أخبار

إيهود باراك يحدث شرخا عميقا في حزب العمل بعد إنسحابه منه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حسم وزير الأمن الإسرائيلي أيهود باراك زعيم حزب العمل المستقيل من رئاسة الحزب، الصراع بينه وبين أقطاب حزبه سابقا، وأعلن أمس الاثنين عن انشقاقه من حزب العمل وتأسيس كتلة جديدة تحمل اسم عتسمؤوت-استقلال في خطوة صدم خصومه داخل الحزب والحلبة السياسية الإسرائيلية.

يسير حزب العمل الإسرائيلي نحو مزيد من التمزق والإنهيار بعد أن ظل لعدة عقود القوة السياسية الأولى في إسرائيل، وقدم وزراء الحزب يتسحاك هرتسوغ (الرفاه الاجتماعي) وافيشاي برفرمان(شؤون الأقليات) وبنيامين (فؤاد) بن اليعازر( الصناعة والتجارة) استقالتهم من الحكومة الإسرائيلية، وذلك بالتزامن مع قرار وزير الأمن ايهود باراك انسحابه من حزب "العمل" وإعلانه إقامة كتلة جديدة في الكنيست الإسرائيلي برفقة وزير الزراعة شالوم سمحون ونائبه متان فلنائي واوريت نوكيد وعينات وولف.

خطوة وزير الأمن الإسرائيلي لاقت انتقادات حادة وقاسية من قبل نواب من حزب "العمل" الذي يشهد منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة (2009) حالة من الصراعات وأزمة قيادة اثر جر باراك الحزب لدخول الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حيث يشهد الحزب منذ ذلك الوقت حربا داخلية تفاقمت في الآونة الأخيرة اثر تعثر المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية، ومواصلة حكومة نتانياهو-باراك- ليبرمان لاستحقاقات الحل السلمي.

مؤخرا ارتفعت وتيرة الخلافات بين باراك وأركان حزبه السابق الذي قام بدوره بالمماطلة والتأجيل في أي خطوة يتقدم بها معارضيه، وحيث يتهمه خصومه داخل الحزب أن زعامة للحزب(الذي حكم اسرائيل 29 عاما متتالية) تسببت بعزل الحزب عن جمهور ناخبيه وقيادته نحو اليمين ارضاءا لرئيس الوزراء وللحفاظ على كرسي وزير الدفاع أو ما يعرف بلقب "سيد الأمن رقم 1".

الحرب بدأت مع انضمام باراك لحكومة "الليكود"

فمنذ دخوله الائتلاف الإسرائيلي الحاكم الحالي في شهر آذار/مارس 2009 واجه باراك معارضة شديدة داخل حزبه، وفي البداية شكل أربعة نواب من "العمل" كتلة داخل كتلة الحزب وأطلق عليها اسم "متمردي حزب العمل" تقدمهم زعيم الحزب السابق وسلفه في وزارة الأمن عمير بيرتس ووزيرة التربية والتعليم السابقة يولي تامير ووزير الداخلية الأسبق اوفير بينس(استقالا في وقت لاحق من الكنيست) وأمين عام الحزب الأسبق آيتان كابل الذي أقاله باراك.

وتواصلت "الحرب" الداخلية في حزب "العمل" طوال العامين الماضيين حيث وصلت إلى مرحلة القطيعة بين باراك ومنافسيه، مما حدا مؤخرا بعضو الكنيست دانئيل بن سيمون بالإعلان عن انسحابه من حزب "العمل" وتشكيله كتلة جديدة. بعد أن فشل في إقناع باراك الانسحاب من الائتلاف الحكومي.

ليفني: حكومة فاقدة للشرعية

القنبلة السياسية التي فجرها سيد الأمن رقم واحد وانشقاقه عن حزب "العمل" لاقت ردود أفعال متباينة في الحلبة السياسية الإسرائيلية، فزعيمه المعارضة تسيبي ليفني هاجمت بدورها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووصفتها بالحكومة غير الشرعية ودعت نتانياهو لإجراء انتخابات مبكرة، فيما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالخطوة التي أقدم عليها رئيس حزب "العمل" المستقيل، زاعما أن قيام باراك بهذه الخطوة قوت الائتلاف الحكومي وأدى إلى تقوية الحكومة وزيادة استقرارها مؤكدا انه من الأهمية بمكان أن يعرف العالم أن هذه الحكومة ستبقى سنين عديدة ويمكن إجراء مفاوضات السلام معها إذ أن هذه الحكومة تريد إجراء مفاوضات ودفعها على أساس المصالح الوطنية والأمنية.

بن غريون وشارون وبيريز انشقوا عن أحزابهم

باراك زعيم حزب "العمل" المستقبل برر خطوته بالقول :" اليوم نترك البيت الذي نحبه ونترك زملائنا في حزب "العمل" الذين شاركونا المصاعب والتهديدات والوضع المتواصل غير الجيد للحزب، وهي خطوة غير سهلة لكن أرئيل شارون سبق أن فعل ذلك ودافيد بن غوريون فعل ذلك وشمعون بيريز فعل ذلك أيضا، وأنا لم أؤمن أنه سيأتي الوقت لفعل ذلك, إلا أنه قد آن الأوان ونأمل أن يكون سلوكنا جيد ومفيد".

وأضاف باراك أن حزبه الجديد يحمل شعار كل ما هو وصحيح لمصلحة دولة اسرائيل، لأننا نقف أمام محن صعبة وعلى رأسها المسار السياسي".

وأوضح باراك انه قدم طلبا رسميا إلى لجنة الكنيست للاعتراف به وبزملائه الأربعة بصفتهم كتلة مستقلة جديدة في الكنيست تتحول لاحقا إلى حزب سيكون حزبا مركزيا وصهيونيا وديمقراطيا. ودعا باراك كل من يؤمن بنهج الكتلة الجديدة إلى الانضمام.

حلو: انسحاب باراك من حزب "العمل" بداية لانتعاش الحزب
وقالت ناديا حلو النائب السابق عن حزب "العمل" لـ"إيلاف":" الخطوة التي أقدم عليها وزير الأمن ايهود باراك هي هزة سياسية ولم يكن احد يتوقع أن يقوم بها، وهي خطوة دراماتيكية من قبله، وبتفكير عميق وقراءه لتصرف باراك نرى أن الخطوة التي قام بها باراك يمكن ترجمتها أنها ردا على طلب أعضاء مركز حزب "العمل" لالتئام مؤسساته والتصويت على اقتراح الانسحاب من الحكومة وتحديد موعد الانتخابات الداخلية "البرايمريز" لزعامة الحزب، بعد أن فشل في مساعيه وخسارته المعركة أمام إصرار وموقف أعضاء الحزب الدعوة لإجراء التصويت، وقراره الانسحاب من الحزب نابع من مأزق كبير كونه كان على قناعة أن مؤتمر الحزب سيصوت لصالح الانسحاب من الائتلاف الحكومي نهاية شهر شباط/فبراير أو مطلع آذار/مارس المقبلين، وتحديد موعد لانتخابات رئاسة الحزب، ما يعني إزاحته أو إقالته من رئاسة الحزب، وهو خطط لهدف الحفاظ على منصبه وهذه هي الصورة.

وأضافت حلو:"باراك كان يتهم أعضاء حزب "العمل" المطالبين بالانسحاب من الحكومة إنهم أصبحوا في مركز اليسار، والتي هي مواقف الحزب الأساسية، ويبدو انه كان غير مستعد أن يتنازل عن منصبه ويقبل بالانسحاب من الائتلاف، ما دفعه للقيام بهذه الخطوة.

وردا على سؤال حول الأعضاء الأربعة الذين انسحبوا مع باراك، قالت حلو أن اثنين من الأربعة لا يمكنهم حسب دستور الحزب التنافس مرة أخرى للعضوية الكنيست، واعتقد إنهم ذهبوا معه كونهم لن يكون في الكنيست القادمة.

وأشارت حلو أن الخطوات المتوقعة ألان في حزب "العمل" أن يدعو أمين عام الحزب مركز "العمل" للانعقاد، وتعين رئيس مؤقت للحزب لحين إجراء انتخابات جديدة لزعامة الحزب، واعتقد أن هذه الخطوة ستكون بداية الانتعاش وترميم الحزب.
وختمت بالقول: تصرفات باراك في زعامة الحزب جعلت الحزب يتخلى عنه ويتركه، وهذه الخطوة كانت مطلوبة للخروج من الائتلاف والحكومة، حيث كان الحزب يعطي الشرعية لليبرمان وتصرفاته.


سوفا: باراك أقدم على الانشقاق لتفادي عملية إسقاطه
المحلل السياسي يفجيني سوفا قال لـ"إيلاف":" باراك أقدم على هذه الخطوة بعد أن كان يمر بأزمة ووضع صعب داخل حزب "العمل" بسبب بقاءه في الائتلاف الحكومي، فقد كان أكثر من نصف أعضاء الكتلة وكذلك نشطاء الحزب ضده، وخلال مكوث حزب "العمل" في الائتلاف الحكومي الحالي، كان على باراك مهمة إطفاء حرائق داخل حزبه وخصوصا المعسكر المعارض لجلوس حزب "العمل" في حكومة نتانياهو.

وأضاف:"باراك قام بعد الانتخابات الأخيرة للكنيست بسلسلة خطوات داخل الحزب، حيث قام بتغير دستور الحزب فيما يتعلق بزعيم الحزب، وكان معارضيه يطلقون عليه "ديكتاتور". وهو وصل إلى نتيجة وقناعه انه ألان وبعد مضي أكثر من نصف ولاية الحكومة الحالية لا يمكن العودة إلى الوراء، وخصوصا انه كان هناك تحرك من قبل الوزراء ضده وكان من المتوقع أن يعقد مركز الحزب مؤتمره للتصويت على الانسحاب من حكومة نتانياهو. والدعوة لانتخاب زعيم جديد للحزب.

وأشار سوفا إلى أن باراك قام بهذه الخطوة لإنقاذ نفسه من الوضع الذي وصل إليه، وقد قام بذلك قبله كل من ارئيل شارون حين انسحب من "الليكود" وأقام "كاديما" ودافيد بن غريون مؤسس دولة اسرائيل، وكذلك شمعون بيريز الرئيس الإسرائيلي الحالي. ولكن الفرق بينه وبين من سبقوه في مثل هذه الخطوة إنهم أقدموا عليها وهم في أوج وقمة الشعبية. فالاستطلاعات تشير إلى تضعضع حالة حزب "العمل" وباراك شخصية ضعيفة كزعيم حزب، ولكنه شخصية قوية كوزير امن.

وأضاف: خطوة باراك هذه ستؤثر على الحلبة السياسية الإسرائيلية، حيث قد تقوي الحكومة والائتلاف الحاكم، أما على مستوى حزب "العمل" لم ينجح باراك في الانسحاب قبل أن يضع حدا لتصرفات معارضيه
حيث يدور الحديث عن حزب متماسك وقوي لدية مؤسسات وله تاريخ، والكثير من الأملاك وسوف نرى في الفترة القريبة القادمة دخول وعودة شخصيات جديدة للحزب من ضباط سابقين وأقطاب تركوا الحزب، ويمكن أن يتم استقطاب رئيس الأركان الذي ينهي ولايته بعد شهر من لان.

وأوضح ردا على سؤال أن الزعيم القادم لحزب "العمل" عليه مهمة صعبة وهي ترميم الحزب وإعادة ثقة الجمهور بالحزب، ولا أتوقع أن يستطيع باراك أن يخوض الانتخابات القادمة في قائمة لوحده حيث لن يستطيع اجتياز نسبة الحسم
.
وحول تأثير انسحاب حزب "العمل" من الحكومة رأى سوفا أن خروج الحزب من الحكومة لن يكون له تأثير على استقرار الائتلاف الحكومي، والقضية الأساسية ألان مرتبطة بموضوع وزير الخارجية افيغدور ليبرمان وملفات التحقيق المقدمة ضده في الشرطة، حيث سيقرر المستشار القضائي للحكومة مصيره، كما وان "شاس" حاليا غير معنية بالانسحاب من الحكومة وكذلك حزب "البيت اليهودي". ومصير الحكومة سيبقى مرتبط بتطورات ما قد يجري للبيرمان.

وأخيرا يقول سوفا حزب "العمل" عليه ألان العمل على إيجاد شخصية قوية تستطيع لإعادته إلى المسار السليم واقدر أن الحزب سيستعين بشخصية قيادية من خارج الحزب لإعادته الثقة بالحزب وتزعمه في الانتخابات القادمة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
والله
مرااااااايم -

حسبي الله على اليهود