أخبار

شكوك حول مستقبل الملف النووي الايراني بعد فشل لقاء اسطنبول

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
انتهت محادثات اسطنبول حول الملف النووي الايراني بين ايران والقوى الكبرىبالفشل دون تحديد موعد لمحادثات جديدة. وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي عن "خيبة املها"، ولفتت إلى أنها سلمت الوفد الايراني مقترحات الدول الست وانها في انتظار الرد على هذه المقترحات.اسطنبول: قد يؤدي إنتهاء المحادثات حول الملف النووي الإيراني بين الدول الكبرى وإيران في إسطنبول بالفشل، إلى فترة انتظار أو يدفع واشنطن إلى الترويج لعقوبات جديدة ضد طهران.
وأعلنت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين اشتون وسيطة الدول الكبرى حول هذا الملف، أمام الصحافيين في ختام يومين من المحادثات في اسطنبول السبت، انه لم يتقرر "أي محادثات جديدة" حول البرنامج النووي الإيراني.
وعبرت عن "خيبة أملها" لعدم قبول الإيرانيين بعرض جديد لتبادل الوقود النووي، وهي خطوة من شأنها طمأنة الغربيين، وطرحهم "شروطاً مسبقة" تتمثل برفع العقوبات الدولية المفروضة عليهم والإعتراف بحقهم في تخصيب اليورانيوم. وقالت "أعتقد انه علينا جميعا ان نأخذ فترة استراحة".
وكشفت اشتون انها سلمت الوفد الايراني مقترحات الدول الست وانها في انتظار رد ايران على هذه المقترحات التي لم تفصح عن مضمونها.
لكن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تحدث في خطاب في مدينة رشت (شمال غرب) الأحد، عن إمكانية إجراء مفاوضات نووية جديدة مع القوى الكبرى يمكن أن تؤدي الى "نتائج" في المستقبل. وقال ان "الشروط متوافرة للتوصل الى اتفاقات جيدة اثناء اجتماعات مقبلة ان تحلى الطرف الآخر (الدول الكبرى) بالعدل والاحترام" تجاه ايران.
وأكد ان ايران منفتحة على مفاوضات جديدة مع الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي، وقال "لقد تحدثوا في عدة جولات لكننا لم نتوقع يوما ان تحل القضايا في هذه الجولات القليلة بسبب سجل وعقلية الاطراف الاخرى".
فيروس ستاكسنيت
في هذا المجال، اعتبر دبلوماسي أميركي رفيع المستوى أن السبيل الدبلوماسي ما زال حلا مطروحاً إزاء ايران. وقال طالبا عدم كشف هويته ان "الباب مفتوح. ما زلنا نعتقد أن هناك متسعا من الوقت والهامش أمام الدبلوماسية".
إلا ان الدبلوماسي الأميركي قال ان "العقوبات الدولية المفروضة على إيران "كان لها تأثير واضح". مشيراً إلى أنه "بحسب الصحافة هناك إشارات تباطؤ في البرنامج النووي الإيراني لذلك اعتقد ان هناك متسعا من الوقت والهامش امام الدبلوماسية".
وكان هذا الدبلوماسي يلمح على ما يبدو إلى نتائج الفيروس المعلوماتي ستاكسنيت المعد لتخريب البرنامج النووي الإيراني الذي أدى بحسب اسرائيل الى تأخير إحتمال اقتناء ايران للقنبلة الذرية لسنوات عدة. وقد أعد هذا الفيروس الأميركيون واسرائيل بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون صرحت قبل انعقاد اجتماع اسطنبول ان العقوبات "صعبت جداً تحقيق ايران طموحاتها النووية. إيران تواجه مشاكل تكنولوجية أبطأت جدولها الزمني".
وفي هذا الخصوص، لفت الخبير الفرنسي والمتخصص في الشؤون الإيرانية برونو تيرتريه عشية المحادثات "لسنا في مرحلة نفاد صبر أميركي"، مشيراً إلى أنه "منذ صيف 2010 تراجع التوتر وبدأت العقوبات تؤتي بنتيجة، وكان هناك عمليات تخريب" مشيراً خصوصا الى فيروس ستاكسنيت.
عقوبات جديدة
في طهران، اعتبر المحلل المستقل محمد صالح صدقيان أنه من الصعب التنبوء بمستقبل الملف الايراني، لافتاً إلى أنه "من جهة قال البرلمان الإيراني انه قد يتخذ تدابير لإرغام الحكومة على عدم المشاركة بعد الآن بمحادثات جديدة، ومن جهة أخرى قد تتقدم الولايات المتحدة نحو فرض عقوبات جديدة على طهران".
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز أيضا الى هذا الإحتمال مضيفة أنه "نظرا الى انه لم يتقرر إجراء اي محادثات جديدة فان إدارة (الرئيس باراك) أوباما ستواجه الآن ضغوطا جديدة للدفع بإتجاه فرض عقوبات جديدة على ايران".
وأيد هذا الرأي كاتب الإفتتاحيات التركي في صحيفة ملييت سيميز ايديز الذي قال "لن أفاجأ اذا تبنى الغربيون عقوبات جديدة ضد إيران لإرغامها أكثر على (القبول) بتسوية".
وقد دان مجلس الامن الدولي البرنامج النووي الايراني في ستة قرارات، أرفقت أربعة منها بعقوبات إقتصادية وسياسية. كما عمدت دول عدة في طليعتها الولايات المتحدة الى فرض عقوباتها الذاتية على ايران.
من جهة أخرى، حملت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري ايران وحدها مسؤولية فشل محادثات اسطنبول حول الملف النووي الايراني. وقالت الوزيرة الفرنسية في مؤتمر صحافي في عمان المحطة الاخيرة من جولتها في الشرق الاوسط "لقد ظهر منذ البداية ان الجانب الايراني يفرض شروطا مسبقة، كانت مرفوضة تماما"، مشيرة ان الشروط تتعلق برفع العقوبات وحق التخصيب وهذا عرقل كل شيء معربة عن الامل بأنه لازال "هناك حل دبلوماسي".وتابعت "نحن نأسف لموقف الوفد الايراني هذا التصرف جعل من المستحيل اجراء أي مناقشات حول الخطوات الملموسة للمضي قدما". مؤكدة تصميمها على محاولة ايجاد حل دبلوماسي وهذا يعود للايرانيين اذا ارادوا العودة الى خيار الحوار، محذرة من امكانية "تشديد العقوبات في حال لم نحقق اي تقدم".
تسليم اليورانيوم لروسياكان مندوب ايران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية اعلن يوم امس استعداد بلاده تسليم روسيا يورانيوم منخفض التخصيب واستبداله بيورانيوم عالي التخصيب شريطة ان تحصل ايران على 120 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة.
وابدى سلطانية في تصريح لوكالة (انترفاكس) الروسية للأنباء استعداد طهران لاستئناف الحوار مع مجموعة فيينا التي تضم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وأعضاء الوكالة كافة بهدف تحقيق هذا الهدف.يذكر ان اعلان طهران يعتبر بمثابة وثيقة أبرمت في ربيع 2010 بين ايران وتركيا والبرازيل، وتقضي باستبدال ايران 1200 كيلوغراماً من اليورانيوم منخفض التخفيض بـ 120 يورانيوم عالي التخصيب على الاراضي التركية.
وكان سلطانية أكد الخميس الماضي في مؤتمر صحافي في موسكو ان بلاده لن تنفذ قرارات مجلس الامن مهما كانت الظروف ولن توقف مسار تخصيب اليورانيوم حتى لحظة واحدة لكنها في نفس الوقت تواصل تعاونها مع الوكالة الذرية.
من جهته اكد كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي ان محادثات اسطنبول "كانت بناءة وانه تم بحث النقاط المشتركة بين ايران والدول الست" مبديا استعداد بلاده للتعاون في اطار معاهدة حظر الانتشار النووي والاستفادة السلمية من التكنولوجيا النووية".
وكان رئيس فرع حركة عدم الانحياز في فيينا السفير المصري ايهاب فوزي أشار إلى أن ايران اكدت انها ستواصل انشطتها النووية السلمية مع الالتزام بمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية.وقال فوزي في تقرير وزعه على دول الحركة الليلة الماضية، بعد الزيارة التي قام بها بصحبة سفراء عرب وأجانب لمنشآت نووية ايرانية مثيرة للجدل الاسبوع الماضي ان "رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي أبلغ وفد الحركة امتنانه لموقف الدول النامية ولاسيما حركة عدم الانحياز لمساندتها ايران في سعيها لتسخير الذرة للاغراض السلمية".
وحول ما يتعلق بمفاوضات اسطنبول، أشار التقرير إلى أن صالحي أكد أن ايران تطالب بتوسيع جدول اعمال هذه المفاوضات ليشمل مناقشة قضايا الامن والتعاون الاقتصادي ونزع السلاح وعدم الانتشار النووي في وقت تركز فيه الدول الست المعنية على ضرورة وقف انشطة تخصيب اليورانيوم خشية استخدامها لأغراض تسلحية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف