عراقيون يتهمون "أنصار السنة" بالقتل بكاتم الصوت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يتهم مسؤولون أمنيون عراقيون جماعة "أنصار السنة" بممارسة أسلوب "الصيد الحر" بأسلحة كاتمة للصوت لإثارة "الفتن والنعرات" بعد تزايد عدد القتلى الذين يسقطون بهذه الطريقة في الاشهر الاخيرة.
بغداد: قال المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد العسكري حول اتهام جماعة "أنصار السنة" بممارسة القتل بكاتم الصوت إن "مخططاتهم تعتمد اسلوب الصيد الحر اي مهاجمة شخصيات بمفردها بدون حمايات كافية كما يلاحقون العناصر الامنية اثناء توجهم للعمل او بعد خروجهم منه".
واضاف ان تنظيم "انصار السنة يمارس انشطته الارهابية في بغداد وديالى والموصل وتكريت وكركوك من خلال طرق تكتيك جديد لاثبات وجوده رغم الضربات القوية التي تعرض لها الاشهر الماضية". وجماعة "انصار السنة" منشقة عن "انصار الاسلام". وهي تقدم نفسها على انها تحالف يضم عدة مجموعات اسلامية صغيرة.
وقد تبنت العديد من الهجمات وعمليات الخطف وقتل رهائن في العراق. وكانت "انصار السنة" شهدت بدورها انشقاقا العام 2007 اسفر عن قيام "انصار السنة-الهيئة الشرعية". وتابع العسكري ان التنظيم "يعتمد مبدأ القتل بالاستنابة لاهداف سياسية واثارة الفتن والنعرات، اي قتل سني لكي يتهم شيعي بقتله او قتل عربي ليتهم كردي بقتله او قتل تركماني لكي يتهم عربي او كردي بقتله".
واكد ان "انصار السنة" يلجأ الى "القتل بواسطة كاتم الصوت، طبقا لمعلوماتنا الاستخباراتية والقبض على العشرات من قادة التنظيم، بسبب صعوبة جلب انتحاريين" مشيرا الى ان القيادات الامنية "تدرس حاليا اتخاذ اجراءات رادعه جدا لمن يملك المسدسات".
بدوره، قال مصدر رفيع في جهاز الامن الكردي (آسايش) ان "انصار السنة من اخطر التنظيمات الارهابية في العراق". واضاف رافضا الكشف عن هويته ان "التنظيم يتميز بهويته العراقية مقارنة مع القاعدة او دولة العراق الاسلامية التي تعتمد اجندة دولية".
واكد انها "حركة دينية متطرفة تعتمد القتل على الشبهة وتضم مقاتلين عربا واكرادا وتركمانا وتنشط في المناطق المتنازع عليها ولجأ في الاونة الاخيرة الى القتل عبر كواتم الصوت التي يسهل تصنيعها للاسف". وختم المصدر قائلا ان "مقاتليه عراقيون وخليط من الاسلاميين والبعث لا سيما عناصر التصنيع العسكري".
واشار الى ان "العراق ساحة مفتوحة بين محورين الاول عبر حدود سوريا والموصل باتجاه جبال حمرين والثاني عبر ايران والمنذرية حتى جبال حمرين ايضا". من جهته، قال ضابط رفيع في الشرطة ان "انصار السنة احد اوجه تنظيم القاعدة لانه يعتمد الفكر التكفيري".
واضاف اللواء تورهان يوسف عبد الرحمن نائب مدير شرطة كركوك "فككنا العديد من شبكات انصار السنة واخرها مسؤول التنظيم في كركوك بقيادة الارهابي شداد فاضل عباس وضبطنا معهم بندقيتين واربع مسدسات و13 كاتما للصوت". وتابع "انهم يستخدمون كواتم للصوت محلية الصنع ويعتمدون القتل عن طريق الكاتم".
واوضح ان "سلاح الكاتم للصوت فعال يحقق سرعة الهروب للارهابيين (...) ويصنع محليا بالموصل مع احتمال تصنيعه في كركوك". واكد يوسف "نحن بحاجة للمعلومة الاستخباراتية ولالتزام اصحاب الورش بالتعليمات".
الا انه اضاف ان "هؤلاء القتلة يرغمون اصحاب الورش عبر التهديد او باغراءات مادية (...) ففي السابق لم يكن ممكنا لاي شخص حمل او استخدام الكاتم لان عقوبته الاعدام". كما قال القيادي في القائمة العراقية اسامه النجيفي ان "هولاء المجرمون يعملون وفق اجندات خارجية وهي علامة خطره لا يمكننا حلها الا بحكومة قوية".
ورأى انها "معركة بين الاستقرار الذي نطمح اليه والارهاب واستمرار الفوضى". من جانبه، قال محمود عثمان النائب عن التحالف الكردستاني ان "غالبية الاعمال الاجرامية حاليا ناجمة عن كاتم الصوت (...) انهم يستهدفون القضاة ورجال الامن والفنيين والخبراء".
واضاف "لا يمكن حل هذه الامور الا بوجود اجهزة استخباراتية فاعلة"، مؤكدا ان "الارهاب ما يزال مستمرا والوضع الامني غير المستقر مرتبط بالوضع السياسي". واشار خصوصا الى ان "انصار السنة ينشطون بالمناطق المختلطه نتيجة تنوعهم حسب القوميات لممارسة انشطتهم الارهابية".
الى ذلك، لاحظ "مرصد الحقوق والحريات الدستورية" في تقرير تنامي ظاهرة الاغتيالات بواسطة مسدسات كاتمة الصوت موجهة نحو شرائح معينة". واشار الى "ارتفاع كبير في اعداد ضحايا هذه الظاهرة منذ بداية العام الحالي".
واوضح ان "عدد الذين اغتيلوا بين الاول من كانون الثاني/يناير الماضي حتى 19 ايلول/سبتمبر الحالي يبلغ 686 شخصا مقارنة مع 473 العام 2009 و270 العام 2008". واكد ان غالبية القتلى سقطوا في بغداد(230) ونينوى (209) وكركوك وديالى (70) ثم كركوك (46) وصلاح الدين (41).
واوضح المرصد ان "تحليل هذه الظاهرة الخطرة يؤكد بروزها اثناء الازمات السياسية". واضاف "عليه وطبقا لفهم ما يجري من احداث، فان تاخير تشكيل الحكومة قد يكون احد اهم اسباب انتشارها كوسيلة لتصفية الحسابات بين الخصوم السياسيين".