أخبار

أسباب وقوف المصالح وراء صداقة أوباما – ساركوزي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

العلاقة الدافئة التي تكونت بين الرئيسين الأميركيّ والفرنسيّ قبل حتى أن يصبح أوباما حتى رئيساً للولايات المتحدة، لم تكن نقطة البداية للصداقة الجميلة التي نشأت بينهما. فشخصيتهما وأساليب إدارتهما المتناقضة قد طغت في بعض الأحيان على حقيقة أن أهدافهما المتعلقة بالسياسة الدولية تتشابه عادةً.

أوباما وساركوزي يتبادلان الضحكات في لقاء جمعها في البيت الأبيض

واشنطن: في وقت أضحت فيه لغة المصالح هي اللغة السائدة في كثير من شؤون وتعاملات الدول على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بصورة لا تدع مجالاً للشك، لم يعد من الصعب تفسير سر تكوين صداقات بين بعض قادة الدول وبعضهم الآخر، وهو الواقع الذي علَّقت عليه اليوم مجلة "التايم" الأميركية، فيما يتعلق بروابط الصلة الوثيقة التي تجمع بين الرئيسين الأميركي، باراك أوباما، والفرنسي نيكولا ساركوزي.

وقالت في مستهل حديث لها على خلفية الزيارة التي بدأها ساركوزي يوم أمس إلى واشنطن، إن العلاقة الدافئة التي تكونت بين الرئيسين قبل أن يصبح أوباما حتى رئيساً للولايات المتحدة، لم تكن نقطة البداية للصداقة الجميلة التي نشأت بينهما.

بل رأت أن شخصيتهما وأساليب إدارتهما المتناقضة قد طغت في بعض الأحيان على حقيقة أن أهدافهما المتعلقة بالسياسة الدولية تتشابه عادةً، عندما لا تكون متطابقة.

وهو ما جعل المجلة تقول إن أوباما وساركوزي قد اتفقا في اجتماعهما يوم أمس على عدة أهداف مشتركة لتعزيز الاقتصاد العالمي، على أمل أن يتمكنا من تحسين ثمة شيء آخر مشترك بينهما - وهو الخاص بوجهات النظر السياسية الكئيبة في الداخل.

وتعتبر تلك الزيارة هي الثانية لساركوزي إلى واشنطن في أقل من عام، وستتركز المحادثات بصورة كبيرة على أجندته الخاصة برئاسة فرنسا لقمتي العشرين والثمانية هذا العام. وأوضحت التايم أن أهداف ساركوزي من وراء هذا الدور هي أهداف يمكن أن يحصل عليها كليهما من الأبواب الخلفية: من خلال اتخاذ خطوات بداخل مجموعة العشرين لدعم النمو الاقتصادي العالمي وإحداث زيادة في خلق فرص العمل، وهو ما سيعزز من مكانة الرئيسين لدى الناخبين البائسين على نحو متزايد.

لكن المجلة رأت أن بقية مبادرات ساركوزي قد يصعب على أوباما أن يحبها.

وقالت إن الرئيس الفرنسي يريد مراجعة النظام النقدي الدولي - ومن ثم إنهاء وضعية الدولار باعتباره العملة الاحتياطية الوحيدة وربط العملة بقيمة مجموعة ثابتة - وكذلك تنظيم أسواق السلع لمواجهة تقلباتها وتحسين أساليب الإدارة العالمية.

وقد يواصل أيضاً جهوده الأولية ليستهلها بالتنظيم وفرض ضريبة محتملة على الأسواق المالية العالمية، مع فرض قدر أكبر من السيطرة على صناديق التحوط تحديداً.

ومضت المجلة في السياق عينه تقول إن كلا الرئيسين تعرضا لهزائم انتخابية مدوية العام الماضي، ويناضلان الآن لتحسين وضعيتهما في ظل انخفاض شعبيتهما، وسيسعان لإعادة الترشح مرة أخرى في 2012، وهي المساعي التي سترتكز بشكل أساسي على ما إن كانا سيتمكنا من تحسين التوقعات الخاصة بالتوظيف أم لا.

وفي هذا الشأن، نقلت المجلة الأميركية عن نيكول باشاران، المحلل السياسي المتخصص في العلاقات الفرنسية - الأميركية، قوله :" أعتقد أن كلا الرئيسين قد تعرضا لانتكاسات كبرى، تجسدت في صورة هزائم أو غير ذلك، وهو ما جعلهما أقل ثقة، وأقل قلقاً بشأن صورتهما، وأكثر اهتماماً بإيجاد حلول فعالة للمشكلات عن مجرد الاكتفاء باقتراحها. وإن كان الرجلين مذعنين، إلا أنهما ذكيين، حيث يرون أنه من الممكن إحراز قدر كبير من التقدم بشكل سريع على مستوى مجموعة العشرين، ويعرفان أن أفضل طريقة لكي يحدث ذلك بداخل المجموعة الأكبر في النطاق هو أن ينجحا في إيجاد مقترحات وأهداف يكون بإمكانهما أن يقبلاها سوياً أولاً".

وفي أعقاب شبه تأييده لأوباما أثناء اللقاء الذي جمع بينهما في تموز/ يوليو عام 2008 في باريس، أكدت التايم أن رغبة ساركوزي في أن يصبح الشريك الدولي الرئيسي للرئيس الأميركي الجديد - وكذلك أن يصبح صديقه الشخصي - كانت واضحة. وبناءً على ذلك، رد الرئيس الفرنسي المشهور بعاطفيته على شخصية أوباما المتحفظة باعتبارها إهانة، وبات يغار من الشعبية الجارفة التي يحظى بها الرئيس الأميركي.

وهو ما أسفر عن تراشق لفظي بين الجانبين، لكن ليس على الصعيد الرسمي.

وختاماً، عاودت المجلة لتنقل عن باشاران، قوله :" رغم أن أوباما لم يسبق له مطلقاً أن نظر إلى الاجتماعات الدولية على أنها الوسيلة التي يمكنه أن يتقرب من خلالها إلى شعبه، مثلما يفعل ساركوزي، فأنا أعتقد أن كليهما يشعر الآن بأن لديهما قدر أكبر من المساحة للمناورة من أجل إنجاز الأشياء دولياً عن إنجازها محلياً".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
البائسين
الرجل الوطواط -

ليس لديهما ... لإنجاز دولي أو محلي