أخبار

محاولة لاقناع باكستان بتسهيل إحلال السلام في أفغانستان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إسلام آباد: تدخل الجهود التي تبذلها كابول لجر حركة طالبان الى مفاوضات سلام، مرحلة جديدة هذا الاسبوع تتمثل بالزيارة الاولى التي يقوم بها وسطاء افغان الى إسلام آباد في مؤشر على اعتراف بدور باكستان الرئيسي في هذا الملف.

وسيجري وفد من المجلس الاعلى للسلام الذي شكله الصيف الماضي الرئيس الافغاني حميد كرزاي في محاولة لبدء مفاوضات مع المتمردين، محادثات مع عدد كبير من القادة الباكستانيين بينهم الرئيس آصف علي زرداري.

وقالت اسلام اباد انها "تنتظر بفارغ الصبر" بدء هذه المحادثات ومستعدة "لمساعدة" كابول على احلال السلام على اراضيها. وصرح نائب رئيس المجلس الاعلى عطاء الله لودين ان هذه الزيارة تشكل "بداية" عملية يمكن ان تسمح للبلدين بالتوصل الى "حل مشترك".

والتغيير واضح. ففي السنوات الاخيرة كانت كابول على غرار واشنطن، تشدد على دور باكستان الذي يزعزع الاستقرار في افغانستان خصوصا تحفظها على التدخل في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان التي تشكل قاعدة خلفية للمتمردين.

وما زال الاميركيون يركزون على هذه النقطة لكنهم اصبحوا يعترفون بان لباكستان "دورا شرعيا لتلعبه" في المصالحة الافغانية. رسميا، ما زالت قيادة طالبان في المنفى التي تبدو سياسيا في موقع قوة نظرا لتقدم مقاتليها على الارض وخلافا للغربيين الذين يتحدثون عن انسحاب بحلول 2014، تعارض اي مفاوضات طالما بقي جندي اجنبي واحد على الارض الافغانية.

لكنها "اصدرت سرا مؤشرات تقول انها مستعدة للتفاوض"، حسبما كتب حوالى ستين خبيرا دوليا في الشؤون الافغانية في رسالة مفتوحة طلبوا فيها من الرئيس الاميركي باراك اوباما اجراء مفاوضات سلام مباشرة مع طالبان.

وتبين ان محاولات كابول المعزولة غير مجدية هذا الخريف عندما كشف ان "مسؤول طالبان الرفيع جدا" الذي تعتقد الحكومة انها على اتصال معه ليس سوى محتال. وفشلت المحاولة الاكثر جدية التي قامت بها الحكومة الافغانية في شباط/فبراير بعد ان اوقف في باكستان عبد الله برادار الذي قدم على انه مساعد زعيم طالبان الملا محمد عمر.

وقال خبراء انه منعطف يعكس الدور المركزي الذي تريده في الملف الافغاني باكستان التي تأوي قيادة طالبان والعرابة التاريخية لعدد كبير من فصائل التمرد الافغانية (شبكة حقاني والحزب الاسلامي). ورأى الباحث الفرنسي جيل دورونسورو من مؤسسة كارنيغي "باعتقال برادار المستعد للتفاوض بشكل مستقل باسم حركة طالبان قالت طالبان للجميع ان لا شيء يمكن ان ينجز بدونها".

ولم تعد باكستان تخفي ذلك. فقد حذر رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في تشرين الاول/اكتوبر ان "المفاوضات ستفشل اذا استبعدت منها باكستان". وقال دورونسورو انه نظرا لضعف كابول "سيكون على الولايات المتحدة المشاركة مباشرة" ايضا.

ويتطلب جذب باكستان خصوصا ان يؤخذ في الاعتبار همها الاول في افغانستان اي التأثير المتزايد الذي تمارسه الهند عدوتها اللدودة التي استهدفت مصالحها باعتداءات نسبت الى شبكة حقاني. وعبر رئيس الاركان الباكستاني اشفق كياني عن استيائه هذا الخريف لدى الرئيس الاميركي باراك اوباما، حسبما ذكر الجيش الباكستاني.

وقد نصحه خصوصا بتليين مواقفه والا يطلب من طالبان التخلي عن العنف قبل المفاوضات. لكن اي ليونة في "الحرب على الارهاب" يمكن ان تشكل خطرا على اوباما قبل الانتخابات الرئاسية في 2012. وقال دورونسورو ان "هذا الاستحقاق يمكن ان يكون مشكلة حقيقية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف