الحوار حول النووي الإيراني قد يستأنف في الخريف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أبدت كافة الأطراف المعنية بالملف النووي الإيراني مواقف تشير إلى إمكانية استئناف المفاوضات بشأنه هذا الخريف بالرغم من تجديد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد استفزازاته الخميس من منبر الامم المتحدة.
نيويورك: قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس إن "الباب ما زال مفتوحا للدبلوماسية ان اختارت إيران سلوكه". وحين خلفه احمدي نجاد على المنبر بعد الظهر لم يتطرق الى الملف النووي الا بشكل عابر، مخصصا حيزا كبيرا من كلمته لعرض نظريته عن وجود مؤامرة اميركية خلف اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، ما حمل وفود الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وبعض الدول الاخرى على مغادرة القاعة.
واعلن احمدي نجاد ان إيران لطالما كانت مستعدة للتفاوض مؤكدا في المقابل ان بلاده لا ترضخ للضغوط. وقال "لم نرضخ يوما لضغوط تمارس علينا بصورة غير شرعية ولن نفعل ابدا. قيل انهم يريدون الضغط على إيران لحملها على التفاوض".
وتابع "اولا، لطالما كانت إيران على استعداد للدخول في حوار مبني على الاحترام والعدالة. وثانيا، فان الوسائل القائمة على التقليل من احترام الامم لم تعد منذ فترة طويلة تجدي". وفي طهران نقلت وكالة الانباء الطلابية عن احمدي نجاد قوله ان إيران قد تجري مفاوضات مع الدول الست في تشرين الاول/اكتوبر.
كما كان الرئيس الإيراني اكد في وقت سابق لشبكة تي بي اس اليابانية انه "يجري الاعداد" للمفاوضات مع الدول الست الكبرى المعنية ببحث برنامج بلاده النووي مضيفا انها "ستجري على الارجح في تشرين الاول/اكتوبر".
وكانت مجموعة الست التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والمانيا دعت الاربعاء الى "حل تفاوضي سريع يكون شاملا وبعيد الامد" مع طهران. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لشبكة سي ان ان الاميركية ان الطرف الإيراني هو الذي طلب من الدول الست استئناف المفاوضات وقد وافقت. واكد "لقد طلبوا الاجتماع معنا".
وجرى اخر اجتماع للدول الست مع إيران في الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2009 في جنيف وقد قدمت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا لإيران عرضا برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية يقضي بمبادلة 1200 كلغ من اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب بوقود نووي اعلى تخصيبا لاستخدامه في مفاعل طهران للبحث الطبي.
وبعدما ظهرت مؤشرات توحي بان النظام الإيراني سيقبل بالعرض، عاد ورفضه. وقامت واشنطن بعد ذلك بتحركات دبلوماسية مكثفة افضت في حزيران/يونيو الى اقرار عقوبات جديدة بحق إيران هي الاشد حتى الان.
وقال دبلوماسيان من مجموعة الدول الست طلبا عدم كشف اسمهما ان اجتماعا بين إيران والدول الكبرى قد يعقد هذا الخريف في فيينا او حتى "بعد شهر في جنيف". وتعتزم الدول الست تقديم صيغة "معدلة" لعرضها السابق تاخذ في الاعتبار مواصلة إيران عمليات التخصيب منذ 2009 وزيادة حجم مخزونها من اليورانيوم المخصب.
والهدف الاساسي كما لخصه باراك اوباما الخميس هو اعطاء إيران فرصة "لتؤكد للعالم الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي". وقالت المصادر ذاتها ان الغربيين ياملون ان يكون الاجتماع هذه المرة فاتحة لسلسلة لقاءات "تثبت للإيرانيين اننا نرغب في التفاوض".
غير ان طهران ما زالت ترفض وقف التخصيب وقد اعلن احمدي نجاد ذلك بوضوح في نيويورك امام مجموعة من الخبراء حيث قال "لم نفكر يوما ان المفاوضات ستقود الى وقف نشاطاتنا النووية. والتفاوض لا يطرح لي بالتالي اي مشكلة".
وتوقع المحلل فريبورز قدار من المركز الاميركي للدراسات الاستراتيجية والدولية الوصول مجددا الى طريق مسدود وقال متحدثا "في غياب الارادة في تغيير السياسة، فان المفاوضات لن تتوصل الى شيء" الا اذا اقتصر هدفها على احاطة البرنامج النووي الإيراني ب"عدد كاف من وسائل المراقبة".