أخبار

السودان: تقدم ساحق لمؤيدي الانفصال ودعوة لمسامحة الشماليين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في أول كلمة له غداة انتهاء أعمال الاستفتاء في جنوب السودان دعا سلفا كير الجنوبيين الى "مسامحة" الشماليين على الحروب التي خاضوها ضدهم، في الوقت الذي تكشف الارقام الاولية الجزئية لنتائج الاستفتاء عن تقدم ساحق لمؤيدي الانفصال.

جوبا: قال رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير الاحد في كلمة القاها في اعقاب قداس اقيم في كاتدرائية القديسة تريزا للكاثوليك في جوبا عاصمة جنوب السودان "من اجل اشقائنا وشقيقاتنا الذين فقدناهم، وخصوصا الذين رحلوا عنا خلال المعارك، ليباركهم الله وليعطهم الراحة الابدية، اما نحن فعلينا مثلما فعل السيد المسيح على الصليب ان نغفر للذين تسببوا بقتلهم".

وكان كير وصل حوالى الظهر الى الكاتدرائية للمشاركة في قداس الاحد حيث كان الاف الاشخاص بانتظاره وسط اجواء من الفرح وعلى اصوات فرق موسيقية كانت تعزف الاناشيد الوطنية. من جهته قال اسقف جوبا للكاثوليك باولينو لوكودو لورو خلال عظة الاحد في كاتدرائية القديسة تريزا "نصلي من احل ان تستجاب دعوات السودان".

وجابت شوارع جوبا شاحنات مجهزة بمكبرات للصوت كانت تدعو السكان الى المشاركة في تجمع حاشد مساء في ارض خلاء قرب وسط العاصمة الجنوبية. وكشفت النتائج الاولية الجزئية التي تضم ثلاثة مكاتب اقتراع في جوبا ان 7538 صوتا جاءت لصالح الانفصال مقابل 169 لصالح الوحدة، حسب المعلومات التي قدمها مسؤولون في مفوضية الاستفتاء في هذه المراكز الثلاثة.

وهذا يعني ان 97,75 بالمئة صوتوا لصالح الانفصال مقابل 2,25 بالمئة لصالح الابقاء على وحدة السودان. وقال الشرطي جون قادت وهو يقرأ نتائج احد مكاتب الاقتراع في الباحة المجاورة لنصب جون قرنق الزعيم التاريخي لجنوبيي السودان "انتصرنا نحن احرار".

وكانت عمليات فرز الاصوات بدأت مباشرة بعد اقفال مكاتب الاقتراع مساء السبت. وتؤكد معلومات مفوضية الاستفتاء ان نسبة مشاركة نحو اربعة ملايين ناخب وصلت مساء الجمعة الى اكثر من ثمانين بالمئة، في حين لم تصدر بعد المفوضية الرقم النهائي لنسبة المشاركة.

ومن غير المتوقع صدور النتائج النهائية للاستفتاء قبل شباط/فبراير المقبل. الرئيس السوداني عمر حسن البشير رفض مجددا الاتهامات الموجهة الى الشمال باضطهاد الجنوب ما تسبب بالانفصال. وقال في كلمة القاها السبت في منطقة العيلفون المجاورة للخرطوم "ان الحرب بالجنوب بدأت في عام 1955 قبل الاستقلال وان الجنوب ظل عبئا على السودان منذ الاستقلال".

واكد البشير ان "لا تراجع عن تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود"، مضيفا "لا دولة علمانية او مدنية في السودان". واتهم "اعداء السودان بالعمل على تفتيته وتقسيمه الى عرقيات وطوائف". وغداة انتهاء اعمال الاستفتاء صدرت الصحف السودانية في الشمال والجنوب على حد سواء وهي تتعاطى مع الانفصال على انه حاصل لا محالة، وتطرقت الى سبل مواجهة الواقع التقسيمي الجديد.

صحيفة الانتباهة الصادرة في الخرطوم عنونت صفحتها الاولى "الاستفتاء، حتمية الانفصال". كما عنونت صحيفة "الاهرام اليوم" القريبة من حزب المؤتمر الوطني الحاكم "خطى الانفصال تتسارع".

صحيفة الايام المستقلة دعت الى "التعاون العقلاني مع الواقع الجديد لان الاسابيع القليلة القادمة والممتدة من اليوم وحتى نهاية الفترة الانتقالية في تموز/يوليو القادم ستكون مرحلة بالغة الاهمية بالنسبة لرسم معالم العلاقة المستقبلية بين دولة الجنوب ودولة الشمال".

وكتبت صحيفة الانتباهة افتتاحية حملت تحذيرا الى الجنوبيين من مغبة التدخل في شؤون الشمال بعد الانفصال. وقالت في افتتاحية "اذا ارادوا الحسنى والجوار الطيب فاهلا وسهلا، وإذا بدأوا في التآمر والتخابث واللعب بالنار فالاولى أن يعرفوا أن دولتهم الهشة لا تحتمل أي نزاعات وتصارعات جوارية".

واضافت الافتتاحية "بعد سكرة الدولة الجديدة ستعود الفكرة، عسى ان يفهم قادة الدولة الجديدة في الجنوب ان استقرارهم وسلامة أراضيهم يكمن في حسن الجوار والعلاقات الطيبة والالتزام بالمسؤولية التي تؤهل لبناء دولة بعيدة عن بواعث العداء ومرارة نتائجه".

من جهتها قالت صحيفة "ذي سيتيزين" الجنوبية الصادرة بالانكليزية في جوبا عاصمة الجنوب في افتتاحيتها "ان ابيي بالنسبة الينا هي باهمية فلسطين بالنسبة الى العالم العربي، ان اهل ابيي هم اهلنا وارض ابيي هي هبة من الله لهم".

واضافت "لا يمكن ان نقيم علاقة صداقة مع الخرطوم وابيي رهينة، ونحن نريد من العرب (في ابيي) ما يريدونه من اسرائيل عندما وضعوا كشرط لاعترافهم بها انسحابها من الاراضي الفلسطينية المحتلة".

واعتبرت الصحيفة ان "العرب مستوطنون في افريقيا مثلما اليهود هم مستوطنون في اسرائيل". ودعت حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان الى مواصلة التفاوض حول ابيي. وقالت "لنتوصل الى اتفاق نهائي وعادل لمنطقة ابيي وعندها سنكون اصدقاء الى الابد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نصب جون قرنق
دافنشي -

الراحة الابدية هبة من الله