حكومة نتانياهو ما زالت متماسكة على رغم تهديد وزراء بالاستقالة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القدس: على رغم تهديد وزراء من حزب العمل بالاستقالة، واعتماد وزير الخارجية الاسرائيلي سياسة لا تنسجم مع السياسة الرسمية، وحديث صحف عن "نهاية عهد"، تبدو الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتانياهو متماسكة حتى الان.
وتتمتع حكومة نتانياهو التي تسلمت مهامها في ربيع 2009، بأكثرية مريحة في البرلمان، وتستطيع ان تتباهى بتحقيق نمو اقتصادي في اطار الازمة الدولية، وبوضع امني لم يشهد استقرارا مماثلا منذ عشر سنوات. وهي تستغل الضعف الذي تعاني منه المعارضة.
الا ان عددا كبيرا من وزراء حزب العمل هددوا الاحد بالاستقالة من الحكومة اذا استمر التعثر في عملية السلام مع الفلسطينيين.
واكد وزير الاقليات افيشائي برافرمان "هذه الحكومة اليوم في حالة جمود". ويدرس وزير الصناعة والتجارة الواسع النفوذ بنيامين بن اليعازر الاستقالة، الا ان رئيس حزب العمل وزير الدفاع ايهود باراك يعارض ذلك.
لكن ايهود باراك، المتحالف مع نتانياهو، يواجه مزيدا من الانتقادات في حزبه من قبل الذين يأخذون عليه التمسك بمنصبه.
وفي المعسكر اليميني، يكتفي وزير الخارجية المشاغب افيغدور ليبرمان رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" الشعبوي باتخاذ مواقف تتناقض مع الخطاب الرسمي، غير آبه بارباك الحكومة.
فقد اعتبر انه "من المستحيل ابرام اتفاق شامل اليوم مع الفلسطينيين" فيما يؤكد نتانياهو ان اتفاق سلام بات في متناول اليد اذا ما استأنف الفلسطينيون المفاوضات المباشرة.
وحمل هذا التنافر، على خلفية العزلة الدولية المتزايدة التي تواجهها اسرائيل، صحيفة هارتز اليومية (يسارية) على الاعلان عن "نهاية عهد نتانياهو".
ورأى كاتب الافتتاحية في الصحيفة الوف بن ان "نتانياهو انهى في الواقع مهمته رئيسا للوزراء. انه على المنحدر الذي يؤدي الى انتخابات مبكرة، من دون ان ينجز شيئا، ومن دون آفاق مستقبلية، وباتت جهوده تقتصر على تصريف الاعمال".
ويؤيد هذا التحليل الخبير السياسي الاسرائيلي يارون ازراشي. وقال هذا الاستاذ الجامعي لوكالة فرانس برس "انها بداية النهاية لنتانياهو الذي يجسد جمودا مطلقا، ورجلا اسير المفاهيم المتشددة على رغم انه لا يريد ان يعطي الانطباع بذلك".
ويعرب ازراشي عن اقتناعه بضرورة التعامل بجدية مع التهديدات باستقالة الوزراء العماليين. وتوقع ان "يستقيل العماليون من الحكومة في غضون شهرين او ثلاثة، مما سيؤدي الى انهيار الائتلاف وسقوطه".
ويقول المثقف اليساري اوري افنيري ان هذا الرأي هو بمثابة حديث عن وفاة مبكرة. ويؤكد ان "الائتلاف صلب. فلا العماليون ولا الاحزاب الاخرى، مستعدون للتخلي عن حقائبهم الوزارية".
واضاف ان "الحكومة تعارض تماما عملية السلام. لكنها تحظى في الوقت الراهن بتأييد الرأي العام".
لكن هذا الوضع يمكن الا يستمر، كما يقول المحلل ناحوم بارنيا. ويؤكد هذا الصحافي الذائع الصيت في صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار، "لن ينفذ العماليون بالتأكيد تهديداتهم غدا. لكنهم لا يريدون ان يختفوا عن المسرح السياسي، وكما تتوقع ذلك كل استطلاعات الرأي، سينتهي بهم الامر بالاستقالة".
واضاف "صحيح ان العزلة الدولية لاسرائيل في هذه المرحلة لا تعني كثيرا الرأي العام، طالما انه ليس مضطرا الى تغيير طريقة حياته، لكنه يقلق كثيرا المسؤولين السياسيين"، مشيرا الى تدهور العلاقات مع ادارة اوباما.
وفي الواقع، لم تنه تقريبا اي حكومة اسرائيلية ولايتها التي تستمر اربع سنوات.