أخبار

رئيس الاكوادور يعود الى القصر الرئاسي مندّدا بالانقلاب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس الاكوادوري رافايل كوريا

عاد رئيس الاكوادور رافاييل كوريا مساء الخميس الى القصر الرئاسي بعد عملية عسكرية مكنته من مغادرة المستشفى الذي احتجزه فيه شرطيون منذ منتصف نهار الخميس، في حين تتضارب الأنباء عن ضحايا محاولة الانقلاب التي استهدفت رئيس الاكوادور.

كيتو:عاد رئيس الاكوادور رافاييل كوريا مساء الخميس الى القصر الرئاسي بعد عملية عسكرية مكنته من مغادرة المستشفى الذي احتجزه فيه شرطيون منذ منتصف نهار الخميس، على ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وندد كوريا امام حشد من انصاره تجمعوا امام القصر الرئاسي ب "محاولة انقلاب" ضده دبرتها المعارضة مع بعض قطاعات الامن وشكر انصاره على "دعمهم الهائل".

واشار للوهلة الاولى الى سقوط قتيل في العملية ثم عاد وتحدث عن سقوط "خمسة جحرى ولا وفيات في صفوفنا".

وكان غادر قبل ذلك المستشفى تحت حماية الجيش ووحدة من وحدات النخبة في الشرطة الاكوادورية بعد عملية شهدت اطلاق نار كثيف بين شرطيين احتجزا الرئيس وعسكريين.

وكان نائب وزير الداخلية ادوين جارين اكد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "لقد اخرجناه، لقد اخرجناه" من المستشفى.

وكان ادوين برفقة الرئيس حين تمكن من مغادرة المستشفى.

وكان كوريا حاول في مرة اولى المغادرة غير انه تراجع بسبب كثافة المواجهات.

وقال الرئيس الاشتراكي الذي يحكم الاكوادور منذ كانون الثاني/يناير 2007 "لقد كان احد اشد الايام حزنا في حياتي".

واضاف نحو الساعة 22,00 بالتوقيت المحلي (03,00 تغ) "التاريخ سيحاكم (مدبري هذه الحوادث). اما نحن فنمضي قدما باتجاه المستقبل بالمزيد من الحماس والامل والتصميم" مؤكدا انه سيعمل مع انصاره على ان لا تتوقف ابدا "ثورة المواطن".

واستقال قائد الشرطة الجنرال فريدي مارتينيز من مهامه اثر تمرد عناصر من قوات الامن احتجزوا لمدة 12 ساعة الرئيس رافاييل كوريا، حسبما اعلن الجمعة متحدث باسم الشرطة.

وقال المتحدث الذي طلب عدم كشف هويته ان "الجنرال مارتينيز قدم للتو استقالته". واضاف انه سيعرض دوافع قراره خلال مؤتمر صحافي من المقرر ان يعقده في الساعات القادمة.

من جهة أخرى، أعلن متحدث باسم الصليب الاحمر الجمعة ان العملية العسكرية التي تمت مساء الخميس لاخراج الرئيس الاكوادوري رفاييل كوريا من مستشفى حاصره شرطيون متمردون، خلفت قتيلين و37 جريحا.

واوضح فيرناندو غانداريلاس لوكالة فرانس برس "قتل شرطيان بعد ان نقلا الى المستشفى". واضاف ان 37 شخصا اصيبوا بجروح في تبادل اطلاق النار بين القوات الموالية للحكومة وعناصر متمردة كانوا يحتجون على الغاء بعض العلاوات.

وكان الصليب الاحمر اعلن سابقا عن سقوط 50 جريحا على الاقل في الصدامات بين هؤلاء الشرطيين وانصار كوريا الذين كانوا يحاولون الاقتراب من المستشفى الذي لجا اليه الرئيس.

وكان الرئيس الاكوادوري رافاييل كوريا الذي يقول انه ضحية محاولة انقلاب، قد أجرى لقاء الخميس مع وفد من الشرطيين المتمردين الذين يحتجون على قانون يلغي بعض علاوات الاقدمية، كما افادت وكالة انديس الرسمية.

وكان كوريا ندد ب"المحاولة الانقلابية" اثر قيام عدد من الجنود بالسيطرة على مطار العاصمة كيتو وقيام عناصر من الشرطة بالسيطرة على مبنى الكونغرس، واعلنت الحكومة حالة الطوارىء لمواجهة التطورات.

واعلن رئيس بلدية كيتو اوغوستو باريرا اعادة فتح مطار العاصمة، وقال رئيس البلدية للصحافيين ان "مطار كيتو عاد الى الخدمة"، معلنا استئناف الرحلات الجوية الداخلية والخارجية.

فيماادت اشتباكات بين شرطيين وانصار للرئيس رافاييل كوريا الى سقوط ما لا يقل عن 50 جريحا في محيط المستشفى حيث احتمى الرئيس الذي يقول انه ضحية لمحاولة انقلاب.
وقال المتحدث باسم الصليب الاحمر خورخي ارجياغا "لقد عالجنا في كيتو 50 شخصا كانوا يعانون من حالات طبية طارئة من الاختناق بسبب الغاز المسيل للدموع، واثار رصاصات وقنابل مسيلة للدموع".

وامر قائد الجيش الاكوادوري الجنرال ارنستو غونزاليس الشرطيين الذين تمردوا على الحكومة بالاستسلام مؤكدا انه سيتم احترام حقوقهم.
وقال الرئيس الاكوادوري في اتصال مع تلفزيون محلي "ما يحصل هو محاولة انقلابية تقوم بها المعارضة وبعض القطاعات في القوات المسلحة والشرطة".

واعلن عبر الهاتف انه لجأ الى غرفة في احد مستشفيات كيتو وبانه يخشى على حياته.
وقال في هذا الاتصال "في حال قد يحصل ما لا تحمد عقباه اريد ان اعبر عن حبي لعائلتي ووطني".

وكان صرح قبلا لاذاعة لويس غالاراغا "سيطر نحو 150 عنصرا من القوات الجوية الاكوادورية على مدرج مطار ماريسكال سوكري".
واضاف نحو الساعة 10,30 (15,30 ت غ) "لاسباب امنية لا بد من وقف فوري للعمليات الجوية" في المطار.

وتوجه العشرات من انصار الرئيس الاكوادوري الى المستشفى الذي لجأ اليه كوريا اثر حركة تمرد رجال شرطة وعسكريين وصفتها الحكومة بانها "انقلاب"، كما افاد مصراسل لوكالة فرانس برس.
واعلن وزير الامن ميغيل كارفاخال ان الحكومة الاكوادورية اعلنت حالة الطوارىء.

كما تظاهر عشرات العناصر من رجال الشرطة في الثكنة الاساسية للعاصمة، وتظاهروا ايضا في مدينة غواياكيل الساحلية جنوب غرب البلاد وفي مدينة كوينتشا حيث جرت مواجهات استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع.
ونحو الساعة 12,30 (17,30 ت غ) قام عناصر من الشرطة بالسيطرة على مبنى الكونغرس حسب ما اعلنت متحدثة للكونغرس لوكالة فرانس برس.

وتوجه رئيس البلاد الى مشارف الثكنة الاساسية في العاصمة في محاولة لتهدئة الوضع الا ان قنبلة مسيلة للدموع سقطت الى جانبه فاجبر على مغادرة المكان بعد ان ارتدى قناعا واقيا من الغازات وبعد ان القى خطابا حماسيا اكد فيه عدم تراجعه عن مواقفه.
وقال الرئيس كوريا في كلمته "لن اتراجع قيد انملة واذا اردتم احتلال الثكنات وترك السكان من دون حماية، واذا اردتم الاخلال بواجباتكم كعناصر شرطة فافعلوا ذلك".

وينتزع القانون الذي اقر بعض علاوات الاقدمية لعناصر قوات الامن.

ويبدو ان هذا القانون الخاص ب"الخدمة العامة" تسبب بازمة بين الحكومة والبرلمان ايضا، حيث رفضت الغالبية اعتماد بعض فقرات المشروع التي تحد من مكتسبات موظفي القطاع العام.
واعلن وزير السياسة (العلاقة مع البرلمان) دوريس سوليس ان الرئيس رافاييل كوريا ينوي حل الجمعية الوطنية وذلك اثر لقاء بين الاثنين.

واعلنت الممثلة الاميركية لدى منظمة الدول الاميركية الخميس اثر حركة التمرد التي قام بها شرطيون وعسكريون اكوادوريون ووصفت بانها "انقلاب"، ان الولايات المتحدة تدين كل محاولة لانتهاك الدستور في الاكوادور.
واعلنت كارمن لوميلين خلال اجتماع طارىء لمنظمة الدول الاميركية لتحليل الازمة التي تهز الدولة الاميركية الجنوبية "ان الولايات المتحدة تدين اي محاولة لانتهاك العملية الديموقراطية والنظام الدستوري في الاكوادور".

من جهته ندد الامين العام لمنظمة الدول الاميركية خوسيه ميغيل انسولسا الخميس ب"الانقلاب الجاري" في الاكوادور وعرض على الحكومة الاكوادورية "الدعم التام" من المؤسسة القارية لمواجهة تمرد رجال شرطة وعسكريين.
واعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الخميس اجتماعا طارئا لرؤساء دول منظمة اوناسور، وهي اتحاد امم اميركا الجنوبية، في الساعات المقبلة في بوينس ايرس لدراسة الوضع في الاكوادور.

ودانت مدريد "المحاولة الانقلابية" واكدت دعمها لرافاييل كوريا، كما اعلن الرئيس التشيلي سباستيان بينيرا الخميس دعمه "المطلق والكامل" لنظيره الاكوادوري.
في ليما، اقترح الرئيس البيروفي الان غارسيا الخميس عقد اجتماع قمة للامم الاميركية الجنوبية في بلاده لاعلان الدعم للرئيس كوريا.

في كراكاس، دعا الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز "الشعوب اللاتينية الاميركية الى الدفاع عن الرئيس رافاييل كوريا" وندد ب"الانقلاب" الذي تعرض له الاخير.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الخميس الى الحفاظ على النظام الدستوري في الاكوادور واعلنت دعمها "للمؤسسات المنتخبة ديموقراطيا".

واعلنت وزارة الخارجية البرازيلية "الدعم الكامل والتضامن" مع الرئيس رافاييل كوريا.
وفي باريس اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "دعمه الكامل" لنظيره الاكوادوري رافاييل كوريا ودان "اعمال العنف" و"محاولات التشكيك بالنظام الدستوري" في الاكوادور، بحسب بيان لقصر الاليزيه صدر مساء الخميس.

وفي هافانا، دانت الحكومة الكوبية برئاسة راوول كاسترو محاولة "الانقلاب" ضد الرئيس كوريا ودعت الولايات المتحدة الى القيام بالمثل اذا لم تكن "متآمرة" فيها.

ويبلغ الرئيس كوريا السابعة والاربعين من العمر وتسلم السلطة في كانون الثاني/يناير 2007 واعيد انتخابه في نيسان/ابريل 2009 اثر انتخابات مبكرة بسبب اقرار دستور جديد. وتنتهي ولايته الرئاسية العام 2013.

وافاد استطلاع للراي اجرته مؤسسة غالوب ونشر في منتصف ايلول/سبتمبر ان 53% من الاكوادوريين يؤيدون سياسته.
الا ان الرئيس يواجه حركة اعتراضية واسعة في العديد من القطاعات المهنية خصوصا لدى المدرسين وسائقي سيارات الاجرة.

ويبلغ عدد سكان الاكوادور نحو 14 مليون نسمة وتعيش هذه البلاد الاستوائية فترة انعدام الاستقرار حيث ان ثلاثة رؤساء سابقين تعرضوا لانقلابات اطاحت بهم او اقالهم البرلمان.

كوريا.. الرئيس الشاب ذو الشخصية الحازمة والطباع النارية

رئيس الاكوادور الاشتراكي رافاييل كوريا الذي واجه الخميس اسوأ ازمة له منذ وصوله الى السلطة في كانون الثاني/يناير 2007 فتن البلاد بشخصيته الشابة والحازمة قبل ان يتخلى عنه العديد من حلفائه بسبب طباعه النارية.

"اذا كنتم تريدون قتل الرئيس فهو هنا، اقتلوه اذا اردتم!" بهذه الكلمات وباسلوبه المسرحي المعتاد ونبرته النارية خاطب كوريا (47 عاما) الخميس عناصر القوى الامنية التي تمردت عليه بسبب الغاء علاوات الاقدمية التي كانوا يستفيدون منها.

وسيطر عناصر الشرطة المتمردون على مقر الكونغرس والعديد من مفوضيات الشرطة في حين شل حوالى 150 عسكريا حركة الملاحة الجوية في مطار كيتو الدولي.

وكوريا الذي انتخب للمرة الاولى في 2006 بفوزه يومها على اثرى رجل في البلاد ومن دون ان يحظى بدعم اي من الاحزاب السياسية، يعشق المواجهة ومخاطبة الجماهير الغفيرة.

وهذا الرجل الممشوق القامة الانيق بطبعه متزوج من بلجيكية انجبت له ثلاثة اولاد، وقد حصل على منح دراسية قادته الى الولايات المتحدة واوروبا.

واذا كان كوريا لا يتردد في مصافحة انصاره وعناقهم حتى، فهو في المقابل صلب الى اقسى الحدود مع خصومه، يتهكم عليهم حينا ويحقد عليهم في احيان كثيرة، وقد عمد الى وضع بعض وسائل الاعلام تحت وصاية الحكومة كما اجرى استفتاء عاما في ايلول/سبتمبر 2008 على تعديل دستوري عزز سلطاته الرئاسية ما حدا بمعارضيه الى اتهامه بحصر كل السلطة في يده.

غير ان هذا لم يحل دون انتخابه لولاية ثانية من الدورة الاولى في الانتخابات الرئاسية التي جرت في السنة الماضية في سابقة من نوعها منذ عودة الديموقراطية الى البلاد في 1979.

وهذا الكاثوليكي المؤمن متحدر من عائلة متواضعة في مدينة غواياكيل (جنوب) وقد كثف برامجه الاجتماعية في مجال الرعاية الصحية والتعليم وكذلك في مجال تمكين الفلاحين من الحصول على اراض زراعية، الامر الذي عزز شعبيته في اوساط الفقراء في بلد يعيش 38% من سكانه تحت عتبة الفقر باقل من دولار يوميا.

ولكن خلال الاسابيع الماضية توجب على كوريا ان يواجه غضب المدرسين والسائقين.

كما خاض نزاعا مع حركة الهنود الاصليين المناوئة لاستخراج النفط والثروات المنجمية من اراضي السكان الاصليين.

وبحسب استطلاع اجراه معهد سيداتوس-غالوب منتصف ايلول/سبتمبر فقد ابدى 53% من الاكوادوريين تأييدهم لسياسة الرئيس.

ووعد كوريا ب"استعادة السيادة" لهذا البلد الصغير الواقع في سلسلة جبال الانديز والذي يبلغ عدد سكانه 14 مليون نسمة، كما طالب شركات النفط بان تدفع للدولة جزءا اكبر من ارباحها.

كما رفض تجديد العقد الموقع بين الاكوادور والولايات المتحدة حول قاعدة مانتا العسكرية الاميركية المطلة على المحيط الهادئ والتي تعتبر قاعدة عسكرية استراتيجية لمكافحة المخدرات.

وقطع كوريا ايضا العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا لاكثر من سنة ونصف بعدما قصفت القوات الكولومبية في آذار/مارس 2008 معسكرا لميليشيا القوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) يقع على الاراضي الاكوادورية.

وفي كانون الاول/ديسمبر 2008 اعلن رفض بلاده عن سداد ثلث دينها العام، اي حوالى ثلاثة مليارات دولار، اعتبرها "غير شرعية" بسبب مخالفات اعترت عملية التفاوض على الحصول على تلك القروض.

وكوريا من انصار "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" التي يرفع لواءها نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز ولكن من دون ان يصطف اصطفافا اعمى خلف الرئيس الفنزويلي.

كما انه ليس من مؤيدي التأميم وقد انتظر حتى حزيران/يونيو 2009 للانضمام الى البديل البوليفاري للاميركيتين (البا)، الكتلة المناهضة لليبرالية التي تضم حوالى عشرة بلدان والتي اسستها فنزويلا وكوبا في 2004.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف