محلل بلجيكي: تشاؤم بشأن فرص السلام في الشرق الأوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: يبدي المراقبون الأوروبيون "تشاؤماً" بإمكانية نجاح المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي من المأمول أن تؤدي إلى حل الدولتين وقيام دولة فلسطين القابلة للحياة ضمن حدود آمنة مع جارتها إسرائيل
وفي هذا الصدد، رأي المحلل السياسي البلجيكي بودوان لوس، أن عدم قيام إسرائيل بتمديد قرار تجميد الإستيطان يعزز القناعات أن أفق السلام في الشرق الأوسط لا زال بعيداً، فـ"لدينا حكومة إسرائيلية متطرفة لا تستطيع الإختيار بين السلام وبين الإحتفاظ بالأراضي"، حسب قوله
وأضاف لوس خلال حوار مفتوح مع المواطنين على شبكة الإنترنيت اليوم، أن السلام لا يمكن أن يقوم بين طرف فلسطيني ضعيف وإسرائيلي قوي، حيث يملك الطرفان وجهات نظر "متباعدة جداً" تجاه القضايا الشائكة مثل الحدود واللاجئين والقدس
وأوضح أن كل واحدة من هذه القضايا تشكل عثرة كبيرة أمام السلام في ظل صعوبة البحث عن حلول وسط في الأجواء الحالية، فلا حدود الدولة الفلسطينية يمكن تعريفها في ظل استمرار عمليات النباء في الضفة ، وكذلك الأمر بالنسبة للقدس التي يطالب بها الطرفان كعاصمة لهما
ورداً على سؤال حول الموقف الأوروبي من عملية السلام برمتها، وصف المحلل السياسي هذا الموقف بـ"الغامض"، حيث "لا تزال أوروبا تعيش تحت عقدة ذنب الهولوكست، ولذلك فهي لا تستخدم وسائل الضغط الإقتصادية والتجارية الهامة التي تمتلكها ضد إسرائيل"، على حد وصفه
وعبر عن قناعته أن إسرائيل لا يمكن أن تتحرك باتجاه السلام بدون ممارسة ضغوط كبيرة عليها، والأوروبيون منقسمون بهذا الشأن
وأعاد المحلل إلى الأذهان الضغط الذي مارسه الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الحكومة الإسرائيلية العام الماضي، ما أدى إلى تجميد الإستيطان بشكل مؤقت لمدة عشرة أشهر، انتهت منذ يومين
وحول الموقف الأمريكي الحالي، أكد لوس أن الرئيس الأمريكي لا يمارس ضغطاً حالياً على إسرائيل لانه سيواجه انتخابات الكونغرس النصفية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، "لا يريد أوباما مواجهة اللوبي وخسارة الدعم الذي يتمتع به في الكونغرس الأمريكي"، حسب رأيه
وأكد أن هذه الإنتخابات القادمة قد جعلت الرئيس أوباما أقل حزماً مع الإسرائيليين من ذي قبل
وحول موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رأى لوس أن عباس يجد نفسه حالياً بين نارين، فـ"عليه أن يواصل المطالبة بتجميد الإستيطان من أجل الاستمرار في التفاوض، ليكون وفياً لتعهداته أمام شعبه، ولذلك فقد أعطى فرصة أخرى" حتى الرابع من تشرين الأول/أكتوبر القادم
وأشار لوس أن العالم بأسره يعتبر أن إقامة الدولة الفلسطينية غير ممكنة في ظل إستمرار سياسة قضم الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل، مشدداً على أن كافة الأطراف الدولية، عدا الدولة العبرية، ترى في الإستيطان أمراً غير شرعي ومناقض تماماً للسلام
وختم كلامه بمطالبة الإتحاد الأوروبي بموقف أكثر "حزماً وتماسكاً"، منوها إلى أن السلام في منطقة الشرق الأوسط يصب في مصلحة جميع الأطراف في المنطقة والعالم