أخبار

صواريخ ليبية مفقودة قادرة على ضرب طائرات الركاب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بنغازي: للوهلة الاولى لا يبدو ان شيئا غير عادي في المكان: بضعة صناديق ذخيرة خشبية في أحد أركان مخزن واسع على اطراف بنغازي شرق ليبيا. غير ان الصناديق المستطيلة والتي يناهز حجمها حجم طاولة صغيرة تحمل حروفا روسية تشير الى ان محتواها من صواريخ سام-7 السوفياتية الصنع.
تلك الصواريخ تحمل على الكتف وتستهدف الطائرات القريبة من الارض، بينما تم العثور على نحو 200 صاروخ في مخزن السلاح السابق للزعيم الليبي المطارد معمر القذافي.

والمخزن يقع على طرف مساحة من الاراضي تركت فيها المهملات، ويستخدمه مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الان لتخزين ذخائر ومدفعية، ويحرسه مقاتلون من المجلس، بعضهم شبه نائم والاخرون يتمشون وايديهم في جيوبهم عند المدخل.
ويقدر المجلس الليبي ان نحو خمسة آلاف من تلك الصواريخ من طراز سام-7 من ترسانة القذافي ما زال لم يستدل عليها، ما يثير مخاوف من وقوع تلك الاسلحة في ايدي من يريدون استخدامها ضد الطائرات المدنية على سبيل المثال.

وقد شاهد الصحافيون عشرة من تلك الصواريخ يجري تعطيلها عبر اتلاف انظمة الارشاد والاطلاق فيها. ويقدر المجلس الانتقالي انه قام بتعطيل 180 صاروخا خلال الايام الاخيرة.
ويقول محمد عدية الضابط المسؤول عن التسليح في وزارة الدفاع للصحافيين في الموقع ان الهدف من ذلك "ان نظهر للعالم اجمع ان ليبيا الجديدة تعنى بالمساهمة في الامن الدولي".

وتابع "هذه الصواريخ خفيفة وصغيرة الحجم وسهلة الحمل. وحتى لو كانت الان غير قادرة على استهداف المقاتلات الحديثة، الا انها ما زالت قابلة للاستخدام ضد الطائرات المدنية اثناء اقلاعها او مع اقترابها من الارض للهبوط".
ويخشى خبراء مكافحة الارهاب من وقوع مئات من تلك الصواريخ في ايدي جماعات من قبيل "تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي" واستخدامها في مواقع محددة.

وقد اوردت مجلة دير شبيغل الالمانية الاحد ان الادميرال جيانباولو دي باولا، الذي يرأس لجنة القادة العسكريين لحلف شمال الاطلسي، عقد اجتماعا سريا حضره نواب ألمان الاثنين الماضي قال فيه ان عشرة الاف صاروخ على الاقل لا تزال مفقودة في ليبيا.
ونقلت الصحيفة ان الادميرال الايطالي قوله ان تلك الصواريخ تشكل "تهديدا خطيرا للطيران المدني".

واضافت ان الادميرال اشار الى ان تلك الصواريخ قد تخرج من ليبيا لتجد طريقها إلى اي مكان "من كينيا الى قندز (افغانستان)".
وبحسب تقرير للخارجية الاميركية تعرضت اكثر من 40 طائرة مدنية للاستهداف من جانب تلك الصواريخ (ارض-جو) منذ العام 1975، ما اسفر عن تحطم 28 طائرة ومقتل اكثر من 800 شخص في انحاء العالم.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2002 اطلق صاروخ واحد على الاقل من طراز سام-7 على طائرة ركاب اسرائيلية في مومباسا بكينيا في هجوم اعلنت القاعدة مسؤوليتها عنه، وتمكنت الطائرة من الافلات منه بصعوبة.
والصواريخ، التي يطلق عليها في روسيا اسم 9كي32 ستريلا-2، صممها الاتحاد السوفياتي في السبعينات، ويبلغ مداها نحو اربعة كيلومترات ولديها نظام إرشاد بالاشعة تحت الحمراء.

وبعد تلقي بعض التدريب يمكن لشخص بمفرده اطلاق تلك الصواريخ المحمولة على الكتف ببساطة نسبية، وان كانت تحتاج الى صيانة مستمرة وخصوصا لبطاريتها الحرارية.
ويقول عدية "يخشى المجتمع الدولي تلك الصواريخ وهو على حق"، موضحا ان القذافي كان قد اشترى 20 ألف صاروخ "استخدم منها اكثر من 14 ألفا".

ويضيف الضابط الليبي "نحو خمسة الاف من صواريخ سام-7 ما زالت مفقودة.. مع الاسف ربما وقع بعضها في الايدي الخطأ .. في الخارج".
ويعتقد ان العديد من مخازن الاسلحة والذخائر سرقت في ليبيا منذ بداية الثورة المناهضة لنظام القذافي في شباط/فبراير، فيما يتردد ان العقيد الفار وزع ايضا منها على انصاره اثناء هربه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف