أخبار

"قافلة التحرير" تحاصر رئاسة الحكومة التونسية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فرض الاف التونسيين بينهم العديد من الشبان القادمين من وسط البلاد الفقير المتمرد حصارا على قصر القصبة مقر رئاسة الحكومة في العاصمة التونسية.

تونس: على وقع شعار "شهر شهران ثلاثة! حتى يسقط النظام!" فرض الاف التونسيين بينهم العديد من الشبان القادمين من وسط البلاد الفقير المتمرد الاحد حصارا على قصر القصبة مقر رئاسة الحكومة في العاصمة التونسية مؤكدين عزمهم على مواصلة تحركهم.

وعلقت على سياج المبنى لافتة كتب عليها "الشعب جاء لاسقاط الحكومة"، تعبيرا عن سخط الشارع على السلطات الانتقالية التي يهيمن عليها اركان النظام السابق.

وقد انطلق الف متظاهر من منزل بوزيان وسيدي بوزيد والرقاب، انشط مراكز الانتفاضة الشعبية التي ادت في 14 كانون الثاني/يناير بعد شهر من اندلاعها الى سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

وقال محمد العياني وهو رجل مسن التف بالعلم التونسي للمشاركة في "قافلة التحرير" وفق تسمية المشاركين فيها "جئنا لاسقاط بقايا الديكتاتورية".

وانطلقت "قافلة التحرير" السبت من وسط البلاد فدخلت صباح الاحد العاصمة رغم حظر التجول بعدما قطعت قسما من طريقها سيرا والقسم الاخر في موكب من الشاحنات والسيارات والدراجات النارية.

وهتف المتظاهرون تحت نوافذ رئيس الوزراء محمد الغنوشي "لقد سرقوا ثرواتنا، لن يسرقوا ثورتنا"، فيما انضمت اليهم بشكل متواصل مجموعات من المتظاهرين من العاصمة حتى وصل عددهم الى بضعة الاف، ثلاثة الاف بحسب تقدير احد الشرطيين في الموقع.

ووقف عدد من عناصر قوات الامن عند البوابة الخشبية لرئاسة الحكومة التي بدل احد كاتبي الشعارات اسمها لتصبح "وزارة الشعب"، على مسافة امتار قليلة من المتظاهرين الذين راحوا يهتفون مطالبين باستقالة الحكومة ويرددون النشيد الوطني.

والحشد على صورة الشعب التونسي، يضم نقابيين ومعارضين يساريين واسلاميين ومواطنين عاديين ونساء واطفالا، والهتافات تراوح بين المطالب السياسية والاعتبارات الاجتماعية.

وقال سمير وهو شاب قدم من احدى قرى وسط البلاد البعيدة عن المنتجعات الساحلية التي يروج لها في الملصقات السياحية والبطاقات البريدية "اننا مهمشون داخل البلاد، كل الثروات تنحصر في الشريط الساحلي. مطلبنا الرئيسي هو الحرية قبل الخبز. نريد اسقاط هذا النظام الفاشي والفاسد".

وجاءت رقية مع شقيقاتها الثلاث "للتنديد بالظلم" وقالت "جميعنا نحمل شهادات من التعليم العالي ولم ننجح في ايجاد عمل لاننا لم نكن من اعضاء التجمع الدستوري الديموقراطي" حزب بن علي.

وبعدما خلت حركة التمرد الشعبي من الاسلاميين الذين اودع مئات من ناشطيهم السجن في ظل النظام السابق، باتوا اليوم يظهرون في شكل واضح وعلني.

وقال محمد الهادي العياري الناشط في حزب النهضة الاسلامي المحظور والمضطهد في عهد بن علي "الثورة صنعها الشعب، لكن نحن الاسلاميين من دفع الثمن من خلال كل الظلم الذي لحق بنا طوال هذه السنوات".

وبعدما انضم الشرطيون بشكل كثيف السبت الى التظاهرات فساروا جنبا الى جنب مع المتظاهرين بعدما كانوا قبل ايام قليلة ينهالون عليهم بالهراوات، خيمت اجواء اكثر تشنجا الاحد بين قوات الامن ومتظاهري "قافلة التحرير" الذين رفعوا صور ضحايا القمع الذي تعرضت له الانتفاضة واوقع ما لا يقل عن مئة قتيل بحسب الامم المتحدة.

وقال شاب متجهما "هذه ليست ثورة الياسمين بل ثورة الدم، ولم تنته. جئنا نثأر لدماء شهدائنا الذي سقطوا خلال الانتفاضة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الإصرار على إستفزاز
skandar -

الإصرار على إستفزاز الشعب ما أن تم الإعلان عن تشكيل الحكومة في تونس حتى شعرت الغالبية من المواطنين والنخبة بالإحباط السياسي , على خلفية تضمن الحكومة لوجوه قديمة عملت لسنين طويلة مع الرئيس المخلوع , بل تضمنت الحكومة وجوها عرفت بالتنظير لمعجزات بن علي السياسية , الكل يتسأل لماذا الإصرار على أشخاص قال الشعب فيهم كلمته . فهل من شروط المرحلة الإنتقالية الإبقاء على رموز لنظام أسقطه الشعب ؟ هي أسئلة لاتجد لها أجوبة لدى الشارع في تونس , فبعض الوزراء أصواتهم لاتزال في آذن التونسين تحدثهم عن إمتيازات عهد بن علي قد تكون لعبة المصالح وضغط الخارج وراء فرض شخصيات من الحزب الحاكم , فمن المفهوم أن تونس في حاجة الآن لجميع أبنائها وكفائتها في جميع الإختصاصات لكن ما لم يتقبله حتى المتعاطفون مع هذه الحكومة ضمها لشخصيات عرفت بإنبطاحها لبن علي لسنوات طويلة , فقد كان من المقبول أن لا تكون الحكومة من المعارضة بالكامل بل من المستحسن كما يذهب البعض أن تتضمن جميع التوجهات و التيارات لكن مع إستبعاد الشخصيات التي عرفت بإنخراطها في حكم بن علي لقد كان من المقبول أن تتضمن الحومة لشخصيات تكنوقراطية معتدلة , فاليوم يشعر الشعب بالإحباط بعد أن سرق منه حلمه في أن يقطع مع فترة من الظلم والإستبداد للأبد , فكيف لوزراء ساهموا في نظام سابق أن يقنعوا الناس أنهم يساهمون اليوم في بناء دولة القانون , إن ما لم يتفطن له الساسة اليوم في تونس أن الهبة الشعبية و العزيمة التي تسلح بها المواطنون إنما جاءات نتيجة الشعور بالحرية والتخلص من نظام فاسد , فإن كانت معنويات الشعب عالية وقوية فذلك بفضل الإنتصار على الفساد والتخلص من القهر والظلم . و أن الحكومة لن تجد إشعاعا وتجاوبا من الشعب في ضل تضمنها لوجوه حسم أمرها فتونس الآن في حاجة لوجوه وشخصيات تحافظ على المعنويات المرتفعة لشعب فمن كان يتصور أن أبناء و شباب تونس سيرفعون القمامة من الشوارع على حسابهم الخاص وينظفون الشوارع ويرممون الممتلكات العامة بعد أن شعروا بأن الشارع بات ملكهم ومسؤوليتهم , والكل إلتحق بالعمل رغم تهديد عصابات النظام البائد فالشعب الآن له طاقة عظيمة على خدمة وطنه والذود عنه , وعلى الساسة أن لا يستفزوا الشعب بل عليهم إستغلال طاقته في البناء و التشيد فحتى إن مررت الحكومة وفرضت على الشعب فإنها لن تكون مقبولة من عامة الناس ولن تجد التجاوب المطلوب