واشنطن مارست ضغوطاً على سويسرا بقضية تهريب مواد نووية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: كشف كتاب نشر مطلع كانون الثاني/يناير ان الولايات المتحدة مارست ضغوطا على اعلى مستوى على السلطات السويسرية لتمتنع عن ملاحقة ثلاثة سويسريين قضائيا يشتبه بانهم قاموا بهريب مواد نووية عادت في نهاية المطاف الى وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه).
ويؤكد الصحافيان الاميركيان دوغلاس فرانتز وكاثرين كولينز في كتابهما "انعكاسات" (فولآوت) ان واشنطن نجحت في عرقلة تحقيق كان القضاء السويسري يجريه بشأن فريدريش واورس وماركو تينر وهم اب وابناه مرتبطان بشبكة عبد القدير خان مهندس البرنامج النووي الباكستاني.
ويضيفان ان "مسؤولين كبارا في ادارة جورج بوش والاستخبارات الاميركية تدخلوا على اعلى مستوى في الحكومة السويسرية لاقناعها باتلاف الادلة التي جمعت خلال تحقيق جنائي". ويتابعان ان "الاميركيين استخدموا نفوذهم ايضا لاقناع السويسريين بالتخلي عن مشروع ملاحقة ستة عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) بتهمة التجسس".
وكان هؤلاء العملاء اقتحموا في 2003 منزل السويسري ماركو تينر في جينينز (شرق) لنسخ معطيات موجودة في حواسيبه. وبين هذه المعطيات خطط قنبلة نووية صينية تعود الى الخمسينات وقضايا اخرى مرتبطة بالبرنامج النووي الباكستاني.
وكانت السي آي ايه تسعى حينذاك الى تطويق شبكة عبد القدير خان التي تبيع سرا تكنولوجيا باكستانية الى ليبيا وايران وكوريا الشمالية. وكان احد رجال السي آي ايه ملقب ب"الكلب المسعور" جند منذ 1999 مخبرا هو اورس تينر الذي كلفه خان ادارة بناء مصنع لتخصيب اليورانيوم لحساب ليبيا. كما جند والده وشقيقه.
واعتقل تينر وابناه في 2004 وصادر السويسريون حواسيبهم التي تحوي هذه الخطط. وشعرت واشنطن حينذاك بالقلق من ان يضر كشف دور الاب وابنيه بجهود السي آي ايه لتطويق شبكة عبد القدير خان وتمكنت من اقناع برن بعد ضوط طويلة في 2008 باتلاف الوثائق التي صودرت في منزل عائلة تينر.
وكانت الولايات المتحدة حذرت في السنوات السابقة سويسرا من نشاطات فريدريش تينر لكن برن لم تتدخل. وكتب الصحافيان ان هذا الشق من القضية كشف عبر تصريحات للاميركيين بمن فيهم وزيرة الخارجية حينذاك كوندوليزا رايس التي كانت تحاول اقناع نظيرتها السويسرية ميشلين كالني راي في 2007.
وقال هؤلاء المسؤولون وبينهم ايضا وزيرا الدفاع روبرت غيتس والعدل البرتو غونزاليس للسويسريين ان القضية "يمكن ان تضر" بالعلاقات بين واشنطن وبرن. واضاف الصحافيان ان سويسرا كانت تشتبه بوجود "جاسوس" في اجهزة استخباراتها قريب من السي آي ايه والمحافظين الجدد الاميركيين كان ينقل الى واشنطن النوايا السويسرية.
كما تشتبه بان مركزا تابعا للشرطة الفدرالية السويسرية خزنت فيه معطيات الاقراص الصلبة التي صودرت في منزل تينر وابنيه تعرضت لمحاولات قرصنة معلوماتية. واوضحا ان "تقنيي المعلوماتية في الشرطة تمكنوا من الوصول الى شركة في العراق كانت تقيم علاقات مع وزارة الدفاع الاميركية لكنهم لم يتمكنوا من الذهاب ابعد من ذلك".
ومنع اتلاف الوثائق اجراء ملاحقات ضد السي آي ايه او تينر وابنيه بتهمة التجسس. لكن قاضيا سويسريا طالب في نهاية كانون الاول/ديسمبر باتهام الرجال الثلاثة بانتهاك القانون حول تصدير المعدات الحربية.