سعد الحريري رهين المحبسين
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وإختار سعد الحريري الذي جعل من إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان أحد أبرز إهتماماته، عدم الرضوخ للضغوط رغم أنه قام بتنازلات سياسية عدة، في وقت يرى مؤيدوه أن أي تسوية حول حقيقة إغتيال رفيق الحريري تعني إنتحاراً سياسياً بالنسبة إليه.
وقد يكلف سعد الحريري مجدداً تشكيل حكومة جديدة كونه يقود الغالبية البرلمانية، إلا في حال رفضه المهمة، علماً أن عملية تشكيل حكومة جديدة دونها عقبات سياسية كثيرة.حكومة الوحدة إنهارت
وشكل سعد الحريري حكومة الوحدة الوطنية التي إنهارت اليوم، في تشرين الثاني- نوفمبر العام 2009 بعد أكثر من أربعة أشهر من المفاوضات الشاقة، أظهر خلالها الكثير من الصبر والقدرة على التفاوض.
وكانت هذه المرة الأولى التي يرئس فيها الحريري (40 عاما) حكومة، علماً أنه برز إلى الواجهة السياسية بعد مقتل والده في شباط- فبراير 2005، ثم فاز في الإنتخابات النيابية في حزيران - يونيو من العام نفسه على رأس تحالف واسع من التيارات والشخصيات السياسية.
ولم يعمل سعد الحريري (سني) في السياسة بتاتاً خلال حياة والده، وظل بعيداً عن الأضواء حتى إغتيال والده. وسمته العائلة لخلافة والده في العمل السياسي بسبب صفاته الدبلوماسية والكاريسماتية، بحسب ما يقول مقربون، فيما كان الكثيرون يتوقعون أن يقوم بهاء الحريري، وهو الإبن البكر، بهذه المهمة.
الحريري وسورياساهم مقتل رفيق الحريري في تسريع الإنسحاب السوري من لبنان بعد حوالى ثلاثين عاماً من التواجد فيه. وأحدثت هذه العملية إنقلاباً في المشهد السياسي اللبناني الذي كانت دمشق اللاعب الأكثر نفوذاً فيه على مدى سنوات طويلة.
وفاز سعد الحريري مرة ثانية في الإنتخابات النيابية في حزيران -يونيو 2009، وكلف بعدها تشكيل حكومة. وإضطر منذ البداية إلى القيام بتنازلات كثيرة. فقد وافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية ثلث أعضائها من حزب الله وحلفائه، رغم فوزه في الإنتخابات. إلا أن حكومته لم تتمكن من إنجاز الكثير بسبب حدة الإنقسام بين فريقه وفريق حزب الله.
وبعد أن كان إتهم سوريا العام 2005 بالتورط في مقتل والده، قام بعد تسلمه رئاسة الحكومة بزيارات عدة إلى دمشق، وصولاً إلى الإعلان في آب- اغسطس الماضي أنه اخطأ باتهام سوريا وأن الإتهام كان "سياسياً".
إرث مهم
ورث الحريري عن والده، بالإضافة الى الثروة، هيكلية ورأسمال سياسيين ضخمين، وأفاد من التعاطف الشعبي معه بعد إغتيال والده.
طويل القامة، وتتسم اطلالاته الإعلامية غالبا بالهدوء وكلامه بالروية والدبلوماسية. إلا أنه تعلم كذلك على مدى السنوات الماضية كيف يصبح خطيباً يحرك الحماسة بين أنصاره، وهذا ما بدا جلياً خلال الحملات الإنتخابية التي سبقت إنتخابات حزيران- يونيو 2009.
ويروي مقربون منه أنه يهوى الطبخ ويطبخ أحيانا لأصدقائه. كما إعتاد القيام بتمارين رياضية منتظمة، إلى أن باتت مهامه الكثيرة تمنعه من ذلك.
وورث الحريري أيضاً عن والده شبكة واسعة من العلاقات عبر العالم، وقام خلال السنوات الماضية برحلات لا تحصى إلى دول عدة وأجرى لقاءات مع عدد كبير من زعماء العالم، كان آخرها مع الرئيس الأميركي باراك اوباما اليوم الاربعاء.
بين 2005 و2007، عاش لفترات طويلة خارج لبنان أو بعيداً عن الأضواء في مرحلة كانت تشهد إغتيالات إستهدفت شخصيات سياسية وإعلامية مؤيدة للأكثرية.
وكان سعد الحريري الذي يحمل أيضا الجنسية السعودية، يكتفي خلال حياة والده بالإهتمام بأعمال العائلة الثرية. وتولى إدارة شركة "سعودي-أوجيه" للبناء والتعهدات التي كانت الركيزة الأساسية في بناء ثروة رفيق الحريري. كما تولى رئاسة وعضوية مجالس إدارة شركات أخرى عديدة تملكها عائلته.
وتعتبر ثروة الحريري المصدر الرئيسي للحملات التي يشنها عليه خصومه الذين يتهمونه باستخدام "المال السياسي" لشراء المؤيدين.
ولد سعد الحريري في 18 نيسان - ابريل 1970. ويحمل إجازة في الإقتصاد من جامعة جورج تاون في واشنطن. وهو متزوج من لارا بشير العظم التي تنتمي إلى عائلة سورية عريقة شاركت في السلطة في سوريا خلال الخمسينات. وهو والد لثلاثة، صبيان حسام وعبد العزيز وبنت لولوة، وهم يعيشون مع والدتهم في السعودية "لأسباب أمنية"، كما يؤكد المقربون. ويقوم الحريري بإنتظام "بزيارات عائلية قصيرة" إلى المملكة.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف