أخبار

شعارات الاستفتاء تبرز التحديات التي يواجهها السودان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تبرز الشعارات التي يرفعها سكان جنوب السودان التحديات الذي سيواجهها هذا البلد مستقبلا.


في وقت نشأ فيه كثيرون من سكان جنوب السودان في أجواء قتالية وحروب أهلية، ولم يسبق لهم مطلقاً أن تلقوا تعليماً رسمياً، كان من الطبيعي أن تتم الاستعانة ببعض الرموز لتسهيل مهمة التصويت أمام الجنوبيين في الاستفتاء المصيري الذي سيحدد مستقبلهم سواء بالانفصال أو الاستمرار في الوحدة مع الشمال.

فقد تم استخدام يد مفتوحة تبدو وأنها تُلَوِّح بالوداع للشمال في شعار الحملة التي أُطلِقت للاستقلال في جنوب السودان، وانتشرت هناك في كل مكان، وبالتالي كان من السهل على أغلبية السكان أن يدلوا بأصواتهم، بعيداً عن قدراتهم الخاصة بالقراءة والكتابة.

وبينما اتسمت تلك الرموز التي استخدمت في عملية التصويت الخاصة بالاستفتاء بمعانيها المباشرة، ( يد مفتوحة للاستقلال ويدين متشابكتين للوحدة )، فإنها كانت نتاج شهور من المفاوضات المتوترة بين الشمال والجنوب، وهو ما يلقي الضوء على العديد من التحديات التي ينتظرها الجنوب إذا حصل على الاستقلال، كما هو متوقع.

وفي مجتمع فقير متخلف، مثلما هو الحال في جنوب السودان، حيث تتوافر مهارات القراءة والكتابة لدى 15 % فقط من البالغين هناك، يعتبر استخدام الرموز أمر غاية في الأهمية، لكن كل رمز يحتوي على معناه الكامن وكذلك رسالته اللاشعورية.

وقالت بياتريس واني، ضابطة في إحدى مكاتب استفتاء جنوب السودان:" كان من بين الخيارات الأولى التي تم اقتراحها رمز خاص بنجمة واحدة - مثل التي تظهر على العلم الوطني لجنوب السودان - لتمثل الانفصال، وقمر كرمز يشير إلى الوحدة مع الشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة. لكن الخطة قوبلت بالرفض، عندما أوضح الشمال أن النجمة ترمز لدعم إسرائيل كدولة يهودية. وقد سبق لإسرائيل أن انتشلت أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين من الحرب ويمكن أن تؤسس علاقات رسمية مع دولة جنوب السودان عند استقلالها"، بحسب ما نقلت عنها صحيفة النيويورك تايمز

ثم فكر المنظمون في الاستعانة بصورة لكوخ من العشب - مثل ذلك الذي ينتشر في الأماكن الطبيعية - لكن البعض قال إنه سيكون رمز شديد الغموض. وبعدها، فكروا في استخدام الزرافة، أو وعاء تقليدي من السيراميك. لكنهم استقروا في نهاية الأمر على الأيادي.
وفي هذا الشأن، لفتت الصحيفة إلى أن الأمية ليست إلا واحدة من عدة عقبات يواجهها جنوب السودان عند الاستقلال. وأشارت أيضاً إلى وجود مشكلات أخرى مثل الطرق، التي تختفي في موسم سقوط الأمطار، والكهرباء، التي تأتي من مولدات الديزل. كما يعيش أكثر من نصف السكان هناك بأقل من 75 سنتاً في اليوم، كما أن ما يقرب من نصف السكان هناك "محرومون من الغذاء"، بحسب الأمم المتحدة.

ورغم التوترات العالقة واستمرار أعمال القتال على طول الحدود المتنازع عليها مع الشمال، إلا أن عملية التصويت على الاستفتاء تمت بصورة منظمة، وبلغت نسبة المشاركة نسبة فلكية، وقال مراقبون إن الأرقام الإجمالية سوف تتجاوز حد الـ 60 % اللازم لكي تكون النتائج صحيحة وسليمة. وفي هذه العملية، قام قادة الجنوب المتلهفين للاستقلال بتحويل مشكلة الأمية، التي تعتبر أكبر عائق في المنطقة، إلى أداة.

وبالاتساق مع توافر الملصقات التي تدعو للانفصال، وندرة الملصقات التي تدعو إلى الوحدة، في جنوب السودان، قالت دراسة أجرتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) إن البلد الجديد سيحتاج إلى المساعدات الأجنبية على مدار عقود، بما في ذلك مئات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى الاستعانة بخبرات خارجية لشغل الوظائف الحكومية هناك. لكن نجاح الحملة وعملية التصويت من الممكن أن تجعل البعض يعيد التفكير في مفهوم بعض التحديات التي يواجهها جنوب السودان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الأيادي
دافنشي -

رموز المساعدات الأجنبية