الاستفتاء يزج السودان بمخاطر العنف والنزوح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعيش السكان مخاطر العنف والنزوح القسري او الطوعي لجزء كبير من السكان بعد استفتاء الجنوب.
ام درمان: "انا من جنوب السودان، ولكنني الان اعيش في الشمال"، مثل كثيرين غيره يخشى كوير دينق من نتائج الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان الذي يمكن ان يقود الى انفصاله. ويرتدي كوير دينق جلبابا اسود ويذوب وسط سكان الشمال، الذين يشكل المسلمون غالبيتهم، غير ان اثار شق في الجبهة، تقضي به التقاليد الجنوبية، يكشف عن اصوله".
ويقول دينق وهو سائق سيارة اجرة صينية صغيرة (توك-توك) "كبرت في الشمال لان اسرتي فرت من الجنوب بسبب الحرب الاهلية". ويقيم 500 الف جنوبي في الشمال، وفقا لاحصاء 2008 الذي يحتج على نتائجه الجنوبيون، وتقدر المنظمات غير الحكومية وحكومة الجنوب عددهم بمليون ونصف مليون مواطن.
ويعيش معظم الجنوبيين في الخرطوم وفي ام درمان، ولم توضع معايير واضحة لتحديد من له حق التصويت من بين هؤلاء في استفتاء تقرير مصير الجنوب. وتتزايد المخاوف من مخاطر العنف والنزوح القسري او الطوعي لجزء كبير من السكان.
ويعتبر استفتاء تقرير مصير الجنوب جزءا رئيسيا في اتفاق السلام الشامل الذي ابرمه المتمردون الجنوبيون السابقون مع الخرطوم والذي انهى حربا اهلية دامت اكثر من 21 عاما واوقعت مليوني قتيل. ويؤكد دينق انه "يريد ان يصبح الجنوب مستقلا ولكنه قلق مما سيحدث لسكان الشمال ذوي الاصول الجنوبية لان الناس هنا (في الشمال) يمكن ان تغضب" من الانفصال.
ويتساءل "هل سيسمح لي بالبقاء في الشمال بعد الاستفتاء" مضيفا "اخشى اذا اصبح الجنوب حرا ان يحاول الناس (في الشمال) الانتقام وان يعيدونا الى الجنوب بالقوة". ويؤكد المحلل جون اشويرث، الذي كتب تقريرا نشرته في ايلول/سبتمبر الجاري مجموعة الضغط المسيحية باكس كريستي، انه "يخشى من نزوح على نطاق واسع سواء طوعيا او جبريا".
ويضيف "يمكن ان ينتج عن ذلك وضع انساني حرج والمنظمات غير الحكومية بدأت في الاستعداد" تحسبا لمثل هذا الاحتمال. ورغم انتهاء الحرب الا ان التوتر ظل شديدا بين الشمال، ذي الغالبية العربية المسلمة، والجنوب الذي ينتمي غالبية قاطنيه الى قبائل من اصول افريقية مسيحية او تدين بعقائد محلية.
ويعتبر الخبراء انه من غير المرجح ان يتم تنظيم عمليات تهجير على نطاق واسع لان الشماليين القاطنين في الجنوب غالبا ما يكونون من كبار التجار في حين يشكل الجنوبيون يدا عاملة مهمة في الشمال.
غير ان هناك احتمال وقوع اعمال عنف يومية ضد السكان الذين يقطنون في الجزء الذي لا ينتمون اليه اصلا و"ربما يتعرضون للعنف او لفقدان وظائفهم" بحسب تقرير نشرته في حزيران/يونيو الماضي ريفوجيز انترناشونال غير الحكومية.
وتعتبر مسألة المواطنة من القضايا التي يجري التفاوض حولها ولكن التقدم فيها بطيء وكذلك في ترتيبات تنظيم الاستفتاء المقرر ان يجري في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل.
ويرى البعض ان النفط سيدفع الطرفين الى تبني سياسة سلمية وبراغماتية اذ ان الاحتياطي النفطي للسودان، وهو ثالث منتج للنفط في افريقيا، يقع في الجنوب غير ان خطوط الانابيب التي تنقله تمر كلها عبر الشمال.
واعدت وزارة الشؤون الانسانية في حكومة الجنوب "برنامج طوارئ" يتيح لمليون جنوبي "عودة امنة وسريعة وكريمة ودائمة".
ولكن العديد من العاملين في منظمات الاغاثة الانسانية يشككون في فاعلية هذا البرنامج ويشيرون الى ان الجنوب يجد صعوبة في اعاشة السكان المقيمين فيه حاليا.
وبحسب الامم المتحدة، سوف يتلقى هذا العام نصف سكان الجنوب، اي مليون شخص، مساعدات غذائية.