البرلمان التركي يعطي الاولوية لمناقشة دستور جديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
انقرة: استانف البرلمان التركي السبت اعماله بعد العطلة الصيفية وفي مقدم مهماته صياغة دستور جديد وسط اجواء سياسية مشحونة بسبب تصاعد هجمات الانفصاليين الاكراد.
وقال الرئيس عبد الله غول في الخطاب التقليدي الذي يلقيه بمناسبة افتتاح اعمال البرلمان "بلا شك ستكون احدى اكبر مهمات هذا البرلمان اعداد دستور جديد".
وشدد غول على انه رغم تعديلات عديدة فان الدستور الحالي "لا يستجيب لتطلعات الشعب التركي" مؤكدا ضرورة صياغة وثيقة اكثر ليبرالية تقوم على معايير الديموقراطية الغربية بدون التخلي عن المبادىء الجمهورية ولا سيما العلمانية.
وقررت الحكومة التركية المنبثقة من التيار الاسلامي صياغة دستور جديد بحلول منتصف 2012 والتوصل الى ذلك عبر اجماع سياسي مع المعارضة.
وقد فاز حزب العدالة والتنمية (المنبثق من التيار الاسلامي) الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مجددا في حزيران/يونيو في الانتخابات التشريعية ولكن من دون تحقيق الغالبية المطلقة التي تخول له القيام باصلاح دستوري، فعمد الى البحث عن دعم المعارضة.
وستجري لجنة برلمانية مناقشات تستمر اشهرا عدة حول مشروع وثيقة ستطرح لاحقا على التصويت في الهيئة العامة للبرلمان.
ويتعين المصادقة على الاصلاح عبر استفتاء.
ويتوقع المراقبون ان يعمد اردوغان الذي تتهمه المعارضة بالتسلط، الى استبدال النظام البرلماني القائم بنظام رئاسي وهو ما ترفضه المعارضة ولكن هناك اجماع حول ضرورة تعديل الدستور الموروث من الانقلاب العسكري سنة 1980.
ويفترض ان تحتل قضية حقوق الاقلية الكردية حيزا لا باس به من الاجندة السياسية للنقاشات حول الدستور الجديد.
ويشهد النزاع الكردي تصعيدا بسبب تجدد هجمات حزب العمال الكردستاني المحظور وقمع السلطات التركية الحركة السياسية الكردية.
وفي خطوة تهدئة، عاد النواب الاكراد من حزب السلام والديموقراطية وهو اكبر التشكيلات الموالية للاكراد في تركيا، الى البرلمان حيث ادوا القسم، وذلك بعدما كانوا قاطعوا الجلسات منذ الانتخابات بسبب اعتقال بعض زملائهم.
ومنذ منتصف حزيران/يونيو قتل اكثر من 120 شخصا في مواجهات او هجمات نفذها حزب العمال الكردستاني المدرج على لائحة المنظمات الارهابية في بلدان عدة. وفي جنوب شرق البلاد حيث غالبية السكان من الاكراد، كثف المتمردون الهجمات التي سقط فيها عدد متزايد من المدنيين بينما خطف المقاتلون نحو 12 مدرسا.
وردا على تلك الهجمات وسعيا على ما يبدو لتهدئة الراي العام التركي الذي ضاق ذرعا بهجمات الكردستاني، تستعد حكومة اردوغان لشن عملية برية على شمال العراق حيث يتحصن اكثر من الفين من المتمردين الاكراد كما تقول انقرة.