برلوسكوني يخرج ضعيفاً من تصويت الثقة رغم فوزه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
روما: أنقذ رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني حكومته، لكنه خرج ضعيفا من تصويت على الثقة في مجلس النواب، وقد اكد هذا التصويت الدور الحاسم الذي يضطلع به المنشقون من اكثريته اليمينية المتحلقون حول جيانفرانكو فيني للحفاظ على بقائه السياسي.
فقد صوت النواب الذين دعيوا الى تبني برنامج برلوسكوني، الاربعاء على الثقة التي حصلت على 342 صوتا (الاكثرية المطلقة كانت تبلغ 309 اصوات من اصل 617 صوتا)، فأكدوا الثقل الحاسم لانصار فيني ال 34 المنضوين في حزب المستقبل والحرية لايطاليا.
وحتى لو اكد برلوسكوني الخميس في مجلس الشيوخ ان اكثريته "اقوى" مما كانت بعد الانتخابات النيابية في 2008، اعتبر كارميلو بريغوليو المقرب من فيني ان "الحكومة لن تبصر النور من دون حزب المستقبل والحرية لايطاليا". وقد اعترف بذلك رغما عنه اومبرتو بوسي رئيس حزب رابطة الشمال الشعبوي الحليف الراسخ لبرلوسكوني.
وقال ان "الارقام صحيحة فعلا. والطريق ضيق. ومن الافضل في الحياة ان نسلك الطريق الأسلم، والطريق الاسلم هي التصويت. لم يشأ برلوسكوني ذلك، وهذا ما وصلنا اليه". وكان روبرتو ماروني المسؤول الكبير الاخر في رابطة الشمال ووزير الداخلية اكثر وضوحا. وقال "أعتقد اننا سنذهب الى التصويت في اذار/مارس".
وهذه النبرة التحذيرية من الرابطة مبررة، لأن التصويت على الثقة قد اضعفها، فثبت انها لم تعد الوحيدة التي تضمن بقاء الحكومة، كما قال فرانكو بافونسيللو استاذ العلوم السياسية في جامعة جون كابوت الاميركية في روما. وقال بافونسيللو "يستطيع برلوسكوني الان ان يناقش خطة اخرى مع الرابطة من خلال محاولة التقليل من نفوذها في اطار الاكثرية الحكومية.
بدوره، قال استاذ العلوم السياسية في جامعة فلورنسا ماركو تارشي ان "الوضع بالغ الهشاشة. ولم يعد في وسع برلوسكوني ارجاء ساعة الحقيقة، والقطيعة النهائية مع فيني، لانه كلما انتظر اعطى خصومه الوقت لتنظيم صفوفهم تمهيدا لاحتمال اجراء انتخابات". وتوقعت صحيفة آل برلوسكوني الجورنالي ايضا اجراء انتخابات مبكرة في آذار/مارس. وكتبت ان "تاييد مجموعة فيني لخطاب برلوسكوني امر مزيف وخديعة لكسب الوقت قبل طعن الاكثرية في الظهر".
والمشكلة الكبيرة التي يواجهها برلوسكوني هي ان انصار فيني رئيس مجلس النواب، لا يمكن تجاهلهم، فيما من المتعذر ردم الخلافات بسن الحليفين السابقين طوال ستة عشر عاما. وقد ظهرت للعلن في اواخر تموز/يوليو عندما طرد برلوسكوني فيني من حزب شعب الحرية الذي اسساه سوية، معربا بذلك عن تبرمه من استقلاليته السياسية.
وقبل تصويت الاربعاء، كانت الاجواء متوترة وتخللتها حملة ضد فيني في الصحافة التي تدين لبرلوسكوني بالولاء، على وتيرة كشف فضائح يومية حول قضية شقة في مونتي كارلو (موناكو) باعها حزبه السابق التحالف الوطني والتي يشغلها اليوم صهره.
وكتبت كورييرا دو لا سييرا اول صحيفة ايطالية تعليقا على التصويت على الثقة، "انه فشل الخط المتشدد الذي اعتمده في الاشهر الاخيرة قصر شيغي" مقر سيلفيو برلوسكوني "وانتقام +متمردو+ جيانفرانكو فيني على الاقل في البرلمان".