أخبار

مشروع "تي جي في" يكرّس متانة العلاقات بين باريس والرباط

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

انتقال نيكولا ساركوزي إلى طنجة لتدشين أول قطار فائق السرعة في القارة السمراء، يؤكد على متانة العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الرباط وباريس، ويعكس ثقة باريس في الإصلاحات السياسية التي يقودها العاهل المغربي بنوع من "الحذر والتجديد" بحسب أحد المحللين الفرنسيين، كما إن سيد الإليزيه بدوره حاول أن يجني من هذه الزيارة ثمارًا تعيد الحياة إلى شعبيته.

ساركوزيوالملك محمد السادس أثناء وضع الحجر الأساس لتي جي في

زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الجمعة، إلى طنجة لوضع الحجر الأساس لمشروع قطار فائق السرعة "تي جي في"، فسّرها الملاحظون على أنها تأتي تأكيداً للعلاقات التجارية المتميزة بين البلدين، ونوعًا من الدعم السياسي للملك محمد السادس في خطواته الإصلاحية، خصوصًا بعد التصويت الإيجابي على الدستور.

يعتبر الإعلامي والمحلل السياسي يوسف لهلالي، هذه العلاقات أنها "تدخل في إطار علاقة التقارب الكبيرة بين البلدين، والتي تعكس كثافة التعاون بينهما في المجالات كافة،سواء منها السياسية، والاقتصادية والثقافية.

ويقول لهلالي، في تصريح لـ"إيلاف"، إن "فرنسا تعتبر المصدر والمستورد الأول بالنسبة إلى المغرب، كما إنغالبية الشركات الفرنسية لها فروع في المغرب"، وهذه الزيارة بالنسبة إليه تدخل في إطار "استمرارية هذه العلاقات وتكثيفها"، يفيد محدثنا.

وقدرت الاستثمارات الفرنسية في المغرب بـ 8.1 مليار يورو في 2010، من خلال مجموعة من فروع شركات باختلاف أحجامها، والبالغ عددها 750، ومن أبرزها "فيفاندي"، و"طوطال"، و"لاكاردير"، و"افيوليا"، و"باري باريبا" وغيرها، وتشغل، بحسب الإحصائيات نفسها، مئة ألف مغربي.

انتقادات توجه للمشروع

هذا الخط السككي الذي سيربط بين طنجة والدار البيضاء مروراً بالرباط في ظرف ساعة و25 دقيقة وعوّض حوالى أربع ساعات، سيكلف المغرب ما يقارب 2 مليار يورو، ساهمت فرنسا فيه بالنصف، أي بـ 650 مليون يورو عبارة عن قروض بفائدة تفضيلية، ثم هبات من البلد نفسها قدرت بـ 75 مليون يورو.

أما البقية فتم اقتراضها من طرف الوكالة الفرنسية للتنمية، زيادة على هبات من طرف بلدان خليجية ستغطي ربع التمويل الإجمالي للمشروع.

لا يلقى المشروع كل الترحيب من طرف جميع المغاربة، على اعتبار أنه تزامن مع ظروف اقتصادية غير مناسبة لهذا النوع من المشاريع الضخمة، بحسب البعض، وسينزف أموالاً ضخمة كان من الأجدر، بحسب منتقديه، صرفها في البنيات التحتية التي يحتاجها المواطن المغربي بشكل يومي.

على عكس المدافعين عنه، والذين يرون أنه سيقلص المدة الزمنية بين قطبين اقتصاديين في المغرب، وهما طنجة والدار البيضاء، إضافة إلى أنه سيقرب العاصمة الاقتصادية من المستثمر الأجنبي في أوروبا.

كما إن إدارة السكك الحديدية من خلال مديرها العام أفادت أنها تبحث في طريقة تسمح للمسافرين التقليديين لقطارات شركتها بركوب هذا القطار، وذلك ردًا على الذين ينتقدون ويرون أن هذا المشروع لا يتناسب والقدرة الشرائية للمغاربة.

تترجم هذه الإدارة الإقبال الذي تعرفه القطارات المغربية بالارتفاع الصاروخي لعدد المسافرين، حيث انتقل عددهم من 14 مليون سنة 2003 إلى 34 مليون في 2011، ومن المنتظر بحسب هذه الأرقام أن يصل العدد إلى 50 مليون في 2015.

ويعتقد مراقبون أن المشروع جاء كتعويض عن رفض الرباط شراء طائرات الرفال، والتي كاد أن يزعزع العلاقات بين البلدين بعدما كان ساركوزي على مرمى حجر من تأجيل زيارة له إلى المغرب في أعقاب ذلك، إلا أن طلب المغرب اقتناء "تي جي في" أعاد تدريجيًا المياه إلى مجاريها بين باريس والرباط.

يوسف لهلالي

يعلق لهلالي على هذه التضاربات في الرأي حول المشروع قائلاً: "من الطبيعي أن مشروعاً من هذا النوع في المنطقة، بل وفي القارة الإفريقية بكاملها أن يثير هذا الجدل بين المغاربة بين مؤيد ومعارض، لكن، في نظري، الاستثمار في البنية التحتية هو شيء إيجابي، ويعود دائمًا على البلد بالنفع، والمغرب استراتيجيًا في حاجة إلى هذا النوع من وسائل النقل".

وزاد قائلاً: "العاصمة الإسبانية مدريد هي الأقرب جغرافيًا من الرباط مقارنة مع مدن أخرى في أقصى الجنوب أو أقصى الشرق"، لهذا يضيف لهلالي "الخيار الذي أمام المغرب مستقبلاً هو تطوير وسائل النقل السريعة. أما ارتفاع التسعيرة فيمكن للدولة أن تتدخل لدعمها، وهو أمر جار العمل به في العديد من بلدان العالم كفرنسا وألمانيا".

باريس تدعم الرباط سياسيًا

لا تتوانى باريس في تقديم الدعم للخطوات الإصلاحية التي يقدم عليها ملك المغرب، وأعطيت لهذه الزيارة قراءة من هذا الصنف تفيد أن الرباط حاولت أن تجني منها ثماراً بهذا الخصوص، في ظرف لم تهدأ فيه تظاهرات حركة 20 فبراير المطالبة بإصلاحات أعمق.

فيما ينظر مراقبون غربيون إلى الإصلاحات التي دخلها المغرب أنها كانت استباقية درءاً للوصول إلى وضع متأزم شهدته أو يشهده العديد من البلدان العربية، ووصفت هذه العملية، بحسب المحلل السياسي تيري أوبيرلي، "بالثورة من القمة" بتوقيع من العاهل المغربي، وذلك "بتسريع الانتقال الديمقراطي في مملكته"، على حد تعبيره.

يعتبر هذا المحلل أن هذه الطريقة في الحكم تجمع بين "الحذر والتجديد" تدعمها باريس، بل وتعتبرها "مثالية"، بحسب قول ساركوزي، الذي عبّر عن إرادة فرنسا في مصاحبة المغرب نحو الديمقراطية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، لاعتبار أن الإصلاحات التي عرفتها البلاد، يفيد أوبيرلي، يراها الإليزيه "في مستوى التحولات التاريخية التي تشهدها منطقة المغرب العربي".

كما سجل ارتياح باريس للطريقة التي تتعاطى بها الدولة المغربية مع مظاهرات 20 فبراير حتى اليوم، وتعكس في تقدير باريس "النضج السياسي للنظام المغربي، لأن الحق في التظاهر بالنسبة إلى المعارضين تم الحفاظ عليه".

ساركوزي في رسالة إلى مواطنيه من المغرب

يحاول ساركوزي أن يعيد الحياة إلى شعبيته من خلال ديناميته الدبلوماسية، وقد تبين ذلك بجلاء، وهو يوجه رسالة مغازلة للناخب الفرنسي عندما تحدث في إطار هذا المشروع عن أنه سيكسب أيامًا عديدة للعمل لمواطنيه.

ويقول لهلالي "إن المغرب يضم 50 ألف مقيم فرنسي، وفرنسا تضم أكثر من مليون مغربي،معظمهم مزدوجو الجنسية"، وهو ما يمكن أن يشرح سعيه إلى استقطاب الفئتين، إلا أن الأمر يبدو بعيد المنال، يفيد محدثنا "لأن القضايا الداخلية هي التي ستكون حاسمة في اختيار رئيس الجمهورية للولاية المقبلة".

وللإشارة، فآخر استطلاع للرأي أكد أن وزير الخارجية الحالي، آلان جوبي، هو المرشح الأنسب لليمين الحاكم في الرئاسيات المقبلة متقدمًا على الرئيس الحالي، وهو ما قد يعطي نقاشاً آخر في الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي ما فتئ يدافع عن ترشيح ساركوزي، علمًا أن رئيس الدبلوماسية الفرنسية كشف في آخر حوار له عن "حلمه" بنوع من الخجل في الوصول يومًا إلى الإليزيه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
folie
Mounir -

Ce projet est une vraie folie royale !!! Le Maroc est un pays sous developpe; et pauvre. Son service sanitaire et scolaire sont mediocres.Il n''a qu''a; faire du TGV.iI n''a meme pas un systeme d''egouts !!!

LES LEVRES AVANT LE ROUGE A LEVRES
LE ROUGE A LEVRES -

le maroc a besoin de levres avant de penser au rouge a levres, un pays qui a besoin de pansements, d'aiguilles, des fils pour utiliser dans ses hopitaux / un pays dont une majorite; sont pauvres et n'ont jamais pris le train ordinaire / les femmes enceintes ne trouvent pas de place dans les hopitaux et mettent leurs enfants au monde devant ses portes / d'abord des bus aux normes internationales / d'abord des administrations equipees / d'abord des ecoles equipes des technologies / d''abord des tribunaux connectes au monde exterieur / d''abord des routes goudronnees pour les villages et villes loin de la capitale / d''abord ..... les levres et apres on pensera au rouge a; levres

نعم للتي جي في
لوليتا -

استغرب من بعض الاخوان الجزائريين الذين يعلقون على موضوع بعيد عنهم كل البعد ولكن من القهر والغيرة يتدخلون نعم المغاربة يرحبون بخذا المشروع و المغرب دولة احسن بكثير من بعض الدول النامية شئتم ام ابيتم سنكون اول دولة في العالم العربي تدشن قطار التي جي في ام انكم تريدون المغرب ان يحدو حدو بعض الدول ويجلب التكتك !!

ما هكدا تورد الإبل
خالد أيمن -

لازال زمن الفرزدق والأخطل وجرير يجثم على السيد منير وصاحب التعليق الثاني لسبب بسيط وهوأنهما يغردان داخلال خيمة القدافي وقصر المرادية بالجزائر مادام النفط والغاز ولمدة نصف قرن لم يضع لابنية تحتية صالحة ل1969 ولا 1962 على التوالي وكان بإمكانهما أن يتفوقا على إسبانيا والبرتغال في كل المجالات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية ..فلو كان ملك المغرب يحكم ليبيا أوالجزائر لخلق في هدين البلدين مالاتتوقعاه ياصاحبي التعليق 1و2 ولأن مقولة فاقد الشيء لايعطيه فإن العكار الدي وضعه المغرب يليق بوجه أكبر مشروع صناعي وتجاري في طنجة المتوسط وهدا الدي سميته عكارا تي جي في سيربط بين ثاني بورصة في إفريقيا (الدارلبيضاء) وسيقلص الزمن بأكثر من ساعتين ونصف لأن عقلية جرير والفرزدق والأخطل لازالت تحن إلى زمن الإبل وبالتالي فهي لا تعطي أهمية لمفهوم الزمن مادامت 42سنة تحت الخيمة وتحت البترول والغاز و49سنة في الجزائر قد مرت وكأنها أول أمس فلا طرق في مستوى العصر ولا بنية تحتية قادرة على إستقبال الإستثماراث الخارجية ولالا ولا شيء سوى مضغ الكلام وقتل الإنسان وتبخيس مايقوم به الآخر دون فهم للبعد الإقتصادي الدي أدى بالمغرب إلى تنفيد هدا المشروع لأن الدي لا يعرف أن الزمن المعاصر بمفهومه الكرونولوجي المرتبط بصناعة الثروة ومواكبة تطورات الإقتصاد العالمي يبدأ بالثانية وينتهي عند 24ساعة وهو مايجعلكما يا من لازالا يمضغان لغة موليير الممزوجة برائحة الأخطل والفرزدق وجرير وليس مونطيسكيو أوروسو أقول يجعلكما لا تعيان مفهوم الزمن ولا تقرآن جيدا العبارات المتداولة في أمريكا وأروبا : العمل مستمر 24/24 ومابين طنجة مركز الإستثمارات العالمية والدارالبيضاء العاصمة الإقتصادية للبلاد كان الزمن يغلبنا ومع بداية إشتغال تي جي في سنتغلب عليه ..هكدا نفهم الأمورأما مضغ الكلام وساتركما مع مثل إسباني يقول : إدا كنا دائما نشير بأصبعنا هناك هناك هناك فسوف لن نصل بل سنظل في مكاننا ..تحركوا ياعرب فالزمن لغة في شعورنا ووجداننا وزمننا الآني لاتستقيم معه لغة الفرزدق والأخطل وجرير

هكذا نحن
لوليتا -

برافو عليك يا صاحب التعليق 4 فعلا شفيت غليلي القافلة تسير هؤلاء قوم لا يعرفون معنى النهضة كما قلت قوم تعودوا على الخيمة و السب والشتم لكل من خطا قطوة تقدمية نحن لدينا الطموح وبعد النظر اما هم فقد تقوقعوا ولا شغل لهم سوى دعم الاقليات من اجل محاربتنا والوصول الى صحرائنا هههه هيهات بلد يوسف ابن تاشفين والمولى اسماعيل وطارق بن زياد لن تستطيعوا مس شبر من ارضنا و طموحاتنا