نيويورك تستضيف قمة سعودية ـ فرنسية لبحث ملفات ساخنة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سيبحث الرئيس الفرنسيّ في نيويورك مع عاهل السعودية عددا من الملفات الساخنة، خلال زيارة مرتقبة لساركوزي.
الرياض: قال مصدر مقرب من ملف العلاقات السعودية الفرنسية في الرياض لـ" إيلاف" أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي سيزور واشنطن خلال ساعات وسيعرج على نيويورك للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأسبوع الجاري للاطمئنان على صحته وإجراء مشاورات معه في عدد من القضايا الرئيسية وفي مقدمها شأن المسار اللبناني والملف النووي الإيراني وتطورات العملية السلمية في الشرق الأوسط إضافة إلى العلاقات بين البلدين.
وكان مقررا أن يزور الرئيس ساركوزي الرياض قبل نهاية العام الفائت إلا أن مرض الملك عبد الله حال دون إتمام الزيارة كما كان من المقرر أن يقوم العاهل السعودي بزيارة إلى باريس في تموز/يوليو الماضي إلا أنها أرجئت إلى نهاية أيلول/سبتمبر ليعلن بعدها عن إلغائها بسبب مرض الملك.
وفي الشأن الثنائي قال المصدر لـ"إيلاف"إنّ الجانب الفرنسي سيبحث مع نظيره الفرنسي مسألة التوصل إلى اتفاق تعاون نووي بين البلدين مع قرار السعودية بتنويع مصادر إنتاج الكهرباء ومشروعات الطاقة والمياه.
وتسعى فرنسا لعقد صفقات مع السعودية مثل إنجاز مشروع القطار السريع "تي جي في"بين جدة ومكة المكرمة والمدينة،وبيع فرقاطات من نوع "فرم" ومروحيات إلى البحرية السعودية.
وكانت الحكومة السعودية أعلنت في مطلع تموز/يوليو الماضي موافقتها على التوقيع على عقد تعاون نووي مع فرنسا يمكن أن يفتح الباب أمام مساهمة فرنسية في تنمية قطاع الطاقة النووية في المملكة.
وفي نيسان/أبريل 2010 أعلنت السلطات السعودية عن رغبتها بإنشاء مركز دراسات لتكنولوجيا إنتاج الطاقة النووية والطاقة النظيفة في الرياض.
وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ" إيلاف" أن بلاده تعتبر"السعودية قوة أساسية، ليست فقط بثروتها وغناها وإنما أيضاً لأنها تأخذ مبادرات ديبلوماسية منذ سنوات وتقدم طروحات عمل من أجل حلّ مشاكل في المنطقة. فتحركاتها ومبادراتها عززت مكانتها الديبلوماسية كما أنها عامل مهم جداً في استقرار منطقة الشرق الأوسط".
وكشف المصدر أن اتصالات هاتفية كثيرة تمت بين الملك عبد الله والرئيس ساركوزي في الآونة الأخيرة دون أن يتم الإعلان عنها للتشاور حول عدد من الملفات الساخنة في المنطقة ومن بينها الملف اللبناني.
يشار إلى أن السعودية باتت وبحسب تقارير اقتصادية ثالث سوق شرق أوسطية بالنسبة لباريس، بعد تركيا والإمارات، مع ازدياد التبادل بين البلدين بمعدل 116% منذ عام 2000.
وكانت ماري إيدراك،وزيرة التجارة الخارجية بفرنسا، قالت إن هناك رؤى مشتركة بين زعيمي البلدين في شتى المجالات من بينها الشؤون السياسية في المنطقة وكذلك الاقتصادية، ملمحة إلى أن الجانب الفرنسي يولي أهمية قصوى للظفر بمشروع قطار الحرمين السريع الذين سيكون بين المدينة المنورة ومكة المكرمة.
كما أكدت الوزيرة إيدراك أن مشاريع الطاقة والمياه والصرف الصحي ضمن أبرز المشاريع التي تتطلع فرنسا لفوز شركاتها بها،مؤكدة أن اهتمام الفرنسيين بتلك النوعية من المشاريع يأتي وسط القدرة المهولة من حيث الإمكانيات التي تمتلكها فرنسا ولفتت إلى أن تجربة فرنسا في النقل والقطارات ناجحة بكل المقاييس، مشيرة إلى أن عرض فرنسا لمشروع قطار الحرمين ينبعث من الثقة بالإمكانات التقنية، إضافة إلى استيعابهم لطبيعة احتياجات الحجاج والبيئة الثقافية في الحرمين الشريفين وطبيعة المناخ الجوي هناك.
وسبق لساركوزي أن أشاد في خطاب سابق له أمام مجلس الشورى السعودي بالصداقة السعودية الفرنسية بالسعودية،مؤكداً أن "باريس لا تريد شراكة اقتصادية استراتيجية فقط مع السعودية بل أيضا شراكة سياسية لأن البلدين "يتشاطران الأهداف نفسها لسياسة الحضارة" وأن لديهما "الهموم نفسها إزاء ما يمكن فعله لتجنب حصول صدام بين الحضارات وحرب بين الأديان، السعودية تحركت ببطء من دون شك إلا أنه لا يمكن للمرء إلا أن يعجب بالتغيرات التي حصلت في غضون سنوات قليلة" حسب قوله.