الأردن: الخطب السياسية حول قبور الموتى محرمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دخلت الفتوى الدينية على خط الوضع السياسي الأردني الداخلي، مع إقتراب موعد الإنتخابات الأردنية التي تتجاذبها مواقف عدة، إذ لوحظ أن الفتوى الأحدث تعلقت بتحريم الخطب السياسية في المقابر الإسلامية، في وجه محاولات التسييس للمناسبات الإنسانية.
تحركت أمس الفتوى الدينية الرسمية الأردنية أمس للمرة الأولى، لمساندة الموقف الرسمي الأردني، حين أطلت مؤسسة الفتوى الرسمية لتعلن أن ممارسة الطقوس السياسية في المقابر الإسلامية، وإلقاء الخطب السياسية، والتداول في النقاشات السياسية حول القبور بعد الدفن، أو زيارة قبور الموتى، هو أمر محرم شرعا، لإنتفائه من الطبيعة الإنسانية الخاصة للمقابر الإسلامية التي تحض على ضرورة الإستفغار، وإستذكار العبر من الموت، والدعاء للميت بالتثبيت عند السؤال، والتطرق للأمور الشرعية بشكل عام، وهو الأمر الذي يخالف الظاهرة التي إنتشرت مؤخرا، مع تسييس المناسبات الإنسانية، وتحول المقابر وبيوت العزاء للتداول بالوضع السياسي.
وجاءت الفتوى الرسمية لمفتي عام الأردن الشيخ عبدالكريم الخصاونة، بتحريم إلقاء الخطب السياسية، مع إقتراب سخونة الوضع السياسي داخليا، وإقتراب موعد الإنتخابات التشريعية الأردنية، لإنتخاب مجلس النواب السادس عشر في التاسع من شهر تشرين الثاني|نوفمبر المقبل، إذ لوحظ في الأيام التالية لإجازة عيد الفطر حراكا سياسيا إنتخابيا لافتا، رغم إصدار قوى سياسية أردنية بيانات أعلنت خلالها مقاطعتها للإنتخابات الأردنية المقبلة، إلا أن الحملة الإنتخابية قد إنطلقت بكثافة، وطالت المناسبات الإنسانية الخاصة، علما أن دور العبادة مغلقة قانونا أمام الحملات الإنتخابية، والشأن السياسي بشكل عام.
وقبل أيام من إصدار الفتوى الدينية الرسمية التي تحترم بشكل كبير في الأوساط الأردنية العامة والخاصة، لوحظ أن زيارات المقابر في المناسبات الإجتماعية مثل الأعياد، ودفن الموتى قد تحولت الى ميدان للخطب السياسية، وإستغلال هذه الخطب لمحاكمة الأوضاع السياسية الحالية في الأردن، وتوجيه رسائل نقد سياسية للنظام السياسي الرسمي، إذ لوحظ أن مجموعة من الناشطين السياسيين قد زاروا في اليوم الأول من عطلة العيد قبر رئيس الوزراء الأردني الأسبق وصفي التل، وكذلك قبر رئيس الوزراء الأردني الأسبق هزاع المجالي، اللذين قتلا على أيدي منظمات فلسطينية في عقدي الخميسنات والستينات من القرن الفائت، بسبب مواقفهما السياسية، التي يستذكرها قطاع واسع من الأردنيين بالتقدير والإجلال.
ورغم أن الناشطين الذين زاروا قبري التل الذي قتل برصاص أطلق عليه في القاهرة، والمجالي الذي قتل بمفخخة في مكتبه بعمان، لم يقوموا بأنشطة سياسية يمكن أن تصنف في خانة العداء للنظام السياسي، إلا أن جهات أردنية اعتبرت أن هذه الأنشطة من شأنها أن تخلق بلبلة وقلاقل سياسية، إذا ما تواصلت، لاسيما وأن إنطباعات أردنية رسمية وغير رسمية سائدة الآن، تعتبر الزيارات لقبور سياسيين أردنيين تحت وابل فلاشات الكاميرات، هي بدعة سياسية جديدة مقرونة بمناكفة النظام الرسمي، الذي تصدى أكثر من مرة، لمساعي إذكاء روح العنصرية والإقليمية البغيضة داخل الأردن، وهي مساعي تعرف أطراف أردنية سلفا بأنها ممولة من أجهزة إستخبارات عربية، لها مصلحة في غياب الإستقرار السياسي والأمني الذي يتمتع به الأردن.