الهند وافغانستان توقعان اتفاق شراكة استراتيجية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي: وقعت افغانستان والهند البلدان اللتان تشتركان في شعورهما بالريبة ازاء باكستان، اتفاق شراكة استراتيجية الثلاثاء بمناسبة زيارة الرئيس حميد كرزاي الى نيودلهي، في حين تسعى كابول الى اعادة تشكيل علاقاتها مع دول المنطقة استباقا لانسحاب القوات الدولية.
والاتفاق الهادف الى تعزيز العلاقات الامنية والاقتصادية هو الاول من نوعه الذي توقعه افغانستان في سياق العلاقات المتوترة مع باكستان. وقال رئيس وزراء الهند منموهان سنغ خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كرزاي في نيودلهي "ستقف الهند الى جانب الشعب الافغاني الذي يستعد لتحمل مسؤولياته في الحكم وشؤون الامن بعد انسحاب القوات الدولية في 2014".
وتشمل الشراكة التعاون في مجال الامن والعلاقات التجارية والاقتصادية وكذلك المبادلات الاجتماعية والثقافية. كما وقع الجانبان اتفاقين لتعزيز العلاقات في مجال الطاقة والمناجم.
ياتي التوقيع على الاتفاقات في سياق تدهور العلاقات بين كابول واسلام اباد. ويتهم كرزاي باكستان بدعم شبكات تقاتل الحكم في كابول وبانها على صلة باغتيال الرئيس السابق برهان الدين رباني في 20 ايلول/سبتمبر في هجوم انتحاري في كابول. وهو ما نفته اسلام اباد مؤكدة استعدادها للتعاون في التحقيق الذي تجريه كابول.
وقال كرزاي في اشارة مبطنة الى باكستان ان "افغانستان تدرك المخاطر التي تواجهها المنطقة بسبب الارهاب والتطرف الذي يستخدم كاداة سياسية ضد مواطنينا".
وقال بعض المحللين ان كرزاي يسعى لزيادة دور الهند في ارساء الاستقرار في بلاده التي تشهد اضطرابات، مع الانسحاب التدريجي للقوات المقاتلة التابعة للولايات المتحدة والحلف الاطلسي من افغانستان في عملية تنتهي بحلول نهاية 2014.
ويرى المراقبون ان كرزاي بدا ينفد صبره حيال باكستان التي يتهمها بتمويل وايواء مجموعات مقاتلة، كما لا يمكنه الاعتماد من جهة اخرى على الولايات المتحدة.
وراى سعيد نقوي من مجموعة اوبزرفر ريسيرتش فاونديشن للدراسات ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان "زيارة كرزاي تاتي في وقت حاسم لتعزيز دور الهند في افغانستان".
وقال ان "كرزاي ياتي الى الهند لمنحها صفة الحليف الموثوق. الهند ستحصل على الحق في لعب دور اكبر (في افغانستان) بعد زيارة كرزاي".
ودور الهند حساس جدا في افغانستان بسبب لعبة السلطة الحساسة والمميتة احيانا في جنوب اسيا.
وتخشى نيودلهي من عودة نظام طالبان وهي منحت كابول مساعدات بقيمة ملياري دولار تقريرا لزيادة نوفذها في مواجهة نفوذ باكستان التي تعتبر افغانستان حكرا عليها.
وقال المحلل السياسي الهندي سوبهاش اغراوال رئيس مكتب الدراسات الخاص "انديا فوكوس" ان الزيارة "تحمل دلالة كبرى على ضوء اتهام افغانستان لباكستان بالضلوع في قتل رباني".
واضاف متحدثا لفرانس برس ان "هذه الزيارة تفتح نافذة طبيعية للهند للعب دور مستدام في افغانستان ما بعد 2014". غير ان بعض المحللين يخشون ان يقود تزايد دور الهند في هذا البلد الى "حرب بالوكالة" اشد عنفا واكثر خطورة بينها وبين باكستان على الاراضي الافغانية، مع ما يمكن ان ينتج عن ذلك من عواقب يصعب التكهن بها بين القوتين النوويتين.
وتاتي زيارة حميد كرزاي في سياق توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان. ومن المقرر ان يلقي كرزاي الاربعاء خطابا حول مستقبل افغانستان واسيا الجنوبية.