أخبار

الإفراج عن ناشطة حمساوية استجابة لقرار عباس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أفرجت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن الناشطة في حركة حماس تمام أبو السعود التي اعتقلت على محاولتها اغتيال محافظ نابلس.

نابلس: أفرجت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في محافظة نابلس اليوم عن الناشطة في حركة حماس تمام أبو السعود والتي كانت قد اعتقلت قبل نحو شهرين ونصف على خلفية مشاركتها بالمخطط الذي كان معدا لاغتيال محافظ نابلس اللواء جبرين البكري وتنفيذ أنشطة تستهدف مؤسسات السلطة الفلسطينية في عدة محافظات.

ونظمت محافظة نابلس مؤتمرا صحافيا بعيد إطلاق سراح تمام أبو السعود من سجن الجنيد، شارك فيه محافظ نابلس اللواء جبرين البكري، ونائب المحافظ عنان الأتيرة، والدكتورة نجاة أبو بكر النائب في المجلس التشريعي، وتمام أبو السعود المفرج عنها، ومحمود اشتية أمين سر حركة فتح في محافظة نابلس وحشد من الصحافيين.

وأكد محافظ نابلس جبرين البكري أن الإفراج عن تمام أبو السعود كان استجابة لقرار السيد الرئيس محمود عباس الذي أوعز للأجهزة الأمنية بضرورة الإفراج عنها حرصا منه على وحدة الصف الفلسطيني وسعيا لإنجاح الجهود المبذولة لإتمام المصالحة الفلسطينية.

وقال البكري: "إن السلطة الفلسطينية قررت الإفراج عن تمام أبو السعود رغم إدانتها واعترافها بالانضمام لمجموعة حاولت اغتيالي شخصيا، داعيا في الوقت ذاته حركة حماس إلى الكف عن القيام بمثل هذه المخططات".

وأضاف "أن على حركة حماس المضي قدما في تحقيق المصالحة والتوقيع على الوثيقة المصرية سعيا لتحقيق الوحدة الوطنية السلاح الأقوى في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة".

وشدد محافظ نابلس على أن هذه المبادرة تعد مكرمة من الرئيس وهي غير مربوطة بمحتجزي ومعتقلي حركة فتح في قطاع غزة، منوها إلى أنه كان يتابع أوضاعها أثناء الاعتقال شخصيا وكان معنيا بإخراجها من السجن.

وقال البكري: "إن السلطة الفلسطينية تعمل بمعزل عن حالة الانقسام فهي تمثل الشعب الفلسطيني وتطبق القانون على الجميع"".

وأكد أن الرئيس محمود عباس "عودنا على اللفتات الوطنية والإنسانية التي تعبر عن حرصه على أبناء شعبنا في الوقت الذي يشن فيه الاحتلال أبشع جرائمه، والرئيس يعبر بذلك عن قمة الإخوة والتسامح عبر قراره الحكيم بالإفراج عن أبو السعود رغم إدانتها، كونها كانت ضمن مجموعة خططت لاغتياله شخصيا".

وقال البكري: "ليس غريبا على سيادة الرئيس محمود عباس عطفه ومكرمته بالاستجابة لنداء تمام أبو السعود بالافراج عن إمراة فلسطينية ضللت من قبل فئة فلسطينية كان تنوي استهداف شخصيات وطنية فلسطينية بالرغم من إدانتها بالمخطط لاغتيال شخصيات فلسطينية وعلى رأسهم أنا شخصيا".

بدورها، أشادت أبو السعود بجهود الرئيس محمود عباس وقدمت شكرها له لهذا العفو رغم اعترافها وإدانتها بالمشاركة في مخطط اغتيال المحافظ.

وقالت أبو السعود: "أعتذر من الشعب الفلسطيني وأقدم اعتذاري لمحافظ نابلس وأشكر سيادة الرئيس محمود عباس الذي أصدر قرارا بالإفراج عني رغم إدانتي".

وأضافت "أحمد الله أنه لم ترق دماء أي مواطن فلسطيني جراء هذا المخطط، داعية في الوقت ذاته كافة الفصائل إلى تحقيق الوحدة الوطنية".

ولفتت إلى أن دورها في المخطط تمثل بموافقتها على دعم ابنها ماديا، موضحة أنها لم تكن تعلم بتفاصيل تنفيذ المخطط النهائية إلا ليلة العيد الماضي وأنها لم تكن تدري بأن هناك عمليات اغتيال وعندما علمت بذلك قامت بتسفير ابنها وتم اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية أثناء محاولة السفر.

وقالت: "إن دم المسلم حرام على المسلم حرام وبالتالي أرفض سياسة الاغتيالات، ولم أكن أعلم بأن هناك عمليات اغتيال لأية شخصية فلسطينية".

ووجهت أبو السعود رسالة لحركة حماس دعت فيها رئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ وتحقيق المصالحة الوطنية مع حركة فتح لمجابهة تحديات الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة.

وعن ظروف احتجازها واعتقالها، قالت: "منذ لحظة اعتقالي باتت تساورني شكوك بأن هناك تعذيب وشبح وظروف قاسية وكنت مذعورة جدا، ولكن ومجرد وصولي السجن كان الأمر مغايرا جدا وكان المحققون لطفاء ولم أتعرض إطلاقا للتعذيب وكان هناك احترام أثناء عمليات التحقيق".

ونفت الناشطة في حركة حماس والمدانة في مخطط اغتيال محافظ نابلس بشدة تعرضها لأي نوع من أنواع التعذيب"، وقالت "إنني املك من الجرأة والشجاعة ما يؤهلني للحديث عما حصل معي ولم أعذب إطلاقا".

وكانت الأجهزة الأمنية في محافظة نابلس أكدت في شهر نوفمبر الماضي أنها تمكنت من إحباط مخطط لخلية عسكرية تابعة لحركة "حماس" كان يستهدف اغتيال محافظ نابلس اللواء جبرين البكري والقيام بعمليات في الضفة الغربية هدفها زعزعة الاستقرار وتوتير الأجواء وإشاعة الفوضى.

وقال محافظ نابلس اللواء جبرين البكري آنذاك في تصريح "لإيلاف": "إنه ومنذ أن علم بالقضية من خلال الأجهزة الأمنية رفض أن يتعامل بردة فعل، مؤكدا حرصه على استمرار سياسات المحافظة الأمنية والتنموية، بهدف تعزيز المزيد من الاستقرار والأمن وملاحقة أي شخص ينتهك سيادة القانون".

وأكد المحافظ الذي كان هدفا لهذا المخطط، أن ما تناولته وكالات الأنباء بشأن التخطيط لاغتياله "صحيح مائة بالمائة"، موضحا أن ما تم الكشف عنه يؤكد "أن هذه الخلية كان لديها من الإمكانيات المادية والتسليحية ما يكفي لتنفيذ مخططاتها الهادفة إلى إشاعة حالة من الفوضى من خلال عملية الاغتيال بالتزامن مع ضغط إسرائيلي نتيجة تفجيرات كانوا يخططون لتنفيذها".

وكان البكري أكد "لإيلاف" أن درجة خطور المخطط كانت "عالية جدا" وأن المخطط كان تقريبا في مراحله النهائية حيث كانت "كافة الإمكانيات اللوجستية لتنفيذه متوفرة".

وقال: "إن الموضوع ليس له بعد شخصي وإنما له بعد سياسي الهدف منه إثارة البلبلة والقلاقل داخل محافظات الوطن ويهدف كذلك إلى إضعاف وإلحاق الضرر بالسلطة الوطنية"

وكانت صحيفة الأيام الفلسطينية انفردت بنشر بعض أجزاء من المخطط حيث كان من المفترض أن يقوم أحد أفراد الخلية بإطلاق النار على محافظ نابلس اللواء جبرين البكري من شقة مقابلة للشقة التي يسكن فيها.

وأكدت الصحيفة "من هناك كانت ستدق ساعة الصفر في العملية التي كانت تستهدف البكري الذي يرى أن اعتقال الأجهزة الأمنية لأفراد الخلية التابعة لحركة "حماس"، نتج من "جهد استخباري فلسطيني مكثف" حال دون تنفيذ مخطط اغتياله، والقيام بعمليات أخرى موجهة ضد السلطة.

وكانت مصادر في محافظة نابلس أكدت وجود خطة معدة تستهدف اغتيال المحافظ البكري، من قبل خلية تابعة لـ "حماس"، ورشحت معلومات من المصادر ذاتها، أن هناك مجموعة تابعة لـ "حماس" تنشط شمال الضفة الغربية كانت تستهدف المحافظ البكري بغرض اغتياله.

وقالت المصادر إنه تم أيضاً مصادرة أموال وأسلحة، لم تكشف عن مصادرها.

ونفت حركة حماس آنذاك على لسان قادتها ونوابها ما أكدته الأجهزة الأمنية الفلسطينية في محافظة نابلس، ونفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار أن تكون الحركة قد خططت أو أعدت لاغتيال محافظ مدينة نابلس في الضفة الغربية اللواء جبرين البكري.

وقال الزهار": "إنه ليس من سياسة حركة حماس استخدام هذا النوع من العمل، وإنها لم تعتمد هذا المنطق سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، مؤكدًا أن سلاح حماس موجه للاحتلال الإسرائيلي فقط".

وكان النواب الإسلاميون التابعون لحركة حماس في محافظة نابلس سارعوا فور الإعلان عن الكشف عن هذه الخلية والمخطط الذي كانت تسعى إلى تنفيذه لنفي هذه المعلومات.

وكان خبر اعتقال الناشطة تمام أبو السعود في مدينة نابلس أشعل حربا جديدة بين الحركتين حيث ربطت حركة حماس بين الإفراج عنها والسماح لأعضاء المجلس الثوري لفتح من غزة بالسفر إلى الضفة الغربية لحضور وقائع جلسات المجلس الثوري التي انعقدت بعد الكشف عن اعتقال هذه الخلية والمخطط الذي كان معدا للتنفيذ.

وأشاد تجمع الشخصيات المستقلة بمكرمة الرئيس محمود عباس والإفراج عن تمام أبو السعود، وقال خليل عساف عضو تجمع الشخصيات المستقلة في تصريح "لإيلاف": "إن هذه الخطوة رائدة وتستحق الاحترام والتقدير، داعيا حركة حماس إلى القيام باتخاذ خطوات مماثلة والمضي قدما في عملية المصالحة من خلال التوقيع على الورقة المصرية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف