، وقال خلال لقائه الرئيس الأمريكي باراك اوباما، انه على استعداد لدمج خارطته بالخارطة الأميركية، من أجل التوصل إلى تسوية سلمية بين سوريا وإسرائيل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تسريب موسادي ملغوم
معاوية -

لم يعد هذا النوع الممجوج والمكرر من التواطؤ الصهيوني النصيري بخافياً على أحد، إذ كلما اشتد الضغط الامريكي على الصهاينة لفرض حل للقضيةالفلسطينية ، تلتهب حمى إحياء المسار السوري بشروط هزلية لتمييع المسار الفلسطيني وإفشال الجهود العربية والدولية. والكل يعلم أن لا مصلحة للصهيونية وقرينتها النصيرية بالسلام لأنهما تعتاشان على الإرهاب والقتل والدمار، وإذا كانت امريكا واسرائيل جادتان في تحقيق السلام ،وأشك في ذلك، فعليهما حل القضية الفلسطينية أولا والتي هي أساس مشاكل العرب ، من يدري قد يكرروا أيضا حجة عدم وجود مفاوض فلسطيني وهل هو عباس أم حماس أم ابو لباس.

ممتاز
ميمو -

أنا موافق على هذه الخطة بالرغم من وجود بعض التحفضظات عليها لكن بالأجمال استطيع القول لا بأس بها فهي قابلة للتطبيق ولكن خوفي من أجمدي نجاد وعصابتة والمرتزقة الذين يلتفون حولة القيام بالتشويش على الرئيس السوري. اذا كان السلام الحقيقي هوالنتيجة فأدعو الله التوفيق لهذه الخطة. شكرا والى الأمام نحو السلام.

لن يقبل ..لن يقبل
الرفيق شنان -

والله لو اعادوا له الجولان وانطاكية وعربستان وقردستان فلن يقبل , هو سعيد بالوضع وبالرئاسة واللوز والعسل وتصفيق الجماهير وشعوره بالعظمة , هكذا وكما كان ابوه حافظ سعيد باللاحرب واللاسلم , مثل هكذا حالة اعطته وقتا لتثبيت مواقعه وقمع الشعب السوري , اسرائيل سعيدة جدا معه بهذا الوضع , هو يبقى على صدر شعبه بالقوة باسم التحرير والممانعة ومحاربة العدو الاسرائيلي الذي بالحقيقة لايتجرأ الاسد ان يتطلع بعينه بدون ان يرتجف رعبا, واسرائيل مرتاحة ايضا لهذا الوضع تقضم الجولان لقمة بعد لقمة حتى الانتهاء منها تماما بمساعدة الزمن وقد انقضى خمسون عاما على حصولها على الجولان بعد اتفاقية كيسينغر الشهيرة بين الاسد ورابين , الجولان مقابل عرش سوريا لبيت الاسد, السلام هو قاتل لهذا النظام المبني على القمع واشاعة الرعب بين الناس وخنق الكلمة الحرة الناقدة , مثل هذه الانظمة تدمر اوطانا بأكملها كما حال سوريا المدمرة تماما بالفساد والفقر والجريمة وذلك في سبيل استمرار نهب هذه الانظمة لاوطانها في ظل غياب الرقابة والصحافة الحرة وسيادة القانون وكلها امور لاتعرفها سوريا في عهد الاب والابن...

صدقت
سليمان -

سوريا هي أسوأ دولة يمكن أن تكون مواطنا فيها فهي بنفس مواصفات حزب البعث العراقي .. دمار شامل في الموارد البشرية والمادية في سوريا مع العلم أن شعبها لديه الإستطاعة بصنع المستحيل في حال الذهاب للخارج.. الأسد يتاجر بالجولان وفلسطين لإرباك الشعب وقمعه بإسم العروبة .. يقول خبير صحفي امريكي مهتم بالشرق الاوسط للحكومة الامريكية انكم لو حاصرتم سوريا اقتصاديا مدى الحياة ومات الشعب جوعا لن يلتفت الرئيس السوري لكم لأنه ببساطة لايهمه الشعب .

مناورة جديدة
mesha44 -

عند غزو العراق بدأت مفاوضات السلام الفلسطينية و الاسرائيلية و العربية و الجميع يعلم الى ما آلت اليه فكانت هذه المفلوضات تمهيد لغزو العراق و الان المفاوضات في جميع الاتجاهات تمهيدا لغزو ايران ....

يرجى التعقل
أبو بطرس -

القراء الأكارم :من يعرف شخصية السيد الرئيس بشار الأسد يدرك تماماً أن جوهر تفكيره وطنه سوريا و كيفية الوصول بشعبه إلى أرقى مستويات الحياة و ذلك ضمن الظروف المحلية و الدولية المتاحة هذا أولاً و أما ثانياً فجل اهتمامه هو القضية العربية و التضامن العربي و هذا ما تستنتجه بكل بساطة من خلال مواقف السيد الرئيس بشار و كونوا على ثقة أن موقفه ينطلق دائماً و أبداً من مبدأ واحد ألا و هو : السلام العادل و الشامل : تقديري و احترامي للجميع و خاصة لغير الحاقدين

اسرائيل تحمي بشار
حسين -

الهدف الاسرائيلي من هذه الدعايات هو حماية نظام دمشق من السقوط باي طريقة.... واسلوب جزرة السلام و لا بديل عن النظام السوري اساليب اسرائيلية خالصة هدفها حماية بشار واظهارة بمظهر المسالم الضعيف الذي لا بديل عنه لحكم سوريا الا المتشددين الاسلاميين!

السيناريو الممل
abdulrazak -

انا مؤيد لما ذكه معاوية (رقم 1)وماذكرته ماشا 44(رفم4) فهو سيناريو يتكرراذا ارادت امريكا فعلا السلام فعليها انهلء الخضوع للاسائيلين ومحاولة استرضاهم وموازرة الدول العربية فعلا لسوريا وفلسطين عمليا

اورشليما
king -

ان وجود شخص يهودي بالحكم في سوريا خير من وجود عربي علوي منافق واعوانه ،وبخصوص عودة الجولان فأنا لا اتمنى عودة الجولان لسوريا لان الجولان ارض اسرائيلية بحتة متى كان للعرب ارض او عرض مع تحياتي للذين شاركوا في هذه المناقشةاخوكم من سوريا محمد

الصراحة
konsir -

خالف شروط النشر