أخبار

كوريا الشمالية تسعى لتدعيم علاقاتها تسهيلاً الخلافة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سيول: بعد أشهر من التوتر الحاد ربما تسعى كوريا الشمالية إلى الاستقرار في علاقاتها مع الأسرة الدولة من أجل إفساح المجال أمام "ولي العهد" كيم جونغ أون (27 عامًا) ليتدرب على دور القائد المقبل للبلاد، بحسب خبراء.

وتمت الثلاثاء ترقية كيم جونغ أون أصغر أبناء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ آيل إلى مناصب عليا في الحزب الحاكم والجيش، مما يكرس مكانته كخليفة سيتولى يومًا حكم البلاد، التي تعاني اقتصادًا متدهورًا، ولو أنها تملك السلاح النووي.

وصرح كوه يو هوان من جامعة دونغوك في سيول لوكالة فرانس برس "لتثبيت مخطط الخلافة على الشمال أن يجد حلاً لمشاكله الاقتصادية، وللقيام بذلك عليه أن يحسن علاقاته مع العالم الخارجي". وأضاف المحلل "يشعر كيم جونغ آيل أن عليه فعلاً أن يحسن الوضع طالما هو على قيد الحياة من أجل تخفيف العبء على كيم الصغير. ولذلك يمكن أن تقوم كوريا الشمالية بمبادرة إزاء الولايات المتحدة".

واعتبر يانغ مو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول أن "بيونغ يانغ ستزيد بموازاة انتقال السلطة، جهودها لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حتى يستفيد خليفته من بعض النجاحات". وعليه، فقد أعربت بيونغ يانغ عن رغبتها في استئناف المفاوضات السداسية (الكوريتان والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين) حول برنامجها النووي والتي انسحبت منها في نيسان/أبريل 2009 قبل شهر على قيامها بتجربتها النووية الثانية.

وتهدف هذه المحادثات إلى حمل كوريا الشمالية على العدول عن طموحاتها النووية في مقابل حصولها على مساعدة كبيرة في مجال الطاقة. إلا أن رد سيول وواشنطن اتسم بالبرودة فقد ذكرتا بأن تحقيقًا دوليًا أفضى إلى مسؤولية بيونغ يانغ في الهجوم بالطوربيد على غواصة كورية جنوبية في آذار/مارس 2010، مما أدى إلى مقتل 46 شخصًا، وهو ما تنفيه هذه الأخيرة باستمرار.

إلا أنه ومنذ شهر، بدأت إشارات عدة على تراجع التوتر تظهر، ومنها المساعدات التي قدمتها سيول إلى بيونغ يانغ بعد الفيضانات واستئناف المباحثات حول اجتماع العائلات، إضافة إلى إفراج كوريا الشمالية عن قارب صيد كوري جنوبي وبحارته السبعة. لكن كوه يو هوان حذّر من توقع أن "يتخلى الشمال عن ترسانته النووية، وذلك حتى المرحلة الأخيرة من أي اتفاق محتمل". واعتبر يانغ مو جين أن النظام سيسعى الآن إلى زيادة المواد الغذائية وتعزيز سيطرته على السكان.

وعلاوة على مهامه في الحزب الحاكم، تمت ترقية كيم جونغ أون، رغم حداثة سنه، إلى رتبة جنرال بأربعة نجوم في الجيش، الركيزة الأساسية للنظام الشيوعي، والذي يعد 1.9 ملايين عنصر، ويعتبر واحدًا من أهم خمسة جيوش في العالم.

ولاحظ تشوي جين ووك المحلل في المعهد الكوري الجنوبي من أجل التوحيد الوطني أن "ولي العهد يملك الآن كل ما يحتاجه ليصبح القائد المقبل". وأثارت السرعة التي تم بها التحضير لخلافة "القائد الغالي" تساؤلات المحللين حول الوضع الصحي لكيم جونغ آيل.

وقال تشوي جين ووك إن "ذلك يحمل على الاعتقاد بأنها هشة للغاية، مما يحمله على التوضيح بأسرع ما يمكن أي شكوك حول القيادة المستقبلية للنظام". وكان كيم جونغ آيل تعرض لجلطة دماغية في آب/أغسطس 2008.

ولم تدل كوريا الجنوبية بأي تعليق رسمي حول الخلافة، إلا أن الصحف لم تمتنع عن ذلك. وكتبت صحيفة جونغانغ "لا أحد يمكنه أن يتنبأ بما يمكن أن يحصل في هذا البلد. أمر واحد مؤكد مصيره الفناء عاجلاً أم آجلاً، إلا إذا اختار القيام بإصلاح جذري".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف