المعارضة تتهيّب الموقف السني وتنتظر كلام نصرالله

تتجه الأنظار في لبنان لمعرفة نتائج اللقاء الذي جمع الرئيس السوري بشار الأسد مع النائب وليد جنبلاط.

تشهد الساحة اللبنانية حالة "حبس انفاس" بانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات الجارية في الداخل ومع دمشق، والتي ستحدد وجهة سير الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية من سيكلف بتشكيل الحكومة المقبلة، بعد ان اعتبرت الحكومة التي يرأسها سعد الحريري مستقيلة اثر إعلان احد عشر وزيرا فيها والذين يشكلون الثلث زائدا واحدا استقالتهم منها كما ينص على ذلك الدستور.

هذا وتتجه الأنظار بصورة خاصة لمعرفة نتائج الاجتماع الذي عقده صباح اليوم الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي يشكل موقفه ترجيحاً لهذا المرشح او ذاك ، بعد ان اضحى فريقا 14 و 8 آذار شبه متعادلين في عدد الاصوات النيابية بعد خروج جنبلاط من الفريق الأول وعدم التحاقه كليا بالفريق الثاني. كما تترقب الاوساط الرسمية والسياسية والشارع اللبناني ما سيدلى به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الخطاب الذي يوجهه عند الساعة الثامنة والنصف من مساء الغد عبر تلفزيون "المنار" والذي سيحدد فيه موقف المعارضة النهائي من مسألة التكليف وكذلك الخطوات التي ستتخذها في المرحلة المقبلة، خصوصا لجهة التعاطي مع المحكمة الدولية والقرار الظني المرتقب صدوره عنها والمتضمن كما يؤكد نصر الله اتهاما لعناصر من حزبه بالضلوع في هذه الجريمة.

من هنا رفضت قيادات في المعارضة وفي مقدمها "حزب الله" الجواب على سؤال "ايلاف" عمن سيكون مرشحها لتشكيل الحكومة العتيدة بالقول ان "لا كلام في أي موضوع قبل سماع كلام السيد". الا ان اوساطا قريبة منها لم تستبعد اعادة تسمية الرئيس الحريري اذا ما قبل الاخير بلائحة المطالب والشروط التي وضعتها المعارضة والتي تلخص بالحفاظ على المقاومة وعدم الحاق الاذى بها عن طريق محكمة مسيسة وقرار ظني مفبرك اضافة الى التعهد بمحاربة الفساد والانكباب على معالجة شؤون الناس الحياتية والاجتماعية والاقتصادية.

هذا واثنت اوساط في المعارضة على الكلام الصادر اليوم عن نواب طرابلس الاربعة الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائبين احمد كرامي وقاسم عبد العزيز والذي رفضوا فيه لغة التجييش المذهبي والطائفي الذي يحاول فيه البعض اخذ الطائفة السنية الى غير موقعها ودورها الجامع لكل الطوائف والحريص على صيغة العيش المشترك. كما اكدوا ان تولي هذه الطائفة موقع الرئاسة الثالثة (الحكومة) وفقا للتوزيع الطائفي انما ينظر اليه على انه موقع وطني بامتياز.

وجاء موقف النواب الاربعة بعد ان شهدت مدينتهم امس حملة رفع لافتات وشعارات في عدد من شوارعها واحيائها الرئيسية تحمل في طياتها رسالة تحذير الى من يجري التداول باسمائهم لتشكيل الحكومة الجديدة ومن بينهم ابنا طرابلس رئيس الحكومة السابق عمر كرامي والوزير محمد الصفدي من مغبة القبول بالترشيح وذلك بعبارات واضحة تقول "من يخون الحريري يخون طرابلس ولبنان"و"ما بتلبق الحكومة لغيرك يا شيخ سعد" .

وفي هذا الاطار ذكرت اوساط متابعة لحركة الاتصالات الجارية قبل انطلاق عملية الاستشارات النيابية الملزمة ظهر يوم الاثنين المقبل انه خلافا لما يراه الكثيرون من دور لجنبلاط في تحديد اتجاه البوصلة الذي سترسو عليه هذه العملية فان لموقف نواب طرابلس الاربعة دور مماثل ايضا ان لم يكن اكثر لجهة ترجيح كفة هذا المرشح او ذاك لتأليف الحكومة. ويشار في هذا الاطار انه سبقت تلك اللافتات مواقف لنواب في كتلة المستقبل النيابية التي يتزعمها الحريري ومناصرون لتياره ذهب بعضها الى حد القول بانه سيستحيل على الرئيس كرامي مثلا في حال قبوله تشكيل الحكومة العودة الى منزله في طرابلس.

وفيما كان يتوقع عقد اجتماع لمجلس المفتين يخرج بعده ببيان داعم للرئيس سعد الحريري مرشحا وحيدا لتأليف الحكومة المقبلة فقد جرى الاستعاضة عنه على ما يبدو باطلالة اعلامية لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني طالب فيه اعادة تكليف الحريري محذرا من ادخال موقع الرئاسة الثالثة في الفراغ مناشدا الجميع من خطورة انتقال الخلاف السياسي المحتدم الى الشارع.

وقد اثارت عبارة المفتي قباني عن "الفراغ السني" حفيظة قيادات مسيحية اذ سارع الوزير السابق البير منصور الى التذكير بان الغيرة على هذا الموقع غابت كليا حين تعرض موقع رئاسة الجمهورية بعد انتهاء عهد رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود الى الفراغ، فيما استغرب آخرون من قيادات ومرجعيات مسيحية في قوى الثامن من آذار ان يعمد الغيورون على موقع هذه الطائفة او تلك ومطالبتهم بضرورة مراعاة موازين القوى فيها كما حصل ويحصل عند انتخاب رئيس للبرلمان واختيار رئيس للحكومة ، الى تجاهل الواقع الذي افرذته نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة فوز رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون باكبر عدد من النواب المسيحيين الامر الذي يؤهله وفقا للقاعدة المذكورة بالجلوس على كرسي الرئاسة الأولى وهذا ما لم يحصل...