الحريري يعود إلى بيروت اليوم ودعوات محلية ودولية للحفاظ على الهدوء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تابعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة الأزمة التي تعيشها البلد بعد استقالة وزراء المعارضة، وقدمت السيناريوهات الممكن حدوثها.
علّقت مصادر قيادية في 14 آذار على التطورات الأخيرة، وقالت لـصحيفة "المستقبل" ان "ما قام به "حزب الله" ومعه فريق 8 آذار ليس بجديد ولا مستغرب، فهم أسياد المغامرات التي لا تودي إلا إلى الخراب وتعطيل المؤسسات ونسف أسس الدولة"، لافتة في الوقت نفسه إلى ان "الاستقالة من الحكومة أعطت قوى 14 آذار دافعاً قوياً، لأنها لم تعد مضطرة بأن تدفع من حسابها، بعد أن تبين ان هناك فريقاً لا يؤمن بالدولة والمؤسسات".
وأضافت المصادر "ان ما قام به "حزب الله" و8 آذار هو تفضيل المصالح الشخصية على مصلحة الوطن، وقراءة كل ما قدمته 14 آذار بأنه انهزام، وبالتالي نحن اليوم أمام واقع جديد ومعادلة جديدة"، وأكدت ان "التطورات الحاصلة أعادت العزم ووحدت قوى 14 آذار، وسنقول كفى لعب بمصير الوطن والمواطن".
في غضون ذلك، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ"السفير" أن جنبلاط قد حسم موقفه النهائي من التطورات الأخيرة، وابلغه الى السيد حسن نصرالله خلال اللقاء الذي عقد بينهما، أمس، في الضاحية الجنوبية. ولم يشأ جنبلاط الإفصاح عما جرى تناوله بينه وبين نصرالله وقال لـ"السفير" انه بفعل التطورات الحاصلة، "أقوم بمشاورات، قبل أن أحدد الموقف الذي سنتخذه في الاستشارات يوم الاثنين والذي سنسمي بموجبه رئيس الحكومة". أضاف: "انطلق في هذه المشاورات من العناصر الايجابية التي تضمنتها التسوية التي انتهت إليها المبادرة العربية السورية ـ السعودية، والتي تحدث عنها الرئيس سعد الحريري مؤخرا بأن التسوية كانت منجزة".
وعلم أن جنبلاط سيقوم خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة بزيارة إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من المسؤولين السوريين.
كما اشارت صحيفة "الاخبار" أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيطلّ خلال الساعات المقبلة، ليشرح وجهة نظر الحزب من التطورات الأخيرة. ولفتت مصادر معنية إلى أن إطلالة نصر الله المقبلة لن تلغي المؤتمر الصحافي الذي كان قد وعد بعقده للكشف عن معطيات تتصل بالمحكمة الدولية وملف شهود الزور وغيرها من القضايا الخلافية.
ماذا بعد؟ يجيب مسؤول في أحد أطراف المعارضة السابقة بالقول لجريدة "الاخبار" إن "القرار نهائي ولا عودة عنه: لن نرشح لرئاسة الحكومة إلا من يتعهد باتخاذ خطوات تؤدي عملياً إلى تحقيق ما كان مأمولاً من التسوية التي أجهضت في نيويورك". الثقة بين هذا الفريق ورئيس الحكومة المقالة تلامس حدود الصفر. "لكن ذلك لا يقفل الباب نهائياً أمام عودته إلى السرايا، إذ إن بإمكانه ترؤس حكومة تدوم حتى عام 2013، فيما لو تعهد بإسقاط مشروع المحكمة الدولية".
وفي هذا الإطار، يؤكد مصدر معارض أن فريقه السياسي لم يحسم بعد اسم الشخصية السنية التي ستسمّيها خلال الاستشارات التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ابتداءً من يوم الاثنين المقبل، بعدما أصدر أمس مرسوماً بإقالة الحكومة وتكليفها تصريف الأعمال. لكن المرشحين كثر. "والرأي سيستقر على شخصية تملك الحد الأدنى من الحيثية الشعبية، كالرئيس نجيب ميقاتي والرئيس عمر كرامي والوزير السابق عبد الرحيم مراد والنائب السابق أسامة سعد". وإضافة إلى هؤلاء، ثمة شخصيات يجري تداول أسمائها بوصفها مرشحة لمنصب الرئاسة الثالثة، كالوزير السابق عدنان عضوم، من دون التأكد مما إذا كان طرح اسمه جدياً، أو في سبيل الضغط على الطرف الآخر لا غير.
وتشير جريدة اللواء إلى أن حركة الاتصالات الدولية والاقليمية لا تخفي المخاوف من انزلاقات امنية او عنفية يبدو ان ترتيباتها تتجاوز مثل تلك الاجراءات المتصلة بتشكيل حكومة في بلد مثل لبنان، دلت التجارب على الصعوبات الكبرى التي تحف بمثل هذه العناوين، تهدف الى تحضير لمؤتمر دولي تدعو اليه فرنسا، وقد وضع الرئيس الحريري في اجوائه، اثناء لقائه امس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبيل انتقاله لاحقاً الى انقرة، لطرح التسوية الكبرى المتصلة بمعالجة ازمات المنطقة، ومن بينها ازمة لبنان المستجدة والمحكمة الدولية والقرار الاتهامي ومحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وقالت جريدة "النهار" إن يومي السبت والاحد سيشهدان استنفارا سياسيا شاملا استعدادا لتحديد المواقف النهائية لمختلف الافرقاء من تسمية الرئيس الذي سيكلف تأليف الحكومة الجديدة. ويتوقع في هذا السياق ان يعقد اجتماع موسع لقيادات قوى 14 آذار في "بيت الوسط" بعد عودة الحريري يتخلله موقف سياسي وصف بأنه سيكون على جانب كبير من الاهمية في ضوء التطورات الاخيرة، وستعلن فيه قوى 14 آذار تمسكها بترشيح الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة وتأليفها وانفتاحها على الحوار الداخلي لمعالجة الازمة ضمن تمسكها بالثوابت المعروفة التي ستحذر من خلالها من أي محاولات داخلية مرعية خارجيا للانقلاب على التوازنات التمثيلية الشرعية.
وتقول (النهار): "معلوم ان الغالبية الحالية لا تزال معقودة اللواء لقوى 14 آذار الممثلة بـ 60 نائباً من اصل 128 في مقابل 57 نائباً لقوى 8 آذار، فيما يبلغ عدد اعضاء "اللقاء الديموقراطي" 11 نائباً. وتحتاج المعارضة الى ثمانية نواب اضافيين لتتمكن من توفير الغالبية العادية (النصف زائد واحد)، في حين "ان الاعضاء الـ 11 "للقاء الديموقراطي" منقسمون بين اعضاء حزبيين مع جنبلاط وآخرين ينخرطون مع قوى 14 آذار، الامر الذي يجعل جنبلاط "كتلة ذهبية" مرجحة اذا تمكن من استمالة الاعضاء الـ 11 في حال قراره الوقوف مع المعارضة، في حين ان هذا الامر غير مضمون اطلاقاً، ناهيك بأن جنبلاط لم يعط اي اشارة الى امكان وقوفه ضد تسمية الحريري".
وكشفت الاوساط ان المعارضة تجري اتصالات مع عدد من النواب المستقلين وخصوصاً في الشمال وكذلك مع النائب الزحلي نقولا فتوش سعياً الى استمالتهم.
وكشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لـ"اللواء" انه الى جانب فرنسا الدولة الراعية والداعية، ستشارك الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسوريا ومصر وتركيا وايران وقطر.
ومع ان اي تفاصيل اخرى لم تكشف عن هذا المؤتمر الدولي الموسع، الا ان المعلومات ذكرت ان جانباً من اللقاءات والاتصالات التي جرت في كل من واشنطن ونيويورك وباريس وعواصم المنطقة، تناولت التحضيرات للمؤتمر المذكور، وان الرئيس الحريري، الذي انتقل بعد لقائه الرئيس ساركوزي الى انقرة موجود في الصورة. ومن المقرر ان يلتقي الرئيس الحريري في العاشرة من قبل ظهر اليوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد داود اوغلو.
وكان اللقاء بين الرئيس ساركوزي والحريري قد استغرق ثلاثة أرباع الساعة في قصر الاليزيه، وحضره مدير مكتب الحريري نادر الحريري، والمستشار الإعلامي هاني حمود، وعن الجانب الفرنسي حضر الامين العام للرئاسة الفرنسية كلود غايان والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد ليفيت ومسؤول دائرة الشرق الأوسط في الرئاسة الفرنسية نيكولا غالي.
وأكدت أوساط الرئيس الحريري انفتاحه على الحوار والبحث في الحلول المطلوبة للأزمة. وأشارت إلى أن الهدف من لقاءاته مع المسؤولين في كافة الدول، لبذل المزيد من الجهد الدولي لضمان وتثبيت الأمن والاستقرار في لبنان. وسيعود الحريري اليوم إلى بيروت حيث سيقيم ظهراً مأدبة غداء تكريمية لأمير موناكو البير الثاني الذي يزور لبنان حالياً.