"ستاكسنت" يشن هجوماً "غير مسبوق" وإصاباته معظمها في إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أكد مدير تقنيات الأمن لدى شركة سيمانتيك أن "ستاكسنت" هو "برنامج خبيث" يشير الى انه ليس "من فعل قرصان صغير" في وقت أكدت فيه إيران أن الفيروس يواصل انتشاره على الأنظمة المعلوماتية في إيران، مشددة على ضرورة "مواجهة الإرهاب الجرثومي".
طهران: أعلنت طهران أن فيروس "ستاكسنت" يواصل هجومه على الأنظمة المعلوماتية في إيران، مشددة على ضرورة "مواجهة الارهاب الجرثومي". يأتي ذلك بعدما أعلنت طهران ان "ستاكسنت" القادر على التعرف إلى شبكة التحكّم في منشأة معيّنة وتدميرها، ويُشتبه في تصميمه خصيصاً لتخريب منشآت إيرانية من بينها مفاعل "بوشهر" النووي، ضرب حتى الآن 30 ألف كومبيوتر في إيران، لكنه لم يحدث "أضراراً كبيرة".
وقال حمدي علي بور نائب مدير الشركة الحكومية الإيرانية لتقنيات المعلوماتية: "الهجمات تتواصل ونسخ جديدة من الفيروس تنتشر". وأضاف: "نراقب تطوّر الفيروس ونسيطر عليه. نتوقع القضاء عليه خلال شهرين. لكنه ليس مستقراً وظهرت ثلاث نسخ جديدة منه مُذ بدأنا عمليات التطهير".
في الوقت ذاته، شدّد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي على أن "مكافحة الإرهاب الجرثومي أمر ضروري جداً"، معرباً عن "أسفه لنشاط دول تزعم مكافحة الإرهاب في هذا المجال". وأشار الى ان البرلمان "يدرس الآن برامج لمكافحة" هذا الارهاب.
وأوضح لوران هيسلو مدير تقنيات الامن لدى شركة سيمانتيك المتخصصة في الحماية المعلوماتية ان الفيروس "ستاكسنت" الذي ضرب إيران هو "برنامج خبيث" يتّسم بمستوى تعقيد "غير مسبوق" يشير الى انه ليس "من فعل قرصان صغير".
وقال هيسلو "إن الغالبية الكبرى من "البرامج الخبيثة" تهدف الى سلب أموال، حسابات مصرفية، هويات. لكننا هنا أمام شيء مختلف تماما إذ إن الهدف الاخير، ولو انه ليس واضحا تماما، يقضي على ما يبدو بضرب عدد من الانظمة الآلية للتحكم الصناعي، ومعظم هذه الانظمة يديرها برنامج معلوماتي أنتجته شركة سيمنز. والهدف في نهاية المطاف هو استخدام هذه الوسيلة كأداة للتسلل الى الأنظمة الآلية التي تتحكم في كل ما يتعلق بالمياه والطاقة من محطات وخطوط أنابيب. لماذا؟ يبقى هذا السؤال غامضا لان انظمة القيادة الآلية يمكن ان تتحكم على سبيل المثال في انظمة تبريد (في المحطات النووية) او في انظمة لضبط الضغط".
وأضاف "ان الغالبية الكبرى من الاصابات الرامية الى إلحاق الضرر بالانظمة الآلية للتحكم الصناعي، اي ما يوازي 60% منها، كانت في إيران، مقابل نحو 20% في اندونيسيا و8% في الهند. من الواضح ان الاصابات اكثر انتشارا في إيران منها في بلدان اخرى. ولكن من الصعب معرفة التأثير الفعلي لان (التلوث) يحصل في بلدان لن تفصح عن معلومات. ان الفيروس يواصل انتشاره ولكن بطريقة أقل حدة. الأمر الايجابي هو ان المسألة تشكل اشارة انذار حقيقية، ولا سيما للمسؤولين عن بنى تحتية اساسية، وكأنها تقول لهم "هذا ممكن، ليس مجرد هلوسة من نسج هوليوود".
وأكد مدير تقنيات الأمن لدى شركة سيمانتيك "لم نشهد من قبل اي شيء مماثل على صعيد نوعية تطويره. هذا "البرنامج الخبيث" اكبر حجما بعشر مرات الى عشرين مرة من سواه، يحتوي على الكثير من البرامج والرموز المشفرة، وما زلنا نكتشف برامج ورموزا جديدة فيه كل يوم تقريبا. نقدر الجهد الذي تطلب تطويره بما يوازي عمل ستة الى عشرة اشخاص على مدى ستة الى تسعة اشهر على اقل تقدير.
المذهل فيه هو مستوى التعقيد في عملية التطوير الذي ينم عن احتراف عال، واستخدام نقاط ضعف لم يسبق ان رصدت في الماضي. لقد وصلوا الى حد سرقة شهادات شركة برمجيات تايوانية حتى يكون برنامجهم الخبيث موقعا ولا يثير الريبة. هذا امر لم نشهد له مثيلا من قبل. ليس هذا عمل قراصنة منفردين في اقبيتهم. حتى اننا على مستوى يتخطى بكثير عصابة المجرمين المعلوماتيين التقليديين".
على صعيد آخر، اعتبر علي أكبر جوانفكر المستشار الاعلامي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ان "تشديد الاجراءات الامنية في نيويورك يعكس عدم استتباب الامن في المدينة، ما يدعو الى البحث عن مكان آمن آخر لاستضافة الامم المتحدة".
وانتقد جوانفكر الذي رافق نجاد خلال زيارته نيويورك حيث شارك في الجمعية العامة للامم المتحدة، بـ"السلوك المهين" لأجهزة الأمن الاميركية في الامم المتحدة، معتبراً ان "غياب الامن في نيويورك حال دون إجراء اتصالات بين مندوبي الدول".
وأشار الى "الانتكاسة الامنية" في نيويورك، خصوصاً بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، مؤكداً ان "غياب الامن فيها يوحي بأن هذه المدينة ليست مكاناً مناسباً لاستضافة الامم المتحدة". وحضّ على "درس هذا الواقع، اذ لا يمكن اتخاذ قرارات حكيمة لادارة العالم، في ظل غياب الامن".
الى ذلك، أفادت وكالة الانباء الإيرانية بأن وزيري الخارجية الإيراني منوشهر متكي والالماني غيدو فيسترفيلله شددا خلال لقائهما في نيويورك، على أن "المفاوضات البنّاءة هي السبيل الوحيد" أمام الدول الست المعنية بالملف النووي النووي الإيراني، لتسوية هذا الملف.
وانتقد متكي "السياسة المزدوجة (للغرب) التي تعتمد فرض العقوبات من جهة، والدعوة الى الحوار من جهة أخرى"، فيما اعتبر فيسترفيلله ان "الأجواء الحالية على الصعيدين السياسي والدولي، ملائمة لبدء مفاوضات في شأن الملف النووي الإيراني".