نتانياهو يُحرج واشنطن: تجميد الاستيطان تعثر بطلب أميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أكد نتانياهو أن المحادثات حول تمديد تجميد الاستيطان تعثرت بسبب توقف الولايات المتحدة عن المطالبة بذلك وليس بسبب الرفض الإسرائيلي.
تل أبيب: نقلت اذاعات ومواقع الكترونية اسرائيلية عديدة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قوله أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن واشنطن طلبت من اسرائيل تمديد العمل بتجميد البناء في المستوطنات الذي استمر عشرة اشهر وانتهى في ايلول/سبتمبر الماضي.
ونقل موقع صحيفة معاريف الالكتروني عن نتانياهو قوله لاعضاء اللجنة "في الحقيقة، كنا مستعدين للقيام بذلك على عكس ما اشيع عن رفض اسرائيل تمديد التجميد". واضاف "في النهاية قررت الولايات المتحدة الا تكمل في هذا الطريق وهذا خيار صحيح برأيي".
من جهته، نقل موقع صحيفة هارتس عن نتانياهو قوله انه ابلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما انه سيطلب من مجلس الوزراء الموافقة على تمديد التجميد ثلاثة اشهر. واوضح "قلت لأوباما انني مستعد لطرح المسالة على مجلس الوزراء وان في وسعي الضغط من اجل الحصول على الموافقة الا انني تلقيت مكالمة هاتفية مفاجئة من الأميركيين تفيد بانهم لم يعودوا يطالبون اسرائيل بتمديد التجميد".
وكان نتانياهو اعلن في تشرين الثاني/نوفمبر استعداده لطرح الطلب الأميركي على مجلس الوزراء للتصويت عليه اذا ما حصل على تاكيد خطي لتعهدات اتخذتها الولايات المتحدة مقابل موافقة اسرائيل على تجميد جديد للاستيطان، ومن ضمنها تزويد اسرائيل بعشرين طائرة مقاتلة من طراز اف-35، فضلا عن وعد بممارسة حق الفيتو ضد اي قرار لمجلس الامن الدولي مخالف لمصالح اسرائيل.
ويبدو ان اسرائيل لم تتلق مثل هذه الرسالة. واقر مسؤولون أميركيون الشهر الماضي ان الجهود المبذولة لحمل اسرائيل على اقرار تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربية لم تسفر عن اي نتيجة.
والقى نتانياهو باللوم على الفلسطينيين لتعثر العملية السلمية وقال انه "لا يوجد اي ائتلاف حكومي (في اسرائيل) يقف عائقا امام عملية السلام مع الفلسطينيين" واضاف "تحدثت كثيرا مع (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس الا انه لا يوجد اي تقدم او تغيير في الموقف الفلسطيني".
ويصر الفلسطينيون على تجميد للاستيطان للعودة الى المفاوضات التي انطلقت في الثاني من ايلول/سبتمبر قبل ان تتوقف بسبب رفض اسرائيل تمديد العمل بتجميد الاستيطان. كما اعلن نتانياهو الاثنين ان المبعوث الأميركي دينيس روس سيزور اسرائيل قبل نهاية الأسبوع من اجل "تقليص الفجوات ودراسة التقدم في القضايا الجوهرية"، وافاد من جهة اخرى انه سيزور مصر لاجراء محادثات مع الرئيس حسني مبارك.
وقال متحدثا الى عدد من كبار مسؤولي حزبه الليكود "هذا الاسبوع يصل المبعوث دينيس روسي وموفدون أميركيون اخرون. والثلاثاء سأتوجه الى مصر" واضاف بحسب ما نقلت عنه الاذاعة العامة "لدينا هدف واحد هو تعزيز الامن والمضي قدما في عملية السلام".
وكان مبارك حمل علنا اسرائيل مسؤولية انهيار مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، داعيا المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الى تحرك "جاد وفعال". من جهته اكد محمود عباس الاثنين في تونس انه "مستعد دائما" لمواصلة مفاوضات السلام مع اسرائيل حال قبولها وقف الاستيطان.
وقال عباس اثر لقاء مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي "اننا دائما وابدا مستعدون للسير في المفاوضات" واضاف عباس "اننا نقوم بدبلوماسية واسعة من اجل ان تعود المفاوضات مع وقف الاستيطان" مذكرا بان الولايات المتحدة "لم تتمكن من حل هذه المسالة".
وامتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي الاثنين عن التعليق على كلام نتانياهو. وذكر بان واشنطن توصلت الى استنتاج مفاده ان التجميد الذي طالب به الرئيس باراك أوباما في قاعة الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر "لم يعد في ذلك الوقت سوى قاعدة للتقدم".
واضاف "نركز الان على سبيل اخر"، مشيرا الى انه لا يمكن التوصل الى اي اتفاق سلام نهائي الا بالتفاوض المباشر بين الطرفين. من جهة اخرى نفى كراولي ما ورد في تقرير صحافي اسرائيلي ومفاده ان ادارة الرئيس باراك أوباما تشعر بخيبة امل حيال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لعجزه على دفع عملية السلام مع الفلسطينيين الى الامام. واعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي "اننا نكن احتراما كبيرا (لباراك) .. وسنواصل الحوار معه حول مجموعة كاملة من الملفات" مؤكدا "لم يتغير شيء".
وافادت هارتس الاحد نقلا عن خمسة مصادر بينها مسؤول اسرائيلي لم تكشف هويته ان الادارة الأميركية تشعر بخيبة امل كبيرة حيال وزير الدفاع الاسرائيلي الزعيم العمالي ايهود باراك لعجزه عن الوفاء بوعد قطعه بالحصول على موافق الحكومة على تجميد جديد للاستيطان. ويدعو بعض الوزراء العماليين في الائتلاف الحكومي الذي يهيمن عليه اليمين الى خروج حزب العمل من الحكومة في حال عدم احراز اي تقدم على صعيد محادثات السلام.
من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إن محاولات إحياء محادثات السلام المتعثرة في الشرق الأوسط هي ضرورية ومهمة وعاجلة. تصريح بيريز جاء خلال اجتماعه بوزيرة الأمن الداخلي الأميركي جانيت نابوليتانو الاثنين في القدس، حيث ناقش معها سبل تعزيز التعاون بين البلدين.
وقال بيريز "الاهتمام بمفاوضات السلام أو بمحاولات تجديد مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وبيننا، وأنا أعتقد أن هذا الأمر ضروري ومهم وملح، لأن العديد من البلدان التي تدعم الإرهاب تستخدم الورقة الإسرائيلية كذريعة، كغطاء. وينبغي لنا أن لا نعطيهم هذا العذر".
ويأتي كلام بيريز بعد يوم واحد من اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو إطلاق محادثات وجها لوجه ومن دون توقف، مع الرئيس الفلسطيني حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام مقدما بذلك وسيلة ممكنة لدفع المحادثات التي تعثرت بعد عودة البناء في المستوطنات اليهودية.