التشويش على "الجزيرة" قد يخلق أزمة قطرية أردنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أزمة تشويش المونديال: مخاوف أردنية من الحسابات القطرية
"سلط الأردن" مصدر تشويش بث الجزيرة الرياضية خلال المونديال
أكد مسؤول أردني لـ"إيلاف" أن بلاده تحتاج للاتصال مع القطريين قبل الرد بشأن اتهامات الجزيرة لعمان بالتشويش على بثها خلال مباريات كأس العالم.
عامر الحنتولي وعلي الحملي
تحرص قناة الجزيرة القطرية على ترديد وتأكيد ما جاء فيتقرير صحيفة الـ "غارديان" البريطانية، الذي يتهم عمّان بالوقوف وراء التشويش على القناة خلال مباريات كأس العالم الأخيرة، كما عملت الجزيرة على استضافة معد التقرير "الاتهامي" أيان بلاك بشكل وصف بـأنه"مبالغ فيه" خلال الآونة الأخيرة، فضلاً عن تخصيصها مقالات له، تتضمن جرعات كبيرة من النقد للأوضاع الداخلية في المملكة العربية السعودية والأردن ومصر، الأمر الذي أثار حوله العديد من علامات الاستفهام، لتخرج القضية برمتها من النطاق الرياضي الى بوتقة سياسية تهدف الى المساس بدول بعينها في المنطقة.
انطباعات سياسية اردنية
وتساءلت أوساط أردنية عما إذا كانت "صحيفة (الغارديان) البريطانية، هي جهة مكلفة بالتحقيق في حادثة التشويش على بث فضائية الجزيرة، وإعتراض بثها، وعما إذا كانت قيادات فضائية الجزيرة يعتبرون المعلومات الواردة في هذا التقرير دلائل كافية لتأسيس الإدانة للحكومة الأردنية"، التي إتهمها التقرير بأنها كانت على علم مسبق بمساعي التشويش، وأنها تمت عبر أجهزة متطورة جدا، في إشارة ضمنية الى أن هذه المعدات تعود للحكومة الأردنية.
وأشار المسؤول الأردني الى أن" التقرير البريطاني قد أكد بأن خطأ التقدير في التحقيقات التي أجريت يصل مداه الى خمسة كيلومترات، وهو الأمر الذي يضع إسرائيل أيضا في عاصفة الإتهام، كون المنطقة المحددة لإنطلاق التشويش على الأراضي الأردنية، لا يبعد كثيرا عن الأراضي الإسرائيلية، فما هو سر هذا التجاهل لإحتمالية مسؤولية إسرائيل من قبل الغارديان البريطانية، والجزيرة القطرية".
حملات اعلامية مسيئة
وطال التقرير البريطاني العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وسط تلميحات بأن فشل مستشار له في عقد صفقة مع فضائية الجزيرة بشأن حقوق البث، قد يكون وراء أوامر للملك الأردني بالتشويش على بث الجزيرة، علما أن الإعلامي الأردني البارز سلطان الحطاب يؤكد أن "التشويش بالذات هو أمر لاقدرة للأردن عليه، خصوصا على إمكانيات إعلامية كبيرة في الجوار، على الرغم من تعرض الأردن بشكل
متكرر طيلة السنوات الماضية لحملات إعلامية مسيئة في الجزيرة القطرية، و الفضائية الإسرائيلية، وبث تقارير كانت تستهدف أمن وإستقرار الأردن، كانت أولى بالتشويش الأردني، لو أن عمان الرسمية تملك هذا السلاح"، معتبرا أن "التشويش التقني على فضائية عالمية مثل الجزيرة، هو أمر لايملكه الأردن"، متحدثا عن "عملية تسييس للقصة لا تتحملها الرياضة".
وتتجه الأنظار خلال الساعات القليلة المقبلة، لردود فعل واسعة النطاق أردنيا وقطريا ودوليا، وسط مخاوف من تدهور جديد الى العلاقات الأردنية القطرية، من بوابة الرياضة هذه المرة، علما أن أغلب الأزمات التي ضربت علاقات عمان والدوحة في السنوات السابقة كانت تتعلق بتغطيات فضائية الجزيرة، وطريقة تعرضها للحدث الأردني، من خلال تبني وجهة النظر المضادة.
ورغم ان الجزيرة الرياضية كانت قد وجهت اتهامات مبطنة سابقاً لإدارة النايلسات بالوقوف وراء التشويش أثناء كأس العالم، إلا أن صحيفة ذي غارديان البريطانية إدعت ان الاردن هو مصدر التشويش. وزعمت أن وثائق سرية حصلت عليها حصريا تتبعت خمساً من حالات التشويش التي حصلت خلال البطولة لمنطقة قريبة من السلط في داخل الأردن "بالتأكيد" وهو ما أكدته فرق فنية باستخدام تكنولوجيا تحديد المواقع الجغرافية.
ويقول خبراء بحسب ما تدعي (الغارديان) انه من غير المرجح أن التشويش قد تم القيام به من دون معرفة السلطات الأردنية وذلك لأن القضية معقدة جداً ولأن التشويش ينطوي على إرسال إشارات الراديو أو التلفزيون والتي من شأنها أن تعطل الإشارة الأصلية لمنع الاستقبال على الأرض وهي عملية غير قانونية بموجب المعاهدات الدولية.
وقالت مصادر في مقر قناة الجزيرة الرياضية في قطر كما ذكرت الـ "غارديان" إن الأردن كان قد طلب في وقت سابق من القناة توفير شاشات تلفزيون عملاقة في أماكن عامة تمكن الأردنيين من مشاهدة المباريات مجانا. ورفضت شبكة الجزيرة ذلك لأن دولاً عربية أخرى ستتوقع معاملة تفضيلية مماثلة.
تكليف شركات اوروبية
وكانت اهتمامات الملايين من عشاق الكرة العرب انقسمت بين الترقب لرؤية هوية المنتخب البطل لنهائيات كأس العالم وكذلك للتطلع إلى معرفة حقيقة العدو الخفي المتسبب في استمرار عملية التشويش على البث المباشر لمباريات المونديال عبر شاشة القنوات الرياضية المشفرة التي تتبع الشبكة القطرية.
ورغم خفوت حدة الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المستفيدة في قطر أو المشغلة في مصر غير المشاركة في تقنيات تصنيع وتطوير هذه الخدمة التلفزيونية الفضائية الحديثة، وكذلك الاعلان المتزامن من قبل الطرفين كل على حدة عن تكليف شركات أوروبية للكشف عن هوية الفاعل الخفي لعمليات التشويش أثناء تكرار حدوثها في مرات مقبلة .
إلا انه نسب الى متخصصين في الجزيرة والنايلسات تكهنهم بهوية الجهة التي قامت بالتشويش التي وصفوها بالذكاء ، متوقعين أن يكون لديها محطة إرسال ومن الممكن ان تكون شركة أقمار اصطناعية أخرى، على الرغم من اعترافهم بأن التكهن صعب في مثل هذه الأحداث.
واللافت في عمليات التشويش المجهولة المصدر أنها تكررت على اثر حدوثها للمرة الأولى في اليومين الافتتاحي والتالي لمنافسات المونديال الإفريقي الأخير ووصلت لاحقاً ليترافق ظهورها خلال ساعات التحليل في استوديوهات الجزيرة الرياضية وهو ما يعني ان ذلك العدو الخفي ما زال قادراً على مواصلة مهمته غير المشروعة .
ولم يستطع المتابعون لمباراة الجزائر وانكلترا إلا مشاهدة فترات محدودة من المباراة وبالذات في الشوط الثاني حيث كان التشويش يستمر لمدة خمس إلى عشر دقائق، وكانت القناة قد ذكرت في بيان بث على قنواتها أن التشويش متعمد لكن لم تتخذ القناة حلولا واضحة للمشتركين على قنوات النايل سات.
ومع قرب انتصاف منافسات المونديال فانه لم يطرأ جديد بخصوص اكتشاف مصدر التشويش، عدا عدم استبعاد تورط اسرائيل وفقا لما قاله رئيس قسم المراسلين في قناة الجزيرة الرياضية رائد عابد في تقرير صحافي قبل أن يستدرك مؤكداً عدم التوصل إلى أدلة قاطعة لاتهام أحد بصورة مباشرة.
لكن صحيفة "يديعوت أحرنوت" الاسرائيلية ردت على ذلك بقولها إن الجزيرة الرياضية نقلت اتهاماتها بالتشويش على بثها من مصر إلى إسرائيل، وزعمت بأن القناة القطرية، التي استثمرت الملايين من الدولارات لتغطية كأس العالم واحتكاره، فشلت تقنيا في بث المباريات .
ومعلوم أن قنوات الجزيرة الرياضية نجحت في شراء حقوق بث بطولة كأس العالم 2010م و2014م في صفقة قياسية بلغت ( 2,7) مليار دولار لتعويض خسائر الطرف البائع شبكة راديو وتلفزيون العرب لعدم مقدرتها على المنافسة في السوق الخليجية العربية بحسب تصريحات المالك للشبكة الإعلامية السعودية .