حزب بن علي كان يحاول تجنيد المواطنين للعمل كمخبرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يؤكد الشاب أحمد شبيل، أن النظام التونسي المنحل حاول مرارًا استمالته للعمل كجاسوس على الاصداقاء وافراد الأسرة وزملاء العمل مقابل الحصول على مبالغ مالية، ووصف التعامل مع الحزب الدستوري الديمقراطي بأنه اشبه ببيع الإنسان روحه للشيطان.
لم يجد مواطن تونسي وصفًا يُشَبِّه به فكرة الانضمام إلى حزب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، التجمع الدستوري الديمقراطي، أبلغ من القول بأنها "أشبه ببيع روحك إلى الشيطان"، وذلك في تعقيب له على المحاولات والإغراءات التي كانت تُعرَض عليه بغية العمل مع نظام بن علي كعميل، من أجل التجسس على الأصدقاء، وأفراد الأسرة، وكذلك زملاء العمل، مقابل الحصول على مبالغ مالية.
وأضاف هذا المواطن، ويدعى أحمد شبيل، أن أفراد النظام السابق حاولوا الاقتراب منه بصورة متكررة على مر السنين، وأنهم قد عرضوا عليه امتيازات، ووظائف مغرية، وقروضًا منزلية، وسُلفة لشراء سيارة. لكنّه أوضح أنه كان يرفض في كل مرة الانضمام إلى الحزب الحاكم، بعدما سبق له أن قرأ كتابًا في بداية مرحلة مراهقته، يوضح كل شيء كان بحاجة إلى أن يعرفه عن الحزب والحياة السياسية لبلاده، وذلك طبقًا لما صرح به لصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية ونشرته اليوم.
وتابع شبيل، الذي يمتلك الآن شركة برمجيات صغيرة، ويبلغ من العمر 30 عامًا: "لقد جعلني هذا الكتاب أدرك إلى أيّحد كانوا مخطئين. لقد رأيت حزب التجمع الدستوري الديمقراطي والحكومة، وأيقنت أن الكتاب كان على صواب، مع انتشار صور بن علي الكبرى في كل مكان وتنصت الأشخاص على المكالمات الهاتفية والإبلاغ عن بعضهم البعض. وأرى أن الانضمام إليهم مثل بيع روحك إلى الشيطان".
من جهتها، قالت الصحيفة إن بن علي، الذي غادر منصبه والبلاد بأسرها يوم الجمعة الماضي، ترك بصمته على جميع جوانب الحياة العامة خلال فترة حكمه التي استمرت على مدار 23 عامًا. لكن أبرز العلامات الدائمة التي خلَّفها وراءه قد تكون حزب التجمع الدستوري الديمقراطي، الذي ينضم إلى عضويته الرسمية 200 ألف عضو.
ومضت الصحيفة الأميركية تقول في هذا الشأن إن الحزب قام على مر السنوات بافتتاح مكاتب تابعة له في جميع الأحياء بكل قرية وكل مدينة. وأعرب بعضهم عن خشيته من أن يتمكن الحزب من العودة إلى السلطة، لربما يمنح القرار الذي أُعلِن عنه يوم السبت الماضي للدعوة إلى إجراء انتخابات في غضون 60 يومًا ميزة لصالح الحزب الحاكم على حساب المعارضة التي تم سحقها، وتهميشها، ونفيها منذ عقود.
وهنا، قال سمير بطير، أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة تونس: "الهيكل القديم موجود في مكانه، لكنه محافظ على صمته حتى الآن". ثم أوضحت الصحيفة أن الحزب أصبح عبادة شخصية حول بن علي، الذي تولى السلطة العام 1987 باعتباره قائد إصلاحي، لكنه سرعان ما أثبت نفسه كقائد أكثر قمعًا من سلفه، حبيب بورقيبة.
ثم عاود شبيل ليقول: "لا ترى سوى بن علي، كل يوم في جميع الصحف. وهناك دائمًا رأس واحدة فحسب، إنه الشقيق الأكبر الذي يتحدث إلى الشعب. ولا يوجد شخص سواه". وعلى الرّغم من أن عمله في مجال التجارة، بمعنى أنه كان سيحصل على زبائن أكثر إذا كان قد انضم إلى الحزب، إلا أن شبيل كان يحرص على عدم الانضمام، كلما عرف أشياءً أكثر عن الحزب والطريقة التي يسير من خلالها شؤونه.