عقد على سقوط طالبان وافغانستان بعيدة عن السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد عشر سنوات على سقوط طالبان في أفغانستان، تبتعد آفاق السلام وتشتد ضراوة الحربفي الوقت الذي بدأت الولايات المتحدة والحلف الاطلسي بسحب قواتها.
كابول: لم يفلح احتلال قوة دولية افغانستان عشر سنوات وانفاق مئات المليارات من الدولارات في تحقيق انتصار على حركة طالبان في افغانستان حيث تشتد ضراوة الحرب وتتدنى شعبية الحكومة وحلفائها الغربيين.
وتبتعد آفاق السلام في حين تبدا الولايات المتحدة والحلف الاطلسي بسحب تدريجي لقواتهما المقاتلة التي يفترض ان تغادر البلاد نهائيا مع نهاية 2014 بينما يكثف المقاتلون الاسلاميون عملياتهم ويرفضون التفاوض.
وشنت الولايات المتحدة في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 2001، غداة اعتداءات ايلول/سبتمبر، مع حليفتها البريطانية هجوما على نظام طالبان وتنظيم القاعدة.
ورحب الشعب بسقوط النظام الديني المتطرف بعد ما عانه من بطشه وما لحق به من فقر وعزلة.
لكن بعد عشر سنوات ورغم المباني الحديثة التي شيدت في كابول يرى العديد من الافغان في جنود قوات الحلف الاطلسي ال140 الفا التي تقودها الولايات المتحدة، قوات احتلال لم تف بوعود السلام والازدهار التي قطعتها.
وتحول شهر العسل في السنوات الاولى بين الرئيس حميد كرزاي وحلفائه الغربيين الى تعايش متوتر ومريب يدين فيه كرزاي سقوط ضحايا مدنيين في عمليات الحلف الاطلسي بينما ينتقد فيه الغربيون الفساد وعدم كفاءة حكومته.
ويرى العديد من الخبراء ان التحالف وخصوصا واشنطن افرط في الثقة بعد السنوات الاولى السهلة بعد 2001.
واخذ عناصر طالبان يحققون تقدما اعتبارا من 2005 مقحمين كابول وحلفائها في مستنقع نزاع دام جديد بعد الحرب ضد القوات السوفياتية خلال الثمانينيات ثم الحرب الاهلية حتى تولت طالبان الحكم في 1996.
ويقول شريف صديقي (35 سنة) وهو مهندس من كابول بمرارة "منذ طفولتي لم اعرف سوى الحرب". واضاف "اعتقدنا ان الغربيين سيحققون لنا الامن لكن بدلا من ذلك قتلوا مدنيين اكثر من طالبان".
وقد تحققت بعض الانجازات المهمة لا سيما في مجال التربية والصحة وتنمية التجارة في المدن لكن كرزاي لا يسيطر على بقية انحاء البلاد خارج كابول وتظل البلاد تخضع خصوصا لحلفائه زعماء الحرب او المتمردين.
وساهم سوء ادارة مئات مليارات دولارات التي انفقها الغربيون على البلاد (444 مليار من الولايات المتحدة وحدها) والتي تبخر جزء منها، في ضعف الدولة.
وقالت المجموعة الدولية لادارة الازمات في تموز/يوليو ان "بعد عقد من المساعدات الكثيفة فشل المجتمع الدولي في ان يجعل من افغانستان بلدا مستقرا سياسيا واقتصاديا".
وتكثفت اعمال العنف اعتبارا من 2007، واصبحت كل سنة تشهد سقوط اكبر عدد من القتلى في صفوف الجنود الاجانب (سبعين قتيلا في 2002 و711 في 2010).
وافادت دراسة قامت بها جامعة براون الاميركية ان الحرب خلفت 33877 قتيلا منذ السابع تشرين الاول/اكتوبر 2001، بين مدنيين ومقاتلين وجنود افغان واجانب.
وقالت الامم المتحدة ان اعمال العنف الناجمة عن النزاع ازدادت بنسبة 40% خلال الاشهر الثمانية الاولى من 2011 مقارنة بنفس الفترة من 2010.
وفي الغرب بات الراي العام في معظمه يناهض ابقاء جنوده في ذلك "المستنقع" المميت والباهظ الثمن.
وفي تموز/يوليو 2011 بدات واشنطن والحلف الاطلسي عملية سحب تدريجي لقواتها المقاتلة التي يفترض ان تنتهي بنهاية 2014 عندما يتعين على القوات الافغانية ان تضمن بنفسها امن البلاد في خطوة يعتبرها الخبراء والدبلوماسيون صعبة المنال.
ويدرب الحلف الاطلسي بوتيرة سريعة الاف المنخرطين في الجيش والشرطة يفترض ان يخلفوا قواته بحلول 2014 لكن تلك المؤسسات تعاني من الخنوع والمحسوبية والفساد والانشقاق بينما يزدادج التواطؤ مع بعض عمليات طالبان.
وتحدث بعض المسؤولين الاميركيين عن احتمال الاحتفاظ ببعض القواعد العسكرية بشكل دائم بعد 2014 في بلد استراتيجي يقع جوار حليفتهم باكستان وعدوتهم ايران.
كما ان واشنطن وجهت دعوات ضمنية الى طالبان للتفاوض حول السلام مع كابول لكن ليس من مصلحة المقاتلين من موقع القوة التفاوض في الوقت الراهن حسب الخبراء لذلك ظلوا استمروا يتجاهلون تلك العروض.
واجج اغتيال الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني الذي كان مكلفا التفاوض مع طالبان وهم من البشتون، التوترات الاتنية.
واعتبر الباحث البريطاني شاشانك جوشي في روايال يوناتد سرفس، ان "احتمال نشوب حرب اهلية (بعد 2014) ازداد خلال السنوات الاخيرة" ولكن اغتيال رباني "جعلها اكثر احتمالا".