أخبار

تاريخ حافل في إسرائيل بالانشقاقات السياسية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعد "حرب داخلية" ونزاعات وصراعات ميزت المشهد الداخلي لحزب "العمل" الحزب المؤسس لإسرائيل استمرت حوالي عامين، قطع أيهود باراك الطريق أمام معارضيه ومساعي إقالته من منصبه، في حدث اعتبرته وسائل الإعلام الإسرائيلية والمحللون في الشؤون الحزبية الإسرائيلية بأنه مؤامرة بالتنسيق بين باراك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تهدف إلى تقوية مكانة باراك.

الخطوة التي قام بها وزير الأمن الإسرائيلي ايهود باراك اخيرا بالانشقاق عن حزب "العمل" الذي يتزعمه منذ حزيران/يونيو 2007، لم تكن الأولى من نوعها التي تشهدها الحلبة السياسية الإسرائيلية، إذ أن الحلبة السياسية الإسرائيلية لطالما شهدت أحداثا مشابهة لزعماء ورؤساء أحزاب يقدمون على الانشقاق والانسحاب من أحزابهم بسبب خلافات أو صراعات مع معارضيهم في داخل الحزب.

فالخطوة التي أقدم عليها باراك مردها استنساخ لتجارب قام بها زعماء إسرائيليون خلال حياتهم السياسية، والتي تُسلط الضوء على طبيعة النظام السياسي والحزبي في اسرائيل، وانشقاق زعيم حزب "العمل" الإسرائيلي أيهود باراك وإقامته لحركة سياسية جديدة مع أربعة من نواب الحزب تعيد إلى الذاكرة قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارئيل شارون بالانشقاق عن حزب "الليكود" الحاكم آنذاك في تشرين الثاني/نوفمبر 2005، وإقامته حزب "كاديما" الذي حكم اسرائيل في ما بعد لمدة 3 سنوات (2006-2009).

الأحزاب الإسرائيلية وخصوصا الحزبيين الكبيرين "العمل" حتى انتخابات 1999 و"الليكود"، طالما شهدا حالات انشقاق وإقامة معسكرات بين أقطابهما، حيث أن الخارطة السياسية الحزبية الإسرائيلية كانت تشهد بين الفينة والأخرى ولادة إطار سياسي أو تكتل جديد، حيث تمتاز السياسة الإسرائيلية بموضة الانقسامات والاصطفافات بين نشطاء الأحزاب المختلفة.

ولو عدنا إلى الوراء وبقراءة سريعة لواقع الحلبة السياسية الإسرائيلية منذ تأسيس دولة اسرائيل في العام 1948، نرى أن الخطوة التي أقدم عليها باراك مشابهة لخطوات قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دافيد بن غوريون الذي انفصل عن حزبه إلام "مباي" في العام 1965 وانشا حركة جديدة أطلق عليها اسم "رافي"، وكان جميع المنسحبين معه من حزب "مباي"، وحصد في الانتخابات البرلمانية حينها على عشر مقاعد في الكنيست.

كذلك، في عام 1973 قام ارئيل شارون الذي انتخب لأول مرة في إطار حزب "حيروت" المتطرف، وأقام مع مجموعة من الأحزاب اليمنية آنذاك تكتل سياسي جديد أطلق عليه اسم "الليكود"، ورفع نسبة تمثيله إلى 39 نائبا وفي الانتخابات التي تلتها نجح "الليكود" في عام 1977 بإحداث الانقلاب في السلطة وأزاح حزب "العمل أو المعراخ" عن السلطة بعد سيطرة تامة على اسرائيل دامت نحو 3 عقود. وقاد اسرائيل لمرحلة جديدة تناوب خلالها على السلطة مع حزب "العمل"، وكانت أغلبيتها سيطرة لـ"الليكود".

اما المرة الثالثة التي شهدت فيها اسرائيل انشقاقا واسعا كان عام 1977 بعد أن قامت مجموعة من حزب "العمل" بالانسلاخ عنه وأقامت حركة سياسية أطلقت عليها اسم "داِش-الحركة الديمقراطية للتغيير" بزعامة الجنرال يغئال يدين، إلى جانب جنرالات وأمنية وشخصيات سياسة، في محاولة منها لإحداث تغير في الوسط الإسرائيلي، بعد سلسلة قضايا الفساد والفضائح التي شهدها حزب "المعراخ" آنذاك.

حالة أخرى شهدتها الحلبة السياسية الإسرائيلية كانت عشية انتخابات العام 1992 والتي فاز بها زعيم حزب "العمل" آنذاك يتسحا رابين بالسلطة، وشكل حكومته الثانية، حين قامت ثلاث أحزاب تعتبر يسارية بتشكيل حزب جديد أطلق عليه "ميرتس" والذي هو تجمع لـ"شينوي" و"مبام" و"راتس"، وقاد مع حزب "العمل" الطريق نحو المفاوضات السلمية مع منظمة التحرير الفلسطينية في 1993 وما يعرف باتفاقيات أوسلو والحكم الذاتي الفلسطيني.

و في عام 1998 شكل وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك يتسحاك مردخاي الذي أقاله نتانياهو عبر بيان بثه التلفزيون الإسرائيلي، حزب أطلق عليه اسم "المركز" إلى جانب مجموعة من النخب السياسية والعسكرية من المنشقين عن "الليكود" أمثال الوزير دان مريدور ورئيس بلدية تل-أبيب/يافا آنذاك روني ميلو ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي سابقا أمنون ليبكين شاحك، ولكنه سرعان ما اختفى عن الساحة السياسية الإسرائيلية بعد انتخابات 1999.

كما وانشق وزير الخارجية الأسبق دافيد ليفي عن "الليكود" وأسس مع شقيقه ماكسيم حزبا أطلق عليه "جيشر" يمثل المهاجرين من يهود المغرب، وتحالف مع حزب "العمل" بزعامة باراك وخاضا الانتخابات تحت اسم "يسرائيل احات- اسرائيل واحدة"، فيما انسحب أيضا رئيس اتحاد النقابات العمالية آنذاك عمير بيرتس عن حزب " العمل" وشكل حركة سياسية جديدة باسم "عام أحاد- شعب واحد". كما شهد العام نفسه انسحاب عضو الكنيست أبراهام بوراز الذي مثل حركة "شينوي" من حزب "ميرتس"، وشكل مع الصحافي الإسرائيلي البارز يوسيف لبيد ذي الميول اليمينية ونجحا في انتخابات 1999 بالحصول على 6 مقاعد، وفي الانتخابات التي تلتها 2003 فجر الحزب مفاجأة بحصوله على 15 مقعدا وتحول إلى الحزب الثالث في اسرائيل، بعد أن قاد حرب "العلمانيين" ضد الاكراة الديني الذي تمارسه الأحزاب المتدينة والحريديم، وتحولت الحركة إلى منافس لـ"ميرتس" ذات الميول اليسارية، ولكنه اختفى عن الساحة السياسية في انتخابات 2006.

في العام 2005 وتحديدا بعد الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من قطاع غزة، وحالة التمرد التي شهدها حزب "الليكود"، شهدت اسرائيل اكبر انشقاق في تاريخها السياسي والحزبي، في أول حالة تمر بها السياسة الإسرائيلية وتأسيس حركة سياسية جديدة تنافس بقوة على تولي الحكم.

وأسس شارون حزب "كاديما" بعد أن انسحب معه 14 عضوا من نواب "الليكود" ونجح في الانتخابات التي شهدتها اسرائيل بحصد اكبر عدد من المقاعد بزعامة أيهود اولمرت رئيس الوزراء السابق، وفي ذات العام أيضا برز على السطح حزب "جيل-المقاعدين" بزعامة رفائيل آيتان ضابط المخابرات الأسبق، وفي ظل غياب تام لـ"شينوي" وكذلك تخبط حزب "العمل" بصراعات بين أقطابه والصراع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ارئيل شارون.

ويوم الاثنين قام وزير الأمن الإسرائيلي ايهود باراك بخطوة مشابهة لما قام به العديد من السياسيين الإسرائيليين في وقت سابق، ولكنه في خطوته هذه برهن حقيقته وميوله اليمينية التي بات من الواضح أنها ستكون هي التي تسيره في الحياة السياسية الإسرائيلية لاحقا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اذا عرف السبب
monsef -

بطل التعجب هذا سبب انتصار اسرائيل تحرك سياسي مستمر وكله يصب في مصلحتها

political dynamism
sas -

it is not a problem it is one of the causes that israel state is succesfull. unlike political ;stability; in arab countries, israel has economic and political and diplomatic strenth and it''s people are living in well fair situations unlike again arab petrol rich country where people are living in misery