انعدام الامن في فنزويلا قد يعزز موقع المعارضة في الانتخابات التشريعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كراكاس: يتوقع ان يؤدي تزايد الجرائم بشكل غير مسبوق في فنزويلا وخصوصا في كراكاس التي تعد اليوم من المدن الاكثر خطرا في العالم، الى تعزيز موقع المعارضة للرئيس الاشتراكي هوغو تشافيز في الانتخابات التشريعية المقررة الاحد.
وروت دايزي وادريانا وهي من مرتفعات بيتاريه، الدائرة الشعبية الكبرى في العاصمة حيث يشكل انعدام الامن على غرار بقية البلاد الشاغل الاول للسكان، "هنا يقتل الشبان مثل الذباب" "ففي كل عطلة اسبوع هناك رصاص في كل مكان". وقد تم للتو دفن فتى قتل بيد عصابة عند المنحدر.
وتبيع دايزي بطاقات هاتف لتأمين لقمة العيش وهي تؤيد تشافيز. وقالت "لقد اعطاني منزلي قبل ثلاث سنوات" مؤكدة "احب كل شيء يفعله" لكنها هذه السنة لا تعرف ما اذا كانت ستصوت ل"نوابه".
وقبل سنتين انتقلت بيتاريه التي كانت معقلا سابقا للرئيس الاشتراكي الى جهة المعارضة في الانتخابات البلدية.
ولا تعلن الحكومة اي ارقام رسمية حول الجريمة منذ سنوات، لكن خلال الحملة تسربت معطيات من المعهد الوطني للاحصاءات الى الصحف تشير الى ان 19 الف شخص قتلوا في فنزويلا في العام 2009. وهذا الرقم اكبر من العدد المسجل في المكسيك او البرازيل مما يجعل هذه القوة النفطية البلد الاكثر خطرا في اميركا اللاتينية.
وقال ايناسيو افالوس عالم الاجتماع في المرصد الانتخابي اوخو (العين الانتخابية) "من جهة الاصوات يمكن الاعتقاد بان امام المعارضة فرصا اكبر لاستثمار الموضوع".
ورأى عالم الاجتماع انخيل اوربيزا من جهته "لا ينبغي التنديد فقط بالمشكلة بل ينبغي ايضا ان ينظر اليهم (المعارضين) كبديل لحلها، وذلك سيتوضح قبل 26 ايلول/سبتمبر".
ولفت روبرتو بريسينو-ليون مسؤول المرصد الفنزويلي للعنف (منظمة غير حكومية مستقلة) الى انه "في خلال عشر سنوات" اي منذ وصول تشافيز تقريبا الى الحكم في 1999، تضاعف عدد جرائم القتل اربع مرات".
والشعور بعدم الامان تنامى باضطراد. ففي كراكاس يتجنب السكان الخروج من منازلهم ليلا. ولخص الاخصائي في علم الاجرام ماركوس تاري الوضع بقوله "ان المدن اصبحت معازل لا يخرج منها احد".
واكدت دايزي "امنع اولادي من الخروج ليلا والذهاب الى سهرات". واضافت ماريا وهي بائعة في بيتاري "اتنبه الى الجميع من حولي".
اما الاسباب التي تفسر تزايد جرائم القتل فهي متنوعة. ويقدر عدد قطع السلاح المنتشرة في البلاد ب12 مليونا. وقال بريسينو-ليون ان تشافيز "قرر عدم التحرك اعتقادا بان السياسات الوقائية هي الوحيدة الناجحة وان مكافحة الفقر ستعطي نتائج".
والمفارقة اليوم هي ان اكثر من 80% من الضحايا ينتمون الى الطبقات الشعبية، قاعدته الانتخابية الوفية التي دعمت حتى الان البرامج الاجتماعية المختلفة التي اعدت لها.
من جهة اخرى اكد بريسينو-ليون باسف "ان الافلات من العقاب ازداد بشكل ملحوظ" ليتجاوز ال90%.
ولخفض هذه الارقام لفت تحقيق للمرصد الفنزويلي للعنف الى انه "لا بد ان تكون الرسالة واضحة جدا بالنسبة لمن لا يحترم القانون". لكن "اكثر من نصف الفنزويليين يعتبرون ان لغة الرئيس تسهم في العنف" بحسب التحقيق.
ويبدي الرئيس تشافيز الذي اثار الامال في 1999 بوضعه حدا لهيمنة الاحزاب التقليدية التي كانت تتقاسم السلطة منذ اعتماد المسار الديمقراطي في 1958 والتي يتهمها الرئيس بانها انعكاس ل"البورجوازية"، من ناحيته ثقته بانه سيهزم المعارضة.
وهذه الاحزاب التقليدية قاطعت في 2005 الانتخابات التشريعية الاخيرة فاسحة المجال امام انصار تشافيز، ومن بينهم حزب الوطن للجميع وحزب بوديموس.
لكن هذين الحزبين انتقلا الى المعارضة بعد ذلك لاسباب مختلفة، اخذين خصوصا على تشافيز افتقاره الى الحوار ويؤكدان رغبتهما اليوم في تجسيد طريق ثالثة.
وقال خوان خوسيه مولينا من حزب بوديموس الذي يعد ستة نواب "ان اليسار الفنزويلي بامكانه بالتأكيد العمل بدون تشافيز. انه ليس رجلا من اليسار، انه مستبد مهووس بالسلطة".
ورد تشافيز المعجب بزعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو على هذه الانتقادات بقوله مؤخرا "يقولون انهم ديمقراطيون حقيقيون واني مستبد. فهم خونة ومدافعون عن الامبراطورية (الولايات المتحدة) والبورجوازية".
وردت المؤرخة مرغريتا لوبيز مايا مرشحة حزب الوطن للجميع عليه بقولها "ان الناس ادركوا ان هذا النظام ليس النظام الذي صوتوا له" مضيفة "ان الفنزويليين تعبوا من الانقسام السياسي وغياب الحوار" ان "السياسة تتلخص بمعرفة من يحب تشافيز او لا يحبه".
ومع قرار المعارضة التقليدية المشاركة في الاقتراع هذه السنة فانها قد تنتزع مجتمعة من تشافيز حوالى 60 مقعدا من اصل 165 لتشكل توازنا مع حزب الرئيس، الحزب الاشتراكي الفنزويلي.
ويرى هنري فالكون حاكم ولاية لارا (شمال) الشعبية التي اغلقت الباب مطلع العام امام الحزب الاشتراكي ان الاستياء يزداد لكن "الحكام والوزراء ورؤساء البلديات خائفون" مضيفا "ان الحكومة تستخدم اداة الخوف لوقف التفتت.
لكن تبعا للنتائج قد تحصل حركات انسحاب من حزب الرئيس. ودعي نحو 18 مليون فنزويلي الى صناديق الاقتراع غدا الاحد لتجديد البرلمان.