أخبار

إيهود باراك يواجه حملة قد تنهي حياته السياسية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يواجه زعيم حزب العمل الإسرائيلي أيهود باراك ضربه قوية في الطريق نحو إنهاء حياته السياسية، نتيجة الصراعات داخل الحزب، بينما نشأ تحالف ضده يطالبه بالتنحي عن قيادة الحزب.
يافا: يمر حزب "العمل" الإسرائيلي في حالة من التخبط والامتعاض من ممارسات رئيس الحزب وزير الأمن أيهود باراك، وذلك على خلفية قيادته للحزب وتصرفاته الإنفرادية التي أدت، وفق استطلاعات الرأي العام الأخيرة، إلى تضعضع مكانة حزب "العمل" في أوساط الشارع الإسرائيلي أكثر وأكثر.ومنذ دخول حزب "العمل" الائتلاف الإسرائيلي الحاكم في الفترة التي أعقبت انتخابات 2009، أخذت الهوة بين رئيس الحزب وأعضائه تتزايد، إذ يمر الحزب حالياً بحرب داخلية يقودها وزراء وأقطاب بارزين في قيادة الحزب ضد باراك، ويتهمونه بالتفرد في إتخاذ القرارات وقيادة الحزب نحو المجهول.ويرى المعارضين لباراك أن ممارساته وتمسكه بكرسي وزارة الأمن تهدد بقاء واستمرارية الحزب في الحلبة السياسية الإسرائيلية. كما يعتبرون أن "العمل" أضحى في نظر الكثيرين من أعضائه ومؤيديه حزباً يفتقد إلى البوصلة السياسية التي تمنحه القدرة على تخطي أزماته الداخلية لصوغ رؤية واضحة تؤهله لاستعادة الحكم.ويحمل معارضي باراك مسؤولية تضعضع مكانة الحزب منذ انتخابات عام 2009، حيث تراجع تمثيل الحزب من 19 مقعداً إلى 13 مقعداً في الكنيست حالياً)، كما يتهمونه بأنه قاد الحزب نحو سياسات تتلائم وتتناغم مع سياسات حزب "الليكود" الحاكم.
أزمة قيادة متوارثةتعود أزمة القيادة في حزب "العمل" إلى منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وبدأت شعبيته بالتراجع بعد اغتيال رئيس الوزراء زعيم الحزب آنذاك إسحاق رابين في 1995، ومنذ ذلك الحين يعيش الحزب في حالة تخبط وفقدان البوصلة السياسية.في حين كان "العمل" أسس وحكم اسرائيل لمدة 29 عاما متتال بين عامي 1948 و1977، وعاد إلى السلطة فقط في العام 1992 بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين.في عام 1999 نحج باراك بإعادة حزب "العمل" إلى رئاسة الوزراء حين تغلب على منافسه رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتانياهو (1996-1999). لكن سياسات باراك حيال الفلسطينيين والمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، مهدت الطريق أمام عودة حزب "الليكود" لدفة الحكم بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أريئيل شارون في العام 2001، بعد أن روج للرأي العام أنه لا شريك فلسطيني لإنجاز سلام مع اسرائيل.
باراك والحرب ضد زعامتهفي العام 2007 وبعد فشل إسرائيل في حربها على لبنان، أعاد حزب "العمل" إنتخاب إيهود باراك زعيما للحزب، خلفا لزعيمه السابق عمير بيرتس. ومنذ ذلك الحين يغرق حزب "العمل" في صراع قيادة بدأ مع دخول الحزب الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتانياهو.وقد نجح رئيس إتحاد النقابات العمالية "الهستدروت" عوفر عيني والقطب البارز وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن اليعازر إلى جانب وزراء آخرين بالمطالبة بإقصاء باراك عن زعامة الحزب، الأمر الذي يعتبره محللون ومعلقون في الشأن الحزبي الإسرائيلي بمثابة سقوط آخر معاقل التأييد لباراك داخل الحزب وزلزال ينذر ببداية نهاية طريق باراك السياسية. كما أنه يعد كتلقي صفعة قوية من قطاعات مركزية في الحزب كـ"الكيبوتسات والموشافيم" و"الهستدروت" والقطاع العربي.
دعوات لعودة قيادات سابقةفي ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يمر بها حزب "العمل" اليوم، تتعالى أصوات تطالب بعودة شخصيات قيادة بارزة تركت الحزب، إلى جانب فتح بورصة الترشيحات لأسماء باستطاعتها "إنقاذ" حزب "العمل" من الأزمة التي قد تقود إلى نهايته وتحوله إلى حزب على هامش الحياة السياسية الإسرائيلية.ومن بين الأسماء المطروحة لقيادة الحزب وإخراجه من ورطته.عمرام ميتسناع رئيس الحزب الأسبق ورئيس بلدية حيفا سابقا، ورون حولدائي رئيس بلدية تل-أبيب/يافا، الوزير أفيشاي برفرمان (وزير شؤون الأقليات) ووزير الرفاه يتسحاك (بوغي) هرتسوغ، ورئيس هيئة أركان الجيش المنتهية ولايته غابي اشكنازي.
كيوف: الصراعات على زعامة الحزب أفقدته المصداقيةويقول المحلل وجيه كيوف المدير العام لجمعية دعم الديمقراطية في الوسط العربي سابقا رئيس مجلس عسفيا المحلي لـ"إيلاف":"يواجه الحزب منذ انتكاسته في انتخابات 2001 وسقوط باراك من رئاسة الوزراء لصالح ارئيل شارون، أزمة قيادة كبيرة بالإضافة إلى أزمة تنظيمية وعقائدية حادة إنعكست في تغيير ستة رؤساء للحزب في غضون ثماني سنوات ومغادرة عدد من رموزه- رئيسه السابق شمعون بيريز (الرئيس الإسرائيلي الحالي)، وحاييم رامون، ودالية ايتسيك واعتزال آخرين للحياة السياسية.ويضيف كيوف: هذا لا يعني أن حزب "العمل" كخط سياسي قد أنهى طريقه، لكن الصراعات بين الشخصيات والمجوعات داخل الحزب، أدت إلى حصول تراجع متواصل للتمثيل البرلماني الذي بلغ أدنى مستوى له في انتخابات 2009، وانحصر تمثيله بـ13 نائبا فقط. حيث أفقدت هذه الصراعات الحزب مصداقيته في أوساط الشارع الإسرائيلي.ويشير كيوف إلى أن هذه الحرب القائمة على زعامة الحزب أفقدت مؤسسات وأطر الحزب شرعيتها كمركز الحزب والكتلة في الكنيست وغيرها من مؤسسات الحزب، والشخصيات التي تطرح كبديل لباراك على خلاف سياسي مع باراك فمثلا رئيس هيئة الأركان غابي اشكنازي يتم طرح اسمه كونه على خلاف مع باراك، ورئيس اتحاد النقابات العمالية "الهستدروت" عوفر عيني كذلك. وبما أنه لا يوجد على الساحة السياسية في حزب "العمل" من يستطيع انتشال الحزب من الوضع المأساوي الذي وصل إليه، فهذا الأمر يزيد من الأسماء المطروحة للتنافس على زعامة الحزب.ويضيف كيوف: اليوم لا يوجد أي من الشخصيات في حزب "العمل" يمكنه إنقاذ الحزب من ورطته، ووفق إستطلاعات الرأي الأخيرة فإن الحزب سيندثر وقد لا تتعدى قوته الـ5 -7 مقاعد.ويقول كيوف ردا على سؤال حول كيفية تحول باراك من منقذ قبل 3 أعوام إلى ما هو عليه الآن: باراك قبل سنتين هو نفسه، لديه أجندة خاصة به ولا يسمع ولا يصغي لأحد، وبسبب إدارته الفاشلة لرئاسة الحزب ودخوله الائتلاف الحكومي الحالي، وعدم استمرارية الحزب في تبني قضية السلام مع الفلسطينيين والمفاوضات التي هي الأهم في المنطقة، وتبنيه لسياسات "الليكود" أفقدت الحزب مصداقيته في أوساط الإسرائيليين.وقدر كيوف أن حزب "العمل" في حال استمرت هذه الأوضاع سيتحول إلى مجرد حزب في اسرائيل لا تأثير له، إن لم تأت شخصية تستطيع قيادته نحو إعادة الترميم وبنائه من جديد.
مجادلة: الوضع في حزب "العمل" سيء للغايةعضو الكنيست غالب مجادلة- رئيس القطاع العربي في حزب "العمل" قال لـ"إيلاف": يدور الحديث عن شخصية بإمكانها انقاذ حزب "العمل" من الوضع الصعب، لأن الوضع داخل الحزب سيء للغاية، وإسناد رئاسة الحزب لشخصية من خارج الحزب أو نشطاء غير موجودين أمثال عمرام ميتسناع ورون حولدائي.ويضيف مجادلة :"بلا شك أن الوضع الذي وصل إليه حزب "العمل" سيء للغاية، ورجوع شخصيات بارزة لها وزنها قد يكون رافعة لإنقاذ الحزب، وأيضاً هناك شخصيات موجودة حالياً داخل الحزب لها وزنها وتأثيرها ومكانتها كالوزير افيشاي برفرمان، والوزير يتسحاك هرتسوغ، وشيلي يحميوفيتش، وإذا تعاونوا فيما بينهم بإمكانهم إخراج الحزب من أزمته الحالية.ويضيف مجادلة: "السؤال المطروح الآن أننا لا نعرف ماذا سيحصل، ومتى ستكون الإنتخابات، والأمر الآن لا يزال في مرحلة التخمينات والتقديرات، ولا يوجد أي شيء واضح، فحزب "العمل" موجود في الائتلاف الحكومي بهدف دفع العملية السياسية مع الفلسطينيين وهذا الأمر لم يتحقق للأسف، وطبعا لا يخفى على أحد أن وضع أيهود باراك في تراجع مستمر، والإئتلاف الحاكم لم يغير أي شيء ولا يحرك قيد أنملة إحراز تحرك تجاه العملية السلمية مع الفلسطينيين.ويضيف مجادلة:"حزب "العمل" في وضع لا يحسد عليه، وجلوسه في الائتلاف الحاكم يزيد من وضعه سوءاً، ومن هنا يمكننا قراءة تراجع شعبية الحزب في استطلاعات الرأي إلى 6 مقاعد، وأنا أقول أن بقاء الحزب كل يوم إضافي في الحكومة سيزيد من تورطه وعلينا الخروج فوراً من الحكومة والعمل من خارج الائتلاف الحكومي ونناضل لأجل تحقيق مبادئ الحزب".ويرى مجادلة أن التحول الذي حصل مع باراك من "منقذ" إلى أسوأ ما يكون هو تمسكه بزعامة الحزب، وبقاءه في الائتلاف الحكومي، كوننا موجودين في الائتلاف الحكومي غير المناسب، واليوم باراك تلقى ضربه إضافية حيث خسر ثقة الأميركيين بعد أن كان يوهمهم بأنه يستطيع الضغط والتأثير على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو للتقدم في عملية السلام.وختم مجادلة بالقول: التراجع في مكانة حزب "العمل" يعود إلى تبنيه السياسات غير المناسبة والخاطئة، والمطلوب الآن هو إنسحاب الحزب من الحكومة والعمل من خارج الإئتلاف، وتكاتف الأيدي للعمل على إنقاذ الحزب عبر التعاون وقيادة جماعية تستطيع أن تعيد الثقة بالحزب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف