السودانيون الجنوبيون يواصلون الاقبال بحماس على الاستفتاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد عدلي، وكالات: اعلن مسؤول في لجنة الاستفتاء حول جنوب السودان الاثنين ان نسبة المشاركة وصلت الى 20% من الجنوبيين الاحد في اليوم الاول من الاستفتاء حول استقلال هذه المنطقة.
وقال باولينا واناويلا اونانغو العضو في لجنة الاستفتاء خلال مؤتمر صحافي ان "نسبة الذين صوتوا امس (الاحد) في ولايات الشمال وصل الى 14% فيما وصل في الجنوب الى 20%".
ودعي حوالى اربعة ملايين جنوبي من الجنوب السوداني والشمال والشتات للتصويت حتى 15 كانون الثاني/يناير اما مع الانفصال عن الشمال او البقاء في دولة موحدة. ولا بد من مشاركة 60% على الاقل من المسجلين في الاستفتاء لكي تعتمد نتيجته.
ولليوم الثاني على التوالى تواصل الاثنين الاقبال الشديد على مراكز الاقتراع في جنوب السودان للمشاركة في الاستفتاء حول مستقبل الجنوب، في حين اوقعت معارك قبلية في منطقة ابيي 33 قتيلا على الاقل. ومع ان منطقة ابيي غير مشمولة بالاستفتاء الجاري، فان هذه المعارك عكرت صفو الاجواء الاحتفالية المرافقة للاستفتاء وذكرت الجنوبيين بان المشاكل لن تحل بحصول انفصال متوقع، وان احتمالات الحرب تبقى قائمة.
فقد اعلن المسؤول الجنوبي رئيس ادارية ابيي دنق اروب كوول ان قبائل المسيرية "هاجمت منطقة ابيي ثلاث مرات منذ الجمعة ما ادى الى مقتل ما بين 20 و22 من الدنكا نقوك". من جهته اتهم زعيم قبائل المسيرية حامد الانصاري قبائل الدنكا نقوك ببدء الهجوم. وقال لفرانس برس "قتل 13 شخصا من قبائل المسيرية منذ الجمعة واصيب 38 آخرون".
وبذلك تبلغ حصيلتا الطرفين 33 قتيلا. والمعروف عن قبائل المسيرية العربية انها تنتقل مع قطعانها من الماشية من الشمال باتجاه ابيي في موسم الجفاف بحثا عن الماء للماشية. وقال المتحدث باسم قوة الامم المتحدة في السودان قويدر زروق ان القوة ارسلت دورية الى المكان لاستكشاف الوضع على الارض.
وقام والي ولاية جنوب كردفان احمد هارون الاحد بزيارة الى ابيي لتهدئة الوضع بين القبيلتين المتنازعتين. وقال رئيس ادارية ابيي ان "احمد هارون زار المنطقة الاحد وكان همه الوحيد ضمان وصول قبائل المسيرية الى المياه". وما تخشاه قبائل المسيرية انه في حال انفصال الجنوب قد تعمد قبائل الدنكا نقوك الى منع افرادها من العبور الى مناطق المياه في ابيي.
وكان من المفترض اجراء استفتاء خاص بمنطقة ابيي يعبر من خلاله سكان هذه المنطقة عن رغبتهم بالانضمام الى الشمال او الجنوب. الا انه تأجل الى موعد غير محدد بسبب عدم الاتفاق على تحديد الذين يحق لهم المشاركة في هذا الاستفتاء.
ولم تتأثر مراكز الاقتراع في الجنوب بحوادث ابيي وتواصل الاقبال الكبير على الاقتراع في كافة انحاء الجنوب السوداني. ففي مركز الاقتراع الصغير المعروف بحي السجون في جوبا وقف عشرات الجنوبيين من نساء ورجال ينتظرون دورهم للاقتراع، في حين ان الصناديق الثلاثة الشفافة الموجودة في هذا المركز قد شارفت على الامتلاء.
وقال المراقب يال اكويال اكوق الذي يقوم بمهمته هذه باسم "منتدى الشباب في جنوب السودان" وهي منظمة غير حكومية سودانية جنوبية لفرانس برس ان "الاقبال كبير وقد وصل الكثيرون الى المكان قبل الثامنة للانتهاء باكرا من الاقتراع".
من جهته قال المراقب الاخر ابراهام ايووين ان "1067 شخصا اقترعوا في هذا المركز الاحد وان الصناديق في حال امتلائها ستنقل الى مركز لمفوضية الاستفتاء وتستبدل باخرى جديدة". اما في المركز الكبير في جامعة جوبا فتشكلت من جديد الطوابير الطويلة، حتى ان بعض الجنوبيين وصلوا ليلا للتأكد من انهم سيكونون بين اوائل المقترعين عند فتح مراكز الاقتراع الساعة الثامنة (الخامسة تغ).
وقال جيمس خور شول (28 عاما) لفرانس برس "وصلت الى هنا في الساعة الثانية فجرا. بالامس حضرت القداس واردت الاقتراع بعده الا ان طوابير الناخبين كانت طويلة جدا ففضلت العودة صباح اليوم". وفي رومبك عاصمة ولاية البحيرات الواقعة في وسط الجنوب افاد مراسل وكالة فرانس برس ان عددا من الناخبين تجمعوا امام مركز اقتراع اقيم تحت شجرة كبيرة في وسط هذه المدينة التي تتشكل منازلها من اكواخ متواضعة للغاية.
وقال كومبي مارتين الطالب الذي امضى يومين على متن دراجته النارية للوصول الى رومبك من قريته النائية وهو محاط بعدد من الاطفال العراة "المسافة طويلة الا انني اريد ان اقترع، من المهم جدا ان اقترع للحرية". وكان الجنوب السوداني شهد حربا اهلية اولى مع الشمال من 1955 حتى 1972، وثانية من 1983 حتى 2005.
واوقعت هاتان الحربان نحو مليوني قتيل ونصف مليون في حين وصل عدد المهجرين الى نحو اربعة ملايين شخص. ويبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 الفا في السودان والشتات بينهم ثلاثة ملايين و754 الفا في الجنوب السوداني.
ولا بد من مشاركة 60% على الاقل من المسجلين في الاستفتاء لكي تعتمد نتيجته. وتتواصل اعمال الاستفتاء طيلة اسبوع بسبب وعورة مناطق الجنوب السوداني وافتقارها الى الحد الادنى من المواصلات. ومن غير المتوقع صدور النتائج الاولية للاستفتاء قبل نهاية الشهر الحالي، على ان تصدر النتائج النهائية في منتصف شباط/فبراير المقبل.
من جانب آخر، قال الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر الاثنين ان الرئيس السوداني عمر البشير اعرب عن استعداده بان يتحمل شمال البلاد كافة الديون البالغة قيمتها 38 مليار دولار مما يعفي الجنوب الذي تمزقه الحرب من اية ديون اذا ما صوت لصالح الانفصال.
وقال كارتر في مقابلة مع شبكة سي ان ان الاخبارية "لقد تحدثت مع الرئيس البشير. وقال انه يجب تحميل الدين باكمله لشمال السودان وليس للجزء الجنوبي".
واضاف "ولهذا فان جنوب السودان سيبدأ بصفحة نظيفة في ما يتعلق بالديون. وعليهم ان يقوموا ببعض الترتيبات للحصول على موارد دخل اخرى بالطبع".
والتقى كارتر بالرئيس السوداني في الخرطوم السبت قبل ان يتوجه جوا الى مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان في اليوم الاول من اسبوع طويل من الاقتراع على الاستفتاء على انفصال الجنوب.
ويترأس كارتر اضافة الى الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان وفدا من المراقبين من مركز كارتر.
ونتيجة حرب اهلية استمرت من 1983 وحتى 2005 اصبح جنوب السودان واحدا من افقر المناطق في العالم، ويعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية.
تراجع نسبة التصويت على الاستفتاء في دول المهجر
إلى ذلك، قال تقرير حقوقي صادر عن ائتلاف مراقبون بلا حدود والذي يضم عدد من المنظمات الحقوقية المصرية المعنية بمراقبة استفتاء السودان أن إجراء علمية التصويت في اليوم الثاني بصورة هادئة ومنظمة في مناخ سلمي ودون حدوث مشاكل إدارية وفنية كبيرة.
وأوضح التقرير أن مفوضية الاستفتاء تلقت بيانات عن عملية التصويت بدول المهجر تثبت قلة نسبة التصويت في اليوم الثاني في 4 دول هي استراليا وأميركا وكندا وبريطانيا بسبب عودة المواطنين لأعمالهم بها مشيرا إلى أن زيادة التصويت في اليوم الأول جاءت بسبب عطلة الأحد بينما جاء معدل التصويت مماثلا لنفس نسبة التصويت في اليوم الأول في 4 دول هي كينيا وأوغندا وأثيوبيا ومصر.
ورصد التقرير الذي وصل إيلاف نسخة منه قيام مفوضية الاستفتاء بمد فترة التصويت لمدة ساعة يوميا اعتبار من اليوم الاثنين ولمدة 6 أيام تالية حتى انتهاء الاستفتاء لإتاحة الفرصة أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم لحاجة الاستفتاء إلى إدلاء ما يزيد عن 2 مليون و 400 ألف ناخب لأصواتهم لصحة انعقاده بنسبة 60% من الناخبين المقيدين بالسجل الانتخابي.
وأشار التقرير إلي استمرار الإقبال من الناخبين في الجنوب على التصويت لليوم الثاني في ولايات جوبا وواراب وأعالي النيل، بينما قل نسبيا في الفترة الصباحية بولايات الوحدة والبحيرة وغرب بحر الغزال و شمال بحر الغزال والبحر الأحمر وزاد بعد الظهيرة بها لافتا إلي عودة التصويت للانتظام في ولاية الوحدة بعد عرقلته في منطقة مايوم باليوم الأول.
ورصد التقرير استمرار انخفاض عدد الناخبين المترددين في ولايات أم درمان وغرب الخرطوم والخرطوم على مراكز الاقتراع والتي يوجد بها أكبر عدد من الناخبين بسبب عودة عدد منهم لموطنهم الأصلي في الجنوب بعد تسجيل أسمائهم في السجل الانتخابي وإمكانية إدلائهم بأصواتهم في مراكز التصويت في الجنوب مشيرا إلى أن قانون الاستفتاء بسمح بالتصويت في أي مركز للاقتراع لأبناء الجنوب المنتمين للقبائل الاثنية والعرقية الرئيسية.
التعليقات
الصناديق الشفافة
مراقب -بعض الجنوبيين وصلوا ليلا
انذارالى وطني العربي
جيفارا البصري -اليوم تنال جوبا 171;دولة 187;، عجز كل العرب عن نيل 171;دويلة 187; مثلها في فلسطين طوال اكثر من ستين عاماً. غداً تبرهن القبائل الأفريقية في الدولة العربية الأكبر مساحة، ان لها ما ليس لكل الأنظمة العربية من قدرة على الإنجاز. غداً ستكون كلمة 171;الانفصال 187; الحاسمة في صناديق الاقتراع التي جلبت من اقاصي الارض، لتفتح في الادغال والجبال والقرى النائية، من اجل قبائل وشعوب مختلفة يتباهى من لم يعد رئيسها، بأن انفصالها لم يكن بيده! تماماً كما تصير جيوش العاطلين عن العمل في تونس الخضراء، وانتحار كثيرين منهم كمداً، شأناً لا يعني الحاكم الا عندما يصير الحزن على موتهم غضباً يمس القصر. إنه 171;الحدث الأكثر أهمية في المنطقة منذ عقود 187;، كما يقول باحثون غربيون. تداعيات انفصال الثمانية ملايين جنوبي بـ 24 في المئة من مساحة السودان، ليس حدثاً سودانياً بحتاً. سيمتد الزلزال الى أقاصي الارض العربية، بينما ستلتزم القصور العربية بصمتها 171;الحكيم 187;، ازاء 171;البلقنة 187; الجارية في السودان، وستكتفي بالمراقبة غداً، فقط بسبب الخشية من ان تنالها شرارة التمزق. وسيكون حالها كحال عمر البشير وهو يستفيض بالامس في الحديث عن علمه بوجود 171;مؤامرة صهيونية عالمية ضد السودان ومخطط لتفتيته.... ويشمل عدداً من الدول العربية وليس السودان فقط ;. عمن يتحدث البشير؟. عن لبنان المعلق في شباك أزماته وانقساماته والمهدد بعدوه اسرائيل؟ ام عن الصومال الغارق في حروبه ومجاعاته؟ ام كان يشير الى العراق الذي سبقه خطوات نحو خيار الدولتين؟ ام الى اليمن 171;السعيد 187; المتدهور نحو يمنيْن؟. هل يذهب بمقاصد كلامه الى الأقليات العربية هنا وهناك، في مصر والجزائر والسعودية وغيرها، وبعض هذه الأقليات والطوائف، جعلتها عواصم الغرب، وإسرائيل طبعاً، عناوين لسياساتها الخارجية الكبرى؟ وبينما تغص تونس بآلامها، وتلحق بها الجزائر التي عمتها التظاهرات الغاضبة على الغلاء وسوء الأحوال المعيشية، ويصير المواطن اليمني هدفاً مشروعاً للانفصاليين والساخطين باسم الإسلام. لم يعد الهم العربي المشترك جامعاً. صارت انظمة الحكم العربية وهي تهمس ;اللهم نفسي ;، تنتظر ما اذا كان دور اوطانها قد حان على مذبحة 171;البلقنة 187;، اسوة بـ ;الأخوة 187; اليوغوسلاف وقد تناثرت دولتهم الجامعة دويلات متحاربة خلال التسعينيات من القرن الماضي. الى
مبروك مقدما
سالم -ستكون هذه المرة سابقة وهي التحرر من اقدم استعمار في العالم وهو الاستعمار الاسلامي وسوف تكون بعده عدة شعوب تدعوا الى الاستقلال من هذا الاستعمار الاستيطاني الذي لم يجلب خيرا للاراضي والشعوب التي استعبدها وارغم الكثير منها على اعتناق الاسلام بالقوة او بفرض الجزية او اخر خيار القتل وشعب السوداني الجنوبي شعب حي وسوف تصبح بلادهم مثل كوريا الجنوبية وشمال السودان سوف يستمر يرزح تحت نير التخلف والرجوع الى الوراء بتطبيق شريعته المعروفة