قطر وتركيا تسيران على الخطى السعودية بعيدا عن بيروت

أعلنت قطر وتركيا اليوم الخميس تعليق الجهود المشتركة التي بدأتاها مع سوريا في تطبيق المحور الأساسي السعودي السوري (س س) لإنقاذ لبنان، يأتي الإعلان بعد أقل من يوم على إعلان وزير الخارجية السعودي رفع بلاده يدها عن التوسط في حل الأزمة اللبنانية، مما يعطي مؤشرا خطيرا للوضع المستقبلي ببلاد الأحزاب.

الرياض: لم تدم أعمال اللجنة الثلاثية (س ق ت) في حياتها سوى أسبوع واحد بعد مخاض سريع، أرادت فيه أن تكون هي طوق النجاة الأخير لإنقاذ لبنان من انهيار محتمل الحدوث خلال الأيام المقبلة.

فبعد أقل من يوم من إعلان سعودي مدوي جعل اللبنانيين يحسبون جديا خطر الإنزلاق القادم، حيث أعلن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن الملك عبدالله أمر برفع اليد عن لبنان، جاء الإعلان التالي من اللجنة القطرية التركية ذات الرعاية السورية بتعليق جهودها تجاه الأزمة اللبنانية.

وجاء في البيان الذي تناقلته وسائل الأنباء اليوم أن رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم ووزير الخارجية التركي أحمد أوغلو وهما المكلفان من قبل اللجنة الثلاثية (س ق ت) غادرا بيروت فجرا، بعد لقائهم مع عدد من القيادات اللبنانية كان أبرزها مع زعيم حزب الله حسن نصر الله.

وقال البيان المشترك لإبن جاسم وأوغلو أنه "بسبب بعض التحفظات تقرر التوقف عن مساعيهما في لبنان في هذا الوقت ومغادرة بيروت من أجل التشاور مع قيادتيهم"، البيان الصادر في الصباح الباكر بعد المغادرة السريعة للشيخ حمد وأحمد أوغلو تبثان خبرا سريعا مفاده سيئا وغير متأمل فيه كما كانت عليه السعودية من قبل.
دمشق التي ترعى اللجنة الثلاثية المكلفة من بعيد تبدو وكأنها على دراية في ما تحويه الساحة اللبنانية من تضاريس لا تستطيع القوى العربية حلها، ولم تنتدب أيا من حكومتها في الفريق المغادر فجرا من عاصمتها.

أبرز محاور اللقاء المشترك بين الشيخ حمد وأوغلو كان في مجلس زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي أبدى للمكلفين أن له تعديلا جديدا على المبادرات والخطط المطروحة بعد تسليم القرار الاتهامي في المحكمة الخاصة بشأن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الأمر الذي يبدو مؤكدا فيه اتهام عناصر من حزب الله. والتقى الشيخ حمد وأوغلو إضافة إلى نصر الله عددا من قيادات المعارضة ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال الغير مرحب به من قبل المعارضة سعد الحريري.
المغادرة السريعة والمتوقعة بين المهتمين في الشأن اللبناني جاءت منذرة بوقوع شرخ كبير ربما لا تستطيع حملات الترقيع العربية القادمة بستر جراح ربما سيدفع اللبنانيون قيمتها وفق بيناتهم. ورغم إعلان الانسحاب الرسمي السعودي من الساحة اللبنانية، إلا أن عددا من قادة الأحزاب اللبنانية خصوصا في قوى 14 آذار لازالوا واثقين من أن الملك عبدالله قريب من الحل في لبنان والتوسط لحل نزاعاته.

النقطة الكبرى للخلاف بين حزب الله "المعارض" حيث يرى أن بعض القوى تدخلت بشكل مباشر في توجيه الاتهام لبعض عناصره، مما جعله يسحب كافة وزرائه من الحكومة التي كان رئيسها سعد الحريري، الأمر الذي جعل زعيمها حسن نصر الله يشكك في المحكمة الدولية ويتهمها بالتسييس لصالح أميركا وإسرائيل.وعلى وتيرة التصريح الذي يتهم فيه نصر الله المحكمة الدولية، حمل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد نفسه للدخول في حرب التصريحات والتشكيك من جديد في القرار الظني قبل نطقه خلال الفترة القادمة، وأشار نجاد إلى أن "الصهاينة والأميركيون ودول أخرى تسعی لخراب لبنان" داعيا في كلامه بترك لبنان وشانه حيث أن قيادته قیادته و سیاسییه قادرون علی الحوار و حل مشاکلهم على حد وصفه.

يأتي ذلك التدخل في ظل خلاف عربي حدث قبل عقد القمة العربية الاقتصادية الثانية التي اختتمت أعمالها الأربعاء بشرم الشيخ بين وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بعد اقتراح أبو الغيط بتشكيل لجنة عربية عاجلة لحل الأوضاع والمشاكل اللبنانية، إلا أن المقداد رأى أن أي لجنة أو دور عربي لابد وأن يقوم على أساس مبادرة (س س) المشتركة، إلا أن القرار تم ترحيله إلى قمة القادة العرب المزمع عقدها في بغداد أوائل شهر آذار/مارس القادم.

وبتعليق طوق الإنقاذ الأخير (التركي- القطري) ستكون المرحلة القادمة في لبنان أخطر المراحل قبل إعلان الاتهام الظني في القضية اللبنانية التي زادت مواطنيه وأحزابه بعدا شاسعا في التعايش نحو مستقبل أفضل للبنان، ويأتي مصداقا للتخوف السعودي من أن "لبنان الدولة ستنتهي إذا وصلت الأمور إلى الانفصال وتقسيم البلد