أعمال عنف في القدس وخلاف الإستيطان مستمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما لا تزال قضية الاستيطان عقبة بوجه المفاوضات وقعت صدامات في القدس الشرقية إثر مقتل فلسطيني.
القدس: أصيب نحو عشرين فلسطينيا الاربعاء بجروح في القدس الشرقية في صدامات وقعت اثر مقتل فلسطيني برصاص حارس مكلف حماية المستوطنين، في حين تهدد مسالة الاستيطان في الضفة الغربية مصير المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.
ودخلت الشرطة الاسرائيلية بعد الظهر الى باحة المسجد الاقصى مؤكدة انها تدخلت في اعقاب قيام شبان فلسطينيين "برشق الحجارة". واوضحت الشرطة انها لم تلجأ الى "وسائل التدخل لوقف اعمال الشغب"، في اشارة على ما يبدو الى استخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المغلف بالمطاط كما جرت العادة.
واعتقلت الشرطة ثمانية فلسطينيين، بينهم مصور، بحسب الاذاعة العسكرية الاسرائيلية. واستؤنفت المواجهات التي اندلعت صباحا بعد مقتل فلسطيني في حي سلوان في القدس الشرقية، بعد الظهر اثناء مراسم تشييع القتيل.
وحي سلوان مسرح لصدامات متكررة بين العشرات من المستوطنين والسكان الفلسطينيين البالغ عددهم نحو 12 الفا. ورشقت عدة سيارات اسرائيلية بالحجارة قرب حي سلوان واصيب عشرة اسرائيليين بينهم ثلاثة شرطيين بجروح حسب الاذاعة العسكرية الاسرائيلية.
واحرقت ثلاث سيارات اسرائيلية بينها سيارة للشرطة وكسر زجاج حافلة. وفي وقت سابق،اصيب خمسة اشخاص بجروح في مواجهات متقطعة بين متظاهرين فلسطينيين يرشقون بالحجارة رجال الشرطة الاسرائيلية الذين اطلقوا الرصاص المغلف بالمطاط بعد مقتل سمير سرحان (30 عاما).
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد "ان حارسا امنيا مكلفا حماية يهود من سكان حي (سلوان العربي) اطلق النار من مسدسه بعد ان هوجم بالحجارة وهو في سيارته".
واصيب فلسطينيان بجروح في الوقت نفسه، بحسب شهود عيان. وافرج عن الحارس بعد الاستماع الى اقواله من قبل الشرطة، بحسب الاذاعة العسكرية.
وقال احد اقرباء الضحية لوكالة الأنباء الفرنسية "لقد استفقنا حوالى الساعة 04:00 (02:00 ت غ) لدى سماع عيارات نارية وعندما نزلنا وجدنا جثة سمير مضرجة عند السلم".
من جهتها دانت الحكومة الفلسطينية الاربعاء مقتل الفلسطيني برصاص مستوطن اسرائيلي في حي سلوان في مدينة القدس، محملة الحكومة الاسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة".
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية غسان الخطيب في بيان "ان هذا التصعيد العنيف من قبل إسرائيل ينسف الجهود الدولية لاحياء عملية السلام، ويشكل عقبة كبيرة امام المفاوضات الجارية حاليا". واضاف "ان الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة".
وتابع الخطيب في بيانه "ان من يرسل المستوطنين المدججين بالسلاح للاستيطان في قلب الحي، ليقوموا بالاستفزاز اليومي للفلسطينيين العزل، يعبد الطريق لمثل هذه الجرائم". واعتبرت حركة حماس التي تعارض المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ان مقتل الفلسطيني يعكس "النوايا الخبيثة" للحكومة الاسرائيلية.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس في تصريح صحافي في غزة "ان ما يجري في حي سلوان بالقدس من قتل واستهداف صهيوني متواصل للمقدسيين والذي ادى الى سقوط شهداء وجرحى (...) يعكس النوايا الخبيثة لحكومة إسرائيل في استغلال استمرار المفاوضات بينها وبين السلطة في الضفة كغطاء فعلي لارتكاب الجرائم ومزيد من العنف بحق الشعب الفلسطيني".
واشار الى "استمرار التهويد وتوسيع الاستيطان، مما يوضح ان حكومة إسرائيل تحت ستار وغطاء المفاوضات تدشن مرحلة جديدة وخطيرة من التصعيد والقتل والتهويد".
وحضت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) اسرائيل الثلاثاء على تمديد العمل بقرار تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية. وهذا التجميد لا يشمل القدس الشرقية.
من جهته، اعلن نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء "ان الايام العشرة القادمة ستكون حاسمة وسيتحدد فيها مصير المفاوضات" مشيرا الى انه "لا يوجد حتى الان اي اختراق وتقدم في هذا المجال".
وترفض الحكومة الاسرائيلية تمديد العمل بقرار التجميد، لكنها اعلنت انها تامل في استئناف محدود للبناء في المستوطنات. واعلن عباس الاثنين "سنواصل المفاوضات ما دام الاستيطان متوقفا في الاراضي الفلسطينية"، محذرا من انه "غير مستعد للتفاوض يوما واحدا في ظل الاستيطان".