أخبار

الشكّ يهيمن على المشهد العراقي مع دخول البلاد حقبة جديدة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هدوء حذر يعد إلى العاصمة بغداد تدريجيًا

في وقت حصل فيه العراق أخيراً على حكومة جديدة بعد أشهر من الجمود، أضرّت عملية توزيع المناصب الساخرة بصورة السياسة هناك. فسكّان بغداد لم يعد لديهم ثقة في زملائهم من المواطنين، وانسحبوا للعيش في شكل من أشكال الحياة الخاصة، كما بدؤوا يصلّون من أجل عدم اندلاع حرب أهلية في ما هو آتٍ من سنوات.

ربما عادت الأوضاع إلى طبيعتها نوعاً ما في العراق، لكنها مازالت مقلقة بنسبة قليلة عندما تريد الإقامة في فندق، وحين تُسأل عن كلمة سر شخصية، عند الدخول في مفاوضات مع العصابات التي تزاول نشاط الاختطاف. واستناداً إلى ما نقلته مجلة دير شبيغل الألمانية في هذا السياق عن وزارة السياحة العراقية، فإن 73 سائحاً قد زاروا بغداد عام 2009 - وليس من ضمنهم بالطبع الحجاج الوافدين من إيران.

ولفتت المجلة إلى أن العدد كان أقل من ذلك في العام 2008، حيث بلغ عدد السياح وقتها سبع سائحين فقط، على ما يبدو. ونقلت المجلة في هذا الشأن عن موظف استقبال في أحد الفنادق، يقال إن اسمه تيكس دالاس، وهو عضو سابق في قوات النخبة البريطانية "ساس"، قوله "من الأفضل ألا تقضي أكثر من 30 دقيقة في مكان واحد. والأمنيون يتحدثون هنا عن أن الأجانب دائماً ما يكونوا مستهدفين. وأعتقد أن بغداد ستحتاج بعض الوقت كي تفلح في الانتقال من الإرهاب إلى السياحة".

ورغم أن الانتخابات قد أجريت في السابع من آذار/ مارس عام 2010، إلا أن الحكومة الجديدة لم تتشكل إلا بعد مرور أكثر من تسعة أشهر، تحت قيادة رئيس الوزراء الشيعي السابق، نوري المالكي. وقد أنهت رسمياً قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة عملياتها القتالية منذ أربعة أشهر. ومنذ ذلك الحين، يتزايد القلق العراقي بصورة يومية تقريباً بشأن العواقب التي قد تنجم من ترك البلاد بمفردها.

في غضون ذلك، أكدت المجلة على أن أشهر الجمود الطويلة التي شهدتها البلاد كانت متعرجة، وأن ما جرى في الأسابيع التي أعقبت أول اجتماع للبرلمان كان أي شيء آخر بخلاف البحث النموذجي عن توازن سياسي. وقد تمكّن المالكي الآن من تكوين جبهة غالبية بمساعدة الأكراد ورجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، الذي عاد إلى العراق يوم الأربعاء الماضي بعد غياب ثلاث سنوات قضاها في إيران.

وتضم حكومة المالكي الضخمة وزراء لا يقل عددهم عن 42 وزيراً، رغم أن 29 فقط هم من أدّوا اليمين حتى الآن. ولم يعط البيان الحكومي حتى أي أمل يذكر ببداية جديدة. كما ضمّت الحكومة الجديدة أعضاء من الأقلية السنّية العرقية، في الوقت الذي صوّت فيه معظم السُّنة للقائمة العلمانية، التي يقودها رئيس الوزراء السابق أياد علاوي. ويوجد الآن عدد من الوزراء السنّة في العراق، وكذلك مجلس أمن جديد سيترأسه علاوي.

ورأت المجلة أن الجمود الطويل الذي طال عملية تشكيل البرلمان الجديد قد تسبب في تدمير صورة السياسة في العراق الجديد بصورة تامة. وأوضحت أن بغداد لا تزال مدينة تعيش في حالة طوارئ. فالبقايا المحروقة للسيارات المحطمة مازالت متناثرة على جانبي الطرق، وكل 50 متراً، تجد حراس مكتظين بالأسلحة يجلسون على كراسي مكتبية قديمة، أو في الدبابات، أو متحصنين في داخل ملاجئ مؤقتة.

مع استمرار الخروج من الأحياء المسيحية بلا هوادة، تتراكم على الأرصفة صناديق من الورق المقوى التي كانت تحتوي على ثلاجات ومراوح تبريد وغلايات وأجهزة تلفاز مسطحة. كما لا يترك أحد سيارته بدون رقابة، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من تلك القنابل التي يطلق عليها القنابل اللاصقة. فقد أخذت القاعدة على عاتقها مهمة توصيل العبوات الناسفة المغناطيسية بالسيارات المتوقفة، على أن تقوم بتفجيرها عن بعد في وقت لاحق، عندما تتوقف السيارة عند نقطة تفتيش، وهي العمليات التي توفر على التنظيم الإرهابي معضلة تجنيد انتحاريين، على حد قول المجلة.

ولكل ما سبق، أضحى الخطر أكثر سرية وكذلك أكثر غدراً عن ذي قبل. وهو ما جعل الناس تعود مرة أخرى إلى عادة إرسال رسائل نصية إلى ذويهم في المنازل كل ساعة، يقولون فيها "كل شيء على ما يرام. أتناول ثمة شيء الآن، وسأعود لاحقاً".

هذا ولا تزال مدينة بغداد محاطة بحلقة من الجدران المضادة للقنابل، التي يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار. وتعتبر كل منطقة بمثابة الحصن، حيث توجد نقاط التفتيش لحراسة المداخل والمخارج. وتفرض الجدران قواعدها الخاصة على المدينة، فأي شخص يقترب من إحدى الوزارات، أو من مبنى حكومي، أو من ثكنة عسكرية، يتم التعامل معه بأقصى درجات الريبة، ويبقى على مبعدة، كما لو كانوا هم أنفسهم شديدي الانفجار.

وختمت دير شبيغل حديثها بالقول إن الانسحاب الأميركي من بغداد ربما كان أقل فوضوية بكثير، في ظل وجود كوكبة سياسية مختلفة تماماً. ومع ذلك، سبق لرجال في العاصمة العراقية أن خاطروا بحياتهم من أجل قوات الاحتلال. ولا تزال حياتهم معرضة للخطر، لأنهم الآن مستهدفون من خلال الهجمات الانتقامية. وأخيراً، أجمع كثيرون على أن الولايات المتحدة تركت فجوة لن يتمكن العراقيون من سدّها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
note the pic
Rizgar -

Please note the above picture, a petrol state with 82 billion dollars income last year.....

ايام مظلمة
سرمد العراقي -

يعيش اهالي بغداد ايام مظلمة ولن تتبدل لان الواقفين على الحكم متشديين دينيا داخلياً ولكن في الخارج يدعون العلمانية والوطنية ولهذا ترى بغداد ليست بغداد ابو نؤاس والمتنبي وانما بغداد هولاكو لا يوجد فيها ( اقليات او حريات او نوادي او مسارح او سياح ) فقط سرقة ونهب يوميا من قبل المسؤولين والناس الذين بدات نفوسهم شريرة

idiots
عراقي محبط -

To # 1, that confirms how the number of brainless (didn''t wanna describe them with another word!) in Iraq are much higher than the intelligent ones, and funny it only keeps on increasing and producing!

هواء في شبك
ربيع محمد -

مع احترامي لكاتب المقال او التحليل , لكنه ابتعد كثيرا عن الواقع .. العراق يسير بخطى واثقة نحو الديمقراطيةوموضوع الحرب الاهلية باتت اماني ضالة لأصحاب النفوس المريضة التي تكن الحقد واللؤم ضد العراق وشعبه ..مشروع الحرب الاهلية ولد ميتا وانتهى امره ونسيناه تماما والان نحن نخوض مشروع الاعمار والنهضة العلمية والثقافية والفكرية والعمرانية والاقتصادية واعدائنا يخوضون بوحل الاحقاد ..

احلام العصافير
البغدادي المهاجر -

عزيزي ربيع رقم /4 احسدك على ثقتك العالية لكن المبالغة الزايدة مضرة ايضاً فانت سويت الشط مرگة والزور خواشيگ كما يقول المثل ..وكان الاجدر بك ان تعرف وان لم تعرف ... تسأل من هو الذي اجج نار الطائفية في العراق بعهده الجديد ...؟...نتمنى كل الخير لبلدنا الحبيب وشعبه الطيب .

احلام العصافير
البغدادي المهاجر -

عزيزي ربيع رقم /4 احسدك على ثقتك العالية لكن المبالغة الزايدة مضرة ايضاً فانت سويت الشط مرگة والزور خواشيگ كما يقول المثل ..وكان الاجدر بك ان تعرف وان لم تعرف ... تسأل من هو الذي اجج نار الطائفية في العراق بعهده الجديد ...؟...نتمنى كل الخير لبلدنا الحبيب وشعبه الطيب .

نعم احلام العصافير
ليث السماوي -

يبدو ان الاخ رقم 4 يعطي انطباعه عن الاستقرار والاحلام الورديه وهو جالس على اريكه اثيره امام مكيف او مدفاءه في احدى الدول الاوربيه او امريكا او استراليا وعموما هذا شيء طبيعي وهذا حال المواوالين والمستفيدين من النظام الحالي وخصوصا الموجدين في الخارج فشعورهم كله كلام في كلام وجعل الواقع العراقي وردي وبمبي كما يقول الاخوان المصريين ولكنك عندما تساله طيب مادام هذا الواقع الوردي موجود في العراق لماذا لااتعود الان يتعلل بمئه عذر وعذر عموما مبروك عليك مشروع الاعمار والنهوض اما العراقيين العاديين فالله يساعدكم على ظروفكم وعلى المطبليين للعصابات التي تحكمكم

نعم احلام العصافير
ليث السماوي -

يبدو ان الاخ رقم 4 يعطي انطباعه عن الاستقرار والاحلام الورديه وهو جالس على اريكه اثيره امام مكيف او مدفاءه في احدى الدول الاوربيه او امريكا او استراليا وعموما هذا شيء طبيعي وهذا حال المواوالين والمستفيدين من النظام الحالي وخصوصا الموجدين في الخارج فشعورهم كله كلام في كلام وجعل الواقع العراقي وردي وبمبي كما يقول الاخوان المصريين ولكنك عندما تساله طيب مادام هذا الواقع الوردي موجود في العراق لماذا لااتعود الان يتعلل بمئه عذر وعذر عموما مبروك عليك مشروع الاعمار والنهوض اما العراقيين العاديين فالله يساعدكم على ظروفكم وعلى المطبليين للعصابات التي تحكمكم

على مهلكم ياقراء
أبو الوليد -

الكاتب يتحدث وكأنه في غار من الوهم والخيال نسجه من خيط العنكبوت على نفسه وتاه في بحر الأماني الضالة دون أن يعلم أن عجلة الديمقراطية سائرة نحو الأمام وستدوس في عجلاتها كل حاسد ومادامت بغداد بهذا الشكل الذي صوّره الكاتب فلا بأس لأن بغداد تعلمت على السقوط وقد سقطت أكثر من عشرين مره على مر التأريخ لكن بقي العراق واقفا آلاف السنين فبغداد ليست العراق لكن العراق هو كل بغداد ومن حولها من أمتدادات ..لا تيأسوا فالعراق قادم ليس بعلاوي أو المالكي أو صالح المطلك أو زيباري أو مقتدى الصدر وعمار الحكيم ..لا.. العراق قادم برجال مخلصين قابعين هناك بعيدين عن العيون..هؤلاء هم المخلصون جدا لحليب رضعوه وممتنين جدا لماء شربوه...مع الحب

على مهلكم ياقراء
أبو الوليد -

الكاتب يتحدث وكأنه في غار من الوهم والخيال نسجه من خيط العنكبوت على نفسه وتاه في بحر الأماني الضالة دون أن يعلم أن عجلة الديمقراطية سائرة نحو الأمام وستدوس في عجلاتها كل حاسد ومادامت بغداد بهذا الشكل الذي صوّره الكاتب فلا بأس لأن بغداد تعلمت على السقوط وقد سقطت أكثر من عشرين مره على مر التأريخ لكن بقي العراق واقفا آلاف السنين فبغداد ليست العراق لكن العراق هو كل بغداد ومن حولها من أمتدادات ..لا تيأسوا فالعراق قادم ليس بعلاوي أو المالكي أو صالح المطلك أو زيباري أو مقتدى الصدر وعمار الحكيم ..لا.. العراق قادم برجال مخلصين قابعين هناك بعيدين عن العيون..هؤلاء هم المخلصون جدا لحليب رضعوه وممتنين جدا لماء شربوه...مع الحب

صورة عن بعد
بدر غالب -

انا اقيم حاليا في بغداد ، ولا ارى ان تفاصيل الحياة اليومية كما ذكر محرر ديرشبيغل الالمانية ، نعم ان الكثير من الاوضاع غير مريحة في بغداد ولكن الحياة ماشية وتتطور ولا يشكو الناس الا من انانية الزعماء السياسيين الجدد الذين تركوا البلد بلا حكومة لمدة سنة بسبب من اطماعهم ، كما يزعج الناس ازدحام الشوارع .. الخ ... ولكن ليست هذه الصورة التي كتبها صاحب المقال وهو في فندقه هذا اذا لم يكن اصلا في عمان او القاهرة وكتبها هناك وفيها نظرة سائح ... والدليل على ذلك الصورة المرفقة بالمقال في لشارع او زقاق تراثي لم نعد نراها الا في الاحياء الخلفية الشعبية .. فهذه ليست بغداد هذه بغداد في اعين السواح الذين لا يزورنها ...

صورة عن بعد
بدر غالب -

انا اقيم حاليا في بغداد ، ولا ارى ان تفاصيل الحياة اليومية كما ذكر محرر ديرشبيغل الالمانية ، نعم ان الكثير من الاوضاع غير مريحة في بغداد ولكن الحياة ماشية وتتطور ولا يشكو الناس الا من انانية الزعماء السياسيين الجدد الذين تركوا البلد بلا حكومة لمدة سنة بسبب من اطماعهم ، كما يزعج الناس ازدحام الشوارع .. الخ ... ولكن ليست هذه الصورة التي كتبها صاحب المقال وهو في فندقه هذا اذا لم يكن اصلا في عمان او القاهرة وكتبها هناك وفيها نظرة سائح ... والدليل على ذلك الصورة المرفقة بالمقال في لشارع او زقاق تراثي لم نعد نراها الا في الاحياء الخلفية الشعبية .. فهذه ليست بغداد هذه بغداد في اعين السواح الذين لا يزورنها ...

والله انتو خطيه
yasersking -

الاخ المحرر.. تقريرك يتكلم عن الماضي العراق اليوم بيد ابناءه الاحرار رغم العثرات يبقى بالمسار الصحيح دوله ديمقراطيه حديثه تشع نور حريتها على الشعوب ا المقهوره في بلدان المنطقه وعليك ان تكتب مايحدث في مصر والجزائر وتونس ودوله السودان الجديده واين قضيتكم الصغرى بفلسطين وقضيتكم الكبرى في طمب الصغرى. ونصيحه للاخ نافل التقرير..العراقي اليوم توب بالقمه يعلم ماهو مرادك ومراد الاخرين ابقو اكتبوا واقلبو الحقائق واهربو من فشلكم الذريع في كافه المجالات في بلدانكم وادفنو روؤسكم تحت رمال العراق ..

والله انتو خطيه
yasersking -

الاخ المحرر.. تقريرك يتكلم عن الماضي العراق اليوم بيد ابناءه الاحرار رغم العثرات يبقى بالمسار الصحيح دوله ديمقراطيه حديثه تشع نور حريتها على الشعوب ا المقهوره في بلدان المنطقه وعليك ان تكتب مايحدث في مصر والجزائر وتونس ودوله السودان الجديده واين قضيتكم الصغرى بفلسطين وقضيتكم الكبرى في طمب الصغرى. ونصيحه للاخ نافل التقرير..العراقي اليوم توب بالقمه يعلم ماهو مرادك ومراد الاخرين ابقو اكتبوا واقلبو الحقائق واهربو من فشلكم الذريع في كافه المجالات في بلدانكم وادفنو روؤسكم تحت رمال العراق ..