أخبار

يوم واحد يفصل عن الاختيار بين سودان موحد أو مقسّم

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكد رئيس حكومة جنوب السودان سالفا كير أن "لا بديل عن التعايش السلمي" بين شمال السودان وجنوبه، وذلك عشية الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان، الذي يرجّح أن يؤدي إلى الانفصال.

جوبا: أكد رئيس حكومة جنوب السودان سالفا كير أن "لا بديل عن التعايش السلمي" بين شمال السودان وجنوبه، وذلك عشية الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان، الذي يرجّح أن يؤدي إلى الانفصال.

إلى ذلك، انتشرت القوات الامنية بشكل مكثف السبت في جوبا عاصمة الجنوب عشية الاستفتاء حول مستقبل جنوب السودان، في حين كشف زعيما الشمال والجنوب عما ينويان القيام به خلال مرحلة ما بعد الانفصال الذي بدا بالنسبة اليهما حتميا.

وبعد الاحتفالات الصاخبة والمسيرات الداعية الى التصويت مع الانفصال التي اقيمت الجمعة، توقفت كل هذه المظاهر السبت بناء على تعليمات مفوضية الاستفتاء التي منعت اي دعاية في اليوم الاخير ما قبل الاستفتاء. ولم يسجل في كامل الجنوب اي نشاط يدعو الى الوحدة طيلة الفترة المخصصة للحملة الانتخابية.

وانتشر حوالى خمسة الاف عنصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان ومن الشرطة الجنوبية في شوارع جوبا استعدادا للحدث الكبير الاحد، وهم كانوا تلقوا تدريبا خاصا لحفظ الامن انتهى مطلع كانون الاول/ديسمبر الماضي. وفي حادث امني قد يعرقل اعمال الاستفتاء في احدى ولايات الجنوب اعلن مسؤول عسكري في الجيش الشعبي لتحرير السودان ان اربعة اشخاص على الاقل قتلوا في هجوم قام به مسلحون تابعون لفصيل جنوبي متمرد صباح السبت على قوات هذا الجيش في ولاية الوحدة.

وقال فيليب اغوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لوكالة فرانس برس "هاجم رجال مسلحون الجيش الشعبي لتحرير السودان وقد وقع اربعة قتلى". وافادت مصادر متطابقة ان الهجوم وقع في ساعة مبكرة من السبت في اقليم مايوم في ولاية الوحدة التي توجد فيها منشآت نفطية. واتهم الجيش الشعبي عناصر تابعة لزعيم ميليشيا مناهض للجيش الشعبي يدعى غاتلواك غاي بالوقوف وراء هذا الهجوم.

في الاطار نفسه صدرت مواقف مساء الجمعة من كل من الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس حكومة الجنوب السوداني سالفا كير اعتبرت بمثابة تثبيت مواقف واستشراف للمستقبل المتجه بالنسبة اليهما الى الانفصال. سالفا كير قام مساء الجمعة بالتوقيع في جوبا على 16 قانونا لها علاقة بالوضع الدستوري للجنوب خلال مرحلة ما بعد الاستفتاء المقرر الاحد وكأنه بذلك يستبق النتائج.

وتتناول هذه القوانين شؤون دمج المسرحين من الجيش الشعبي في المؤسسات المدنية، والدفاع المدني والمؤسسات المدنية ومعاملة معاقي الحرب والسجون والمواصفات والمقاييس. وبعد التوقيع قال وزير الشؤون القانونية في حكومة جنوب السودان جون لوك جوك إن هذه الخطوة "تأتي ضمن ترتيبات الحكومة لمواجهة الأوضاع في فترة ما بعد الاستفتاء".

واضاف ان الجنوب الذي ما زال يرتبط بقوانين ودستور دولة السودان الموحدة سيحتاج إلى صياغة وسن قوانين خاصة به، لأن "القوانين الحالية ستصبح قوانين دولة أجنبية في حال اختيار الجنوبيين للانفصال، وهو ما سيخلق فراغا قانونيا نحاول ان نملأه بهذه القوانين".

ومقابل هذه الخطوة السيادية كان الرئيس السوداني عمر حسن البشير يعلن في حديث تلفزيوني مواقف لها علاقة بما بعد الانفصال. فالجنوب بالنسبة اليه في حديثه الى قناة الجزيرة "يعاني من مشاكل كثيرة ويفتقر الى مقومات الدولة". كما قدم الرئيس السوداني صورة عما سيكون عليه الوضع بعد الانفصال موضحا ان الجنوبيين المقيمين في الشمال سيعاملون كاجانب.

وقال ان "تقرير مصير السودان حق اعطي حصريا للمواطن الجنوبي واذا قرروا تقسيم السودان لدولتين وقيام دولة خاصة بهم ليس هناك من موجب لاقامتهم" في الشمال. واضاف "هم يعتبرون ان المواطن الجنوبي في الشمال مهمش ومن الدرجة الثانية، فلماذا تريد اخذ جنسية دولة تهمشك؟". وتدارك البشير "اما ان ارادوا الاقامة في الشمال والتمتع بكل الحقوق فليتوحد السودان وليس هناك منطق يجعلهم يأخذون نفس الحقوق والامتيازات بالشمال"، مشددا على ان "مسألة الجنسية المزدوجة غير واردة بالنسبة لنا".

كما اكد ان الجنوبيين الذين يشكلون نحو 20% من الموظفين في الادارات العامة وفي الجيش والقوات الامنية سيستبدلون بأخرين من الشمال. واعلنت الامم المتحدة ان اكثر من 120 الف جنوبي كانوا يعيشون في الشمال عادوا الى الجنوب مع اقتراب موعد الاستفتاء الا ان مئات الالاف الآخرين لا يزالون في الشمال وهم سيشاركون في استفتاء الجنوب اذا رغبوا بذلك.

وكان البشير رغم المرارة التي صبغت حديثه التلفزيوني اكد مرارا انه مستعد للقبول بنتيجة الاستفتاء مهما كانت. ويستعد مراقبون دوليون وعرب للمشاركة في مراقبة هذا الاستفتاء الذي يرجح ان يشهد انقسام اكبر دولة افريقية من حيث المساحة.

مقتل 6 عناصر من فصيل متمرد في ولاية الوحدة الجنوبية
أعلن مسؤول عسكري في الجيش الشعبي لتحرير السودان أن ستة عناصر ينتمون إلى فصيل جنوبي متمرد قتلوا في مواجهات وقعت مع الجيش الشعبي مساء الجمعة وصباح السبت، كما اعتقل عشرات آخرون.

وقال فيليب أغوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لوكالة فرانس برس "هاجم مسلحون متمردون مواقع للجيش الشعبي في إقليم مايوم في ولاية الوحدة مساء الجمعة وصباح السبت، ما أدى إلى مقتل اثنين من المتمردين الجمعة، وأربعة السبت، في حين اعتقل 32 آخرون".

وأكد عدم وقوع إصابات في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان، حركة التمرد السابقة. وتقع ولاية الوحدة في موازاة الخط الفاصل بين الشمال والجنوب، وتوجد فيها منشآت نفطية. وأفادت مصادر تابعة للأمم المتحدة أن مواجهات أخرى وقعت في أقاليم أخرى من ولاية الوحدة.

في حين أعلن رئيس قسم الجنوب في قوة الأمم المتحدة في السودان ديفيد غريسلي لوكالة فرانس برس أن القوة أرسلت فريقًا تابعًا لها للتحقيق في أعمال العنف هذه. واتهم الجيش الشعبي عناصر تابعة لزعيم ميليشيا مناهض للجيش الشعبي يدعى غاتلواك غاي بالوقوف وراء هذه الهجمات.

وكان عناصر تابعون لغاتلواك غاي شنّوا الربيع الماضي سلسلة هجمات على مواقع للجيش الشعبي في ولاية الوحدة. واتهم الجيش الشعبي في حينه القوات الحكومية في الخرطوم بتقديم الدعم لهذه الميليشيا بهدف إشاعة البلبلة في جنوب البلاد. كما رفض غاتلواك غاي عرضًا من رئيس حكومة جنوب السودان سالفا كير بالعفو عنه مقابل وقف تمرده.

وأفادت مصادر إنسانية لوكالة فرانس برس أنه كان من المقرر إرسال قافلة شاحنات تحمل مواد غذائية السبت إلى إقليم مايوم، إلا أن الرحلة أرجئت بسبب الوضع الأمني في هذه المنطقة. وكان الجيش الجنوبي وقّع الأربعاء اتفاقًا لوقف إطلاق النار مع ضابط كبير سابق في الجيش الشعبي يدعى جورج آتور تمرد على هذا الجيش على رأس مجموعة من اتباعه إثر خسارته في نيسان/إبريل انتخابات حاكم ولاية جونقلي الجنوبية.

يأتي هذا الهجوم قبل أقل من 24 ساعة من موعد بدء الاستفتاء الذي يشارك فيه الجنوبيون للاختيار بين إعلان دولتهم المستقلة أو البقاء في إطار السودان الواحد.

وقال كير أمام المقر الرئاسي "اليوم لا عودة إلى الحرب". وأضاف كير، وقد وقف السناتور الاميركي جون كيري إلى جانبه، "إن الاستفتاء ليس نهاية المطاف، بل هو بداية مرحلة جديدة".

وحسب اتفاقية السلام الموقّعة عام 2005، فإن الفترة الممتدة بين الاستفتاء وتموز/يوليو 2011 ستكون مرحلة انتقالية تمهد للانتقال إلى الانفصال، في حال جاءت نتيجة الاستفتاء في هذا الاتجاه. وختم كير قائلاً "لا بديل عن التعايش السلمي" بين الشمال والجنوب.

ووصل السناتور كيري جوبا آتيًا من الخرطوم، حيث قابل كبار المسؤولين هناك، وعلى رأسهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ساكن
من سكان العالم -

جنوب السودان ورائه دول كثيره اثناء دفاعه عن نفسه فى السودان من هنا سوف تشتغل الحياه معهم بسرعه و سهوله فـ فرنسا مثلا اكبر مساعد لهم