حزب الله قوة سياسية وعسكرية فرضت نفسها في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: يعتبر حزب الله الذي دفعت استقالته مع حلفائه اليوم الاربعاء من حكومة الوحدة الوطنية نحو انهيار الحكومة برئاسة سعد الحريري، قوة سياسية وعسكرية مقتدرة فرضت نفسها كمحور لا يمكن تجاوزه في الحياة السياسية اللبنانية. وقد تأسس حزب الله العام 1982 بمبادرة من الباسدران، حرس الثورة في ايران، خلال مرحلة الاجتياح الاسرائيلي للبنان. وقدم عناصر من حرس الثورة لنواة الحزب الناشىء التي كانت تنشط بداية بطريقة سرية، التدريب والدعم.
ويعتبر حزب الله رأس الحربة في انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان العام 2000 بعد 22 عاما من الاحتلال، بفضل العمليات العسكرية المكثفة التي قام بها ضد هذه القوات وضد جيش لبنان الجنوبي، الميليشيا المتعاونة معها.
وكان الحزب الشيعي الجهة اللبنانية الوحيدة التي احتفظت بسلاحها بعد انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990) بحجة استخدامه في مواجهة اسرائيل. ومع مر السنين، تمكن الحزب من تعزيز ترسانته التي تقدر اسرائيل انها تشمل حاليا عشرات آلاف الصواريخ.
ونتيجة موقفه الممانع ضد اسرائيل، تضاف اليه شبكة واسعة من المساعدات الاجتماعية التي يقدمها الى انصاره، يحظى حزب الله بشعبية كبيرة خصوصا بين ابناء الطائفة الشيعية (اكثر من 30 بالمئة من سكان لبنان). وينضوي تحت لواء الحزب آلاف المقاتلين والناشطين، ويملك الحزب جهاز استخبارات قويا وشبكة اتصالات خاصة.
وخاض حزب الله في 2006 حربا دموية ضد اسرائيل بدأت اثر أسره جنديين اسرائيليين عند الحدود بين لبنان والدولة العبرية. واستمرت الحرب 33 يوما وتسببت بمقتل اكثر من 1200 شخص في الجانب اللبناني و160 في الجانب الاسرائيلي، من دون ان تنجح اسرائيل في تحقيق هدفها المعلن وهو القضاء على حزب الله، ما أظهر الحزب في موقع المنتصر.
ولم يشارك حزب الله في السلطة حتى العام 2005، بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، عندما شارك في حكومة برئاسة فؤاد السنيورة. وعزز حضوره على الساحة السياسية منذ ذلك الوقت.
في ايار/مايو 2008، تطورت ازمة سياسية كانت بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر 2006، الى معارك في الشارع بين انصار حزب الله وانصار الاكثرية النيابية بزعامة سعد الحريري، سيطر خلالها حزب الله لايام عدة على معظم انحاء الشطر الغربي من بيروت.
وتمكن بعد ذلك من ان يحصل مع حلفائه على "الثلث المعطل" في حكومة جديدة برئاسة السنيورة، اي ثلث الاعضاء زائد واحد، ما سمح له بالتحكم بسياسة الحكومة التي استقالت بعد انتخابات صيف 2009.
ويعتبر خصوم حزب الله ان هذا الاخير يستقوي بسلاحه الذي يشكل محور نزاع عميق في لبنان بين رافض له ومطالب بحصر السلاح بيد السلطة الشرعية ومتمسك به لحاجة "مقاومة" اسرائيل.
وخسر حزب الله وحلفاؤه الانتخابات البرلمانية في صيف 2009 في مواجهة قوى 14 آذار بزعامة الحريري. وفاز الحزب ب11 مقعدا نيابيا من 128 في البرلمان اللبناني حيث يتواجد ممثلوه منذ العام 1992. وبلغ مجموع المقاعد التي حصل عليها مع حلفائه 57.
وكان حزب الله ممثلا في حكومة الوحدة الوطنية المؤلفة من ثلاثين وزيرا برئاسة سعد الحريري والتي تعتبر ساقطة بحكم استقالة 11 وزيرا الاربعاء، بوزيرين من ضمن عشرة وزراء من نصيب قوى 8 آذار التي يعتبر حزب الله ابرز اركانها.
وبدأت الازمة السياسية في البلاد منذ تموز/يوليو اثر اعلان حزب الله انه يتوقع ان توجه المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رفيق الحريري الاتهام الى عناصر منه في الجريمة.
ويرفض الحزب الاتهام، ويعتبر المحكمة "مسيسة" و"اداة اسرائيلية واميركية" لاستهدافه. ومارس ضغوطا كبيرة على سعد الحريري، نجل رئيس الحكومة الراحل، للتبرؤ من المحكمة من دون ان ينجح في تحقيق ذلك.
وتتهم واشنطن وتل ابيب حزب الله المدرج على اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية بالحصول على اسلحة من ايران عبر سوريا، الدولتين الداعمتين له.
ويتولى السيد حسن نصرالله قيادة الحزب منذ اغتيال سلفه عباس الموسوي العام 1992 في عملية اسرائيلية. ولم يظهر نصرالله في العلن الا نادرا منذ حرب 2006 لاسباب امنية.
ويحذر خصوم حزب الله من محاولة هذا الاخير في حال توسع نفوذه في السلطة تعميم نموذج الدولة الاسلامية على لبنان، الامر الذي يرد عليه الحزب بان لا دولة اسلامية من دون توافق جميع الاطراف.