إنتهاء مهلة "التجميد" يضع إسرائيل أمام خيار الإستيطان أم السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تبذل الولايات المتحدة جهوداً شاقة لتجنب إنهيار مفاوضات السلام في الشرق الأوسط مع إنتهاء العمل بقرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية غداة تأكيد محمود عباس بأنه على إسرائيل الاختيار بين الاستيطان والسلام.
نيويورك: هدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالانسحاب من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ما لم تمدد قرار تجميد الاستيطان، ودان أمس "الهيمنة والعقلية التوسعية" التي تحكم في اسرائيل.
والتقى عباس المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل في فندق في نيويورك قبل محادثات مع قادة عرب قبل ان يغادر الولايات المتحدة بدون اي مؤشر على التوصل الى اتفاق.
كما اجرت الادارة الاميركية محادثات مع القادة الاسرائيليين، حسبما ذكر مسؤولون اميركيون. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي "نفعل ما بوسعنا لابقاء الطرفين على طاولة المفاوضات المباشرة".
واضاف كراولي الذي كان يتحدث بعيد مغادرة عباس الولايات المتحدة "نبقى ملتزمين مع الطرفين".
وتنتهي مساء اليوم الاحد مهلة حددتها الحكومة الاسرائيلية لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية. ورفضت الحكومة الاسرائيلية بقوة الدعوات الدولية لوقف كامل للاستيطان.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه لوكالة فرانس برس ان "الادارة الاميركية وعدتنا باستمرار الجهود في الساعات القليلة القادمة". واضاف ان "الادارة الاميركية تقوم بجهود مكثفة جدا وعلى اعلى المستويات مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من اجل استمرار المفاوضات وتجميد الاستيطان".
والتقى عباس وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في نيويورك مساء الجمعة. من جهتها قالت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير الدفاع ايهود باراك واسحق مولخو الذي اختاره رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ليقود الفريق الاسرائيلي في المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، موجودان في نيويورك ايضا للمساعدة في هذه الجهود.
وعبرت اسرائيل عن "استعدادها للتوصل الى تسوية متفق عليها بين كل الاطراف"، لكنها اكدت ان البناء في المستوطنات "لن يتوقف بشكل كامل". لكن عباس الذي يطالب بتمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان لمواصلة المفاوضات ويلقى دعم الجامعة العربية، رفض اي تسوية لا تضمن "توقفا كاملا" للاستيطان واكد انه يرفض "حلا جزئيا".
وقال عباس في خطاب في الامم المتحدة السبت انه على اسرائيل "الاختيار بين السلام ومواصلة الاستيطان". واكد ابو ردينة ان "الرئيس محمود عباس لن يخرج عن الاجماع الوطني الفلسطيني وهو يشدد على انه لا بد من تجميد الاستيطان لاستمرار المفاوضات".
واوضح ان عباس طلب عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية في مقر الجامعة العربية في القاهرة. وقد وصل الرئيس الفلسطيني الاحد الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للبحث في المفاوضات المتعثرة مع اسرائيل.
وقال ابو ردينه لفرانس برس لدى وصول عباس الى باريس ان "اللقاء سيتناول تطورات العملية السلمية والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وضرورة استمرار تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية". واكد ابو ردينة ان لفرنسا "دورا كبيرا في عملية السلام"، موضحا ان الرئيس ساركوزي "له دور متميز في الجهود المبذولة في العملية السلمية".
وسيلتقي عباس رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون وممثلي الطائفة اليهودية في فرنسا لحثهم على لعب دور ايجابي في عملية السلام في المنطقة". وكانت الاسرة الدولية وعلى رأسها الرئيس باراك اوباما، طلبت من نتانياهو بشكل واضح تمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان لانقاذ المفاوضات.
واكدت وزيرة الرياضة والثقافة الاسرائيلية ليمور ليفنات ان "الورشات ستنطلق مجددا مساء الاحد ولن نحتاج الى قرار خاص او الى اعلان". اما المستوطنون في الضفة الغربية فقد دانوا الدعوة التي اطلقها باراك اوباما لتمديد قرار التجميد واتهموا الرئيس الاميركي "بالخضوع لتهديدات الفلسطينيين".
وقد قرروا ان يضعوا الاحد رمزيا اول حجر من حي جديد في مستوطنة ريفافا شمال الضفة الغربية تعبيرا عن "وقف تجميد" الاستيطان. ووعد المستوطنون ايضا باعلان سلسلة من طلبات استدراج عروض للبناء فور انتهاء قرار التجميد، لاستئناف الاستيطان على نطاق واسع.
واعلنت اسرائيل في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 قرار تجميد البناء لمدة عشرة اشهر في مستوطنات الضفة الغربية حيث يقيم حوالى 300 الف مستوطن. واستثنت اسرائيل من هذا القرار ورش البناء التي انطلقت قبل صدوره وبناء المباني العامة كالمدارس والكنس.