أخبار

تنديد دولي بتفجير مقديشو الذي أسفر عن 70 قتيلاً على الأقل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري في العاصمة الصومالية مقديشو الذي تبنّته حركة الشباب الإسلامية، إلى أكثر من 70 قتيلاً. ويعتبر الاعتداء الأخطر في السنوات الاخيرة في العاصمة منذ مغادرة حركة الشباب لها.وتتوالى الإدانات الدولية له واعتبرته الولايات المتحدة استخفافاً تاماً بحياة البشر من قبل الحركة.

أكثر من 70 قتيلاً في تفجير انتحاري في مقديشو

مقديشو: اعلنت الرئاسة الصومالية في بيان ان اكثر من 70 شخصا قتلوا الثلاثاء في اعتداء انتحاري بشاحنة مفخخة استهدف مجمعا وزاريا في مقديشو.

واعلن الرئيس شريف شيخ احمد الذي دان هذا الاعتداء، ان عناصر "حركة الشباب الاسلامية اعلنوا مسؤوليتهم عن هذا الهجوم الانتحاري الذي وقع على تقاطع مزدحم قرب وزارة التربية وادى الى مقتل اكثر من 70 شخصا و150 جريحا معظمهم من التلامذة".

وكانت الحصيلة السابقة اشارت الى مقتل 57 شخصا. وهذا الاعتداء الذي وقع على مقربة من القصر الرئاسي هو الاخطر في السنوات الاخيرة في العاصمة الصومالية والاول الذي تعلن حركة الشباب مسؤوليتها عنه منذ انسحابها من المدينة قبل شهرين.

واضاف الرئيس الصومالي "اشعر بصدمة وحزن عميقين جراء هذا العنف الوحشي واللاانساني الذي استهدف اضعف مكونات مجتمعنا". ووجه "تعازيه العميقة الى عائلات الضحايا والشعب الصومالي".

وهذا اول اعتداء في مقديشو منذ ارغمت حركة الشباب الاسلامية مطلع آب/اغسطس على مغادرة المدينة بعد هجوم للقوات الحكومية المدعومة من قوة للاتحاد الافريقي (اميصوم).

وبعدما اقتحمت حاحز مراقبة، دخلت الشاحنة المحشوة بالمتفجرات حرم المبنى الذي يضم اربع وزارات على الاقل وانفجرت على مستديرة معروفة باسم الكيلومتر 4، احد ابرز التقاطعات في المدينة الذي يوصل الى المطار حيث اقيمت قاعدة للاتحاد الافريقي.

واصيب المجمع الوزاري بأضرار فادحة، واندلعت النيران في بضع سيارات. ولاحظ مراسل وكالة فرانس برس ان عددا كبيرا من الجثث قد تناثرت في المكان.

واعلنت الحركة الاسلامية مسؤوليتها عن الهجوم وجاء في الوقت الذي شن فيه المتمردون هجمات في غرب وجنوب البلاد. وقد صدم الانتحاري بسيارة مملوءة بالمتفجرات المبنى الذي يضم اربع وزارات، بعد شهرين من تخلي المتمردين الاسلاميين رسميا عن كافة مواقعهم في العاصمة.

وكان مسؤول من القوة الافريقية في مقديشو قد صرح في وقت سابق لفرانس برس "من الواضح ان الانفجار كان نتيجة سيارة مفخخة" مشيرا الى ان الحصيلة 50 قتيلا. ومن جانبها كانت الحكومة الانتقالية المدعومة من الغرب قد أصدرت بيانا قالت فيه ان الهجوم لم يصب اي مسؤول بارز قائلة ان عدد القتلى 15 والجرحى اكثر من 20.

وصرح مسؤول من حركة الشباب رفض الكشف عن هويته في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "استشهد احد مجاهدينا لقتل مسؤولين من الحكومة الفدرالية الانتقالية وجنود من قوات الاتحاد الافريقي ومخبرين كانوا داخل" المبنى الحكومي حيث وقع الهجوم.

وقال محمد عبد الله وهو سائق اجرة في العاصمة الصومالية لوكالة فرانس برس ان مركبة اصطدمت بالمبنى وانفجرت، متحدثا عن محصلة اولية للضحايا شملت عشرة قتلى واكثر من 20 جريحا. وقد انتشرت قوات الاتحاد الافريقي والقوات الحكومية بكثافة في المنطقة التي طوقتها.

ويتردد ان اغلب الضحايا من المدنيين بينما قال سكان محليون ان الهجوم وقع عندما كان طلاب يقفون في طابور امام المبنى للحصول على منح من الحكومة التركية، التي عززت مؤخرا انخراطها في الصومال وتعهدت باعادة فتح سفارتها في مقديشو.

وفي حال تثبتت حصيلة القتلى سيكون هجوم الثلاثاء الاعنف الذي ينفذه متمردو الشباب منذ التفجيرات المتعددة التي طالت العاصمة الاوغندية كمبالا واسفرت عن مقتل 76 شخصا على الاقل في تموز/يوليو 2010. كما سيعد اعنف هجوم في الصومال منذ تشكلت الحركة قبل نحو خمس سنوات بعد تدخل القوات الاثيوبية في الصومال.

بريطانيا: مثل هذه الاعمال الارهابية لا يمكن تبريرها

ودانت بريطانيا اليوم الانفجار الذي وقع قرب مجمع للمباني الحكومية في العاصمة الصومالية. وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون افريقيا هنري بلنغهام في بيان وزع هنا " ادين بشدة الهجوم الذي ادى الى مقتل وجرح العشرات من المدنيين الابرياء مضيفا ان "مثل هذه الاعمال الارهابية لا يمكن تبريرها".

واضاف ان وحشية هذا الهجوم تتجلى بأن اغلب الضحايا هم من الطلاب واولياء امورهم الذين كانوا في انتظار نتائج المنح الدراسية معربا نيابة عن حكومة وشعب المملكة المتحدة عن تعازيه ومواساته لاسرالضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى.

الولايات المتحدةتندد باستخفاف الاسلاميين بحياة البشر

وادانت الادارة الاميركية بشدة الهجوم الانتحاري منددة بـ"الاستخفاف التام بالحياة" الذي ابدته حركة الشباب الاسلامية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند "من الواضح انهم لا يولون اي اهتمام للشعب الصومالي وعلى العالم ان يعرف من هم الشباب الذين يمنعون وصول المساعدات الدولية الى ضحايا المجاعة في الصومال".

وكانت الولايات المتحدة فرضت عام 2008 عقوبات على حركة الشباب ومنعت تقديم اي شكل من اشكال الدعم لهم. لكن الادارة الاميركية قررت في اب/اغسطس 2011 عدم ملاحقة المنظمات الانسانية التي تعمل مع حركة الشباب لتوزيع المواد الغذائية على الاهالي في اطار مكافحة المجاعة في المنطقة.

فرنسا تدين التفجير بشدة

جندي صومالي يسير قرب انقاض في شوارع مقديشو في 4 تشرين الاول/اكتوبر 2011

كما دانت الحكومة الفرنسية بشدة التفجير الكبير الذي ضرب العاصمة الصومالية مقديشو في وقت سابق اليوم واسفر عن مقتل نحو ستين شخصا واصابة مئة آخرين. ووصفت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان التفجير بأنه "هجوم مروع" متعهدة بمساعدة الحكومة الفيدرالية الانتقالية في الصومال.

وذكرت الوزارة ان "فرنسا تعيد التأكيد على تضامنها مع الشعب الصومالي ودعمها للسلطات الحكومية .. في حربها ضد الارهاب". وكان متمردو الحركة قد تخلوا بشكل مفاجئ عن مواقعهم في مقديشو في مطلع اب/اغسطس بعد سنوات من سعيهم لخرق دفاعات قوات الاتحاد الافريقي والسيطرة على العاصمة الصومالية دون جدوى.

غير انهم تعهدوا بان الانسحاب تكتيكي وان جهادهم ضد الحكومة الصومالية المدعومة من جانب الغرب سيستمر. وانسحب المتمردون الى مواقع يسيطرون عليها في الجنوب والغرب من البلاد فيما حذر مراقبون من ان المتمردين الاسلاميين سيعمدون على الارجح لتكتيكات الكر والفر.

وكانت قوات الاتحاد الافريقي والقوات الموالية للحكومة قد عززت سلطتها مجددا في اغلب انحاء العاصمة وادى انسحاب الشباب منها الى هدوء نسبي للعنف. غير ان المتمردين جددوا هجماتهم على عدة جبهات بشكل متواز حيث تردد وقوع اشتباكات في مناطق بجنوب وغرب البلاد.

فقد شن المتمردون الاسلاميون هجوما في وقت متأخر الاثنين في مدينة ذوسمارب التي تقع غربي الصومال قرب الحدود مع إثيوبيا وتعد المعقل الرئيسي لميليشيا اهل السنة والجماعة المتحالفة مع الحكومة.

وقال احد سكان المنطقة ويدعى عبد الله ياسين "نفذ الشباب هجوما مباغتا في وقت متأخر الاثنين وبقوا في ذوسمارب لساعات قبل ان ينسحبوا"، في اول هجوم ينفذه الشباب في المنطقة منذ شهور. وبحسب شهود اخرين انسحب المتمردون المرتبطون بالقاعدة من المدينة بعد تبادل قصير للنيران.

كما اوردت وكالة اللاجئين التابعة للامم المتحدة اعمال عنف في ضبلي البلدة الواقعة على الحدود الجنوبية للصومال مع كينيا. وقال ادريان ادواردز المتحدث بلسان المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين "تجددت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة متناحرة ما يزيد الوضع الانساني المتردي سوءا".

وتابع "تلقينا تقارير اولية غير مؤكدة تشير الى قتلى وعشرات المصابين"، دون تحديد المجموعات المسلحة المنخرطة في القتال. وتخضع ضبلي لسيطرة قوات ما يعرف بولاية ازنيا وهي ميليشيات معادية للشباب يتردد انها تحظى بدعم كينيا لخلق منطقة عازلة بمحاذاة الحدود المضطربة.

وكان مجلس الامن الدولي قد حث الاسبوع الماضي الاتحاد الافريقي زيادة قواتها الداعمة للحكومة الصومالية وعددها تسعة الاف جندي. وتشمل تلك القوات في الوقت الراهن جنودا من بوروندي واوغندا فقط. كما طلب الاتحاد الافريقي من الامم المتحدة تعزيز التفويض الممنوح للقوة عبر زيادة قواتها في الصومال الى عشرين الفا رغم انه لم يبعث بعدد 12 الف جندي مسموح لهم بالفعل وفق التفويض الدولي بالانتشار في الصومال.

يذكر ان الصومال دون حكومة مركزية منذ انهيار نظام الدكتاتور السابق سياد بري عام 1991 حيث تشهد عنفا لا ينقطع منذ ذاك الحين. وكانت الحكومة الصومالية ومجموعة اهل السنة والجماعة وسلطات منطقة بونتلاند المنشقة شمالي الصومال قد اطلقت مبادرة جديدة الشهر الماضي لتشكيل سلطة وطنية في البلاد التي تمزقها الحرب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف