قلق في البوسنة بشأن المسلمين الأصوليين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ساراييفو: أثار هجوم استهدف هذا الصيف مفوضية للشرطة وأدى إلى مقتل شرطي ونسب إلى مسلمين أصوليين في البوسنة مجددًا مخاوف من الخطر الذي تمثله مجموعات سلفية على هذا البلد بوحدته الهشة.
وقال وزير الأمن البوسني صادق أحمدوفيتش لوكالة فرانس برس "حسب أرقام وكالتنا للاستخبارات، هناك ثلاثة آلاف عضو من التيار الوهابي في البوسنة والهرسك". وأضاف إن "هذا لا يعني بالتأكيد أننا نواجه هذا العدد نفسه من الإرهابيين". وتتمركز مجموعات وهابية في البوسنة منذ الحرب (1992-1995).
وتابع "لكن لا يمكننا أن نستبعد أن يكون بينهم أفراد، قد يرتكبون عملاً إرهابيًا في وقت ما"، مؤكدًا أن أجهزة الأمن المحلية "تملك القدرات لمراقبة كل ذلك". وقاتل مئات من الإسلاميين الذين قدموا من مختلف الدول الإسلامية إلى جانب قوات مسلمي البوسنة خلال الحرب. وقد جلبوا معهم قراءة سلفية للإسلام، وأصبح لهم أتباع في هذا البلد.
وصرح أحمد عليباسيتش الأستاذ في كلية العلوم الإسلامية في ساراييفو أن في البوسنة اليوم "حوالي عشرين" مجموعة من المسلمين الأصوليين. وأضاف "أنهم يجتمعون في مساجد ومنازل وأماكن للعبادة". وشنّت السلطات المحلية في شباط/فبراير عملية أمنية واسعة في غورنيا ماوتسا البلدة النائية في شمال شرق البلاد التي يقطنها أصوليون.
واعتقل سبعة أشخاص متهمون خصوصًا "بتعريض وحدة وسلامة الأراضي للخطر"، ثم فرضت عليهم الإقامة الجبرية. لكن لم توجه إليهم التهمة رسميًا. وقال مصدر قريب من التحقيق القضائي إن "مبالغ كبيرة" من الأموال صودرت خلال العملية. ورأى وزير الأمن أنه "على الدولة وقف هذا التدفق غير المشروع للأموال"، مشيرًا إلى أن "هذه الأموال تأتي خصوصًا من الدول المجاورة". وتابع أن "المؤشرات تدل على وجود أحد المصادر المالية في فيينا".
وقال الأستاذ المتخصص بالإرهاب الدولي في جامعة ساراييفو فلادو ازينوفيتش إنه لا يعتقد إن "هناك مركزًا للتنسيق في البوسنة" يتم توجيه التيار المحلي عبره. وأضاف أن المجموعات الأصولية المحلية "منقسمة".
وفي ساراييفو، تشهد الأحياء المحيطة بمسجد الملك فهد، العاهل السعودي الراحل الذي موّل بناءه، تزايدًا في أعداد الشبان الملتحين، الذين يرتدون أزياء لم يكن مسلمو البوسنة يعرفونها قبل التسعينات. ويرفض جميعهم التحدث إلى فرانس برس.
لكن أحدهم اكتفى بالقول أمام المسجد "لسنا الوهابيين، ولا السلفيين. نحن مسلمون فقط".
وقال أزينوفيتش إن الهجوم الذي استهدف مفوضية الشرطة في بوغوينو (وسط) في نهاية حزيران/يونيو يفترض أن يشكل سببًا "ليقظة" المجموعة الإسلامية، خصوصًا الهيئة الرسمية لمسلمي البوسنة. وأضاف "عليها أن تتخذ موقفًا حازمًا حيال هذه الظاهرة".