أخبار

أكثر من مليون اشتراكي يختارون مرشحهم للرئاسة في فرنسا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ملصق للمرشح فرانسوا هولاند

آخر تحديث 9/10/2011 الساعة 15.40 بتوقيت غرينتش

يختار اشتراكيو فرنسا اليوم مرشحهم اليساري لخوض المعركة الانتخابية الرئاسية المقبلة أمام الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي، ويبدو أن فرانسوا هولاند هو الأوفر حظًا للفوز في اقتراع اليوم.

باريس: صوّت أكثر من مليون ناخب من اليسار الأحد لاختيار مرشح الحزب الاشتراكي، أكبر حزب معارض في فرنسا، في الانتخابات الرئاسية في 2012، بحسب مسؤول في الحزب مكلف الانتخابات.

وقبل الاقتراع، كانت غالبية المرشحين تريد تجاوز عتبة المليون ناخب للتحدث عن تحقيق "نجاح".

ويعتبر بعض المرشحين أن الهدف أصبح مليوني ناخب، وهو رقم كبير بالنسبة الى انتخابات تمهيدية غير معهودة في فرنسا، افتتحت، ليس فقط لمناصري الحزب الاشتراكي، بللكل المواطنين، الذين يؤمنون بـ"القيم اليسارية"، على أن يدفع كل واحد مساهمة قدرها يورو واحد.

هذا الاقتراع غير المعهود في فرنسا حمل الحزب الحاكم، الاتحاد من أجل حركة شعبية، الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الى تنظيم انتخابات تمهيدية للانتخابات المقبلة.

وفي الساعة 11:00 ت غ، أي بعد أربع ساعات على بدء عملية التصويت، كان 750 ألف ناخب أدلوا بأصواتهم. ومن المقرر أن تغلق مكاتب الاقتراع في الساعة 17:00 ت غ.

ويعتبر النائب فرنسوا هولاند الأوفر حظًا بالفوز، حيث تأمل المعارضة التمكن من هزم الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي.

وفتح نحو عشرة آلاف مكتب اقتراع في الساعة السابعة صباحًا تغ في الاراضي الفرنسية، على أن تغلق في الساعة 17:00 تغ. وكان التصويت بدأ اعتبارًا من السبت في المكاتب التي فتحت في القارة الاميركية.

ويتنافس ستة مرشحين لتمثيل الحزب الاشتراكي، اكبر تنظيم معارضة في فرنسا، الذي لم يتمكن من الوصول الى الحكم منذ رحيل الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران عام 1995.

ويعتبر الزعيم السابق للحزب الاشتراكي الفرنسي فرنسوا هولاند الاوفر حظًا في الدورة الاولى للانتخابات التمهيدية المفتوحة لجميع الفرنسيين، الذين يتقاسمون القيم اليسارية، مقابل مساهمة رمزية بقيمة يورو واحد.

وتوقعت آخر استطلاعات الرأي في الأسبوع الماضي أن يحصل على 43% من أصوات مناصري اليسار، مقابل 28% لمنافسته الرئيسة زعيمة الحزب الاشتراكي ورئيسة بلدية ليل مارتين اوبري.

واستفاد هولاند (57 عامًا) وهو نائب عن منطقة كوريز (وسط) من خروج الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان من المنافسة بعدما كان المفضل في استطلاعات الرأي حتى محاكمته بتهمة ارتكاب جريمة جنسية تجاه عاملة فندق في نيويورك تمت تبرئته منها لاحقًا.

وسعى هولاند منذ انطلاق حملته عام 2010 الى رسم صورة له كرئيس يتعالى على الفوضى، فجاب الارياف، وبذل كل ما في وسعه لتغيير صورته كقيادي اشتراكي، ليبدو قائدًا ديناميكيًا يتمتع بمصداقية في مواجهة الأزمة الاقتصادية.

لكن المرشحين والمعلقين يبدون حذرًا إزاء التوقعات بسبب عدم التأكد من نسبة المشاركة وتحديد الناخبين.

ومساء السبت، اعلن هولاند انه يرغب في حصول "تصويت واضح في الدورة الاولى لكي لا تكون هناك اية شكوك"، معتبرا في الوقت نفسه انه "من المرجح" حصول دورة ثانية.

من جهتها قالت مارتين اوبري انها "واثقة كثيرا". والى جانب هولاند واوبري، يتنافس اربعة مرشحين آخرين، هم سيغولين رويال (58 عامًا) التي خسرت الانتخابات الرئاسية في منافسة ساركوزي في 2007، وأرنو مونتبور (48 عامًا)، الذي يعتبر من التيار اليساري في الحزب ومن مؤيدي الحمائية الاوروبية، ومانويل فالس (49 عامًا) من تيار اليمين في الحزب، وأخيرًا جان-ميشال بايليه (64 عامًا) رئيس حزب راديكاليي اليسار الصغير المتحالف مع الحزب الاشتراكي.

واذا لم يحصل اي مرشح على 50% من الاصوات في الدورة الاولى، فسيتنافس المرشحان اللذان يحصلان اعلى اكبر عدد من الاصوات في دورة ثانية تنظم الاحد المقبل.

والفائز في الانتخابات التمهيدية للاشتراكيين سيواجه في ربيع 2012 على الارجح الرئيس نيكولا ساركوزي ومارين لوبن مرشحة الجبهة الوطنية.

وعلى مدى الحملة، حرص المرشحون اليساريون على ألا يهاجموا بعضهم بعضًا للمحافظة على وحدة الحزب، الذي لم يفز بالانتخابات الرئاسية منذ 1988. لكن هولاند تعرّض في الآونة الأخيرة لانتقادات من منافستيه الرئيستين بسبب عدم خبرته الوزارية.

فرانسوا هولاند، رجل جهاز الحزب الاشتراكي يحلم ان يكون "رئيسا عاديا"

تمكن فرانسوا هولاند، الذي يعتبر نفسه نقيض ساركوزي، ويعد برئاسة "عادية" اذا انتخبه الفرنسيون، من تغيير صورته من رجل جهاز الحزب الاشتراكي الى مرشح ذي مصداقية للانتخابات الرئاسية في 2012 اذا فاز في انتخابات الحزب التمهيدية التي تجري الاحد كما تتوقع استطلاعات الرأي.

انطلق هولاند الموظف الحكومي الكبير (57 سنة) مبكرًا في الحملة الانتخابية، حيث اعلن ترشيحه منذ 2010، وتمكن من اثبات كفاءته في اقتراح حلول للازمة الاقتصادية، بعد شغور منصب دومينيك ستروس-كان، بينما يتعين على منافسته مارتين اوبري ان تقنع الجمهور بأنها ليست مجرد مرشح بديل لمدير صندوق النقد الدولي السابق.

من حينها يردد فرانسوا هولاند، الذي يتنقل في باريس على دراجة نارية من نوع "سكوتر" نقيض اسلوب البذخ الذي عرف به "الرئيس الخارق" نيكولا ساركوزي، بلا كلل اولوياته: الشباب والاصلاح الضريبي والأزمة، ويدعو الى "رئاسة عادية".

ويقول "انا متيقن انني على انسجام مع المرحلة الحالية"، مؤكدًا ان "الرئيس المقبل يجب ان يكون نقيض نيكولا ساركوزي".

وفي سن السابعة والخمسين، تخلص زعيم الحزب الاشتراكي سابقًا، وهو ابن طبيب قريب من اقصى اليمين، ومساعدة اجتماعية، وعرف بلباقته وسخريته اللاذعة، من الكيلوغرامات الزائدة التي كلفته اطلاق نعت "فلامبي" عليه تيمنًا بنوع من الحلوى بالكراميل يحبها الاطفال.

وفقد فرانسوا هولاند عشرة كيلوغرامات وحسن مظهره، وقلد خلال المهرجانات الانتخابية اسلوب فرانسوا ميتران الاشتراكي الوحيد الذي انتخب حتى الآن رئيسًا في الجمهورية الخامسة.

وخلال المناظرات الانتخابية تفوق على منافسيه الاشتراكيين، فعمّق الفارق معهم.

وهو قلما يتحدث في الموضوعات الاجتماعية، لكنه متمكن في الموضوعات الاقتصادية، داعيًا منذ وقت طويل الى التعامل بجدية مع موضوع الميزانية، الامر الذي يحسب له، في وقت باتت الديون موضوعًا رئيسًا في الحملة الانتخابية.

وكان طموحه للترشح الى الرئاسة يبدو مستحيلاً عندما تخلى فرانسوا هولاند عن رئاسة الحزب الاشتراكي في نهاية 2008 بعد 11 سنة من توليه، تاركًا حصيلة محبطة: فرغم فوز الحزب على الصعيد المحلي خسر الانتخابات الرئاسية في 2002 و2007.

وأخذت عنه منافستاه في الانتخابات التمهيدية مارتين أوبري وسيغولين روايال أنه كان يحرص على توفير إجماع هشّ داخل الحزب بدلاً من ترسيخ خيارات ايديولوجية واضحة.

وقالت سيغولين روايال ان "نقطة ضعف فرانسوا هولاند هي عدم المبادرة. هل يستطيع الفرنسيون ان يذكروا أمرًا واحدًا حققه خلال ثلاثين سنة من مشواره السياسي؟ شيء واحد فقط؟".

وكان الانتقاد شديدًا، خصوصًا وأنه يأتي من رفيقة فرانسوا هولاند السابقة وأم أبنائه الأربعة التي التقاها سنة 1979 في المدرسة الوطنية للادارة، مهد النخبة الفرنسية في بداية مشوار سياسي ثنائي طويل في الحزب الاشتراكي.

وقد عينت سيغولين روايال وزيرة في التسعينيات، لكن فرانسوا ميتران لم يشأ أن يتولى زوجان سوية مناصب في الحكومة.

ويرمي انعدام توليه مسؤوليات وطنية اليوم، بثقله على سيرة فراسوا هولاند الذاتية، رغم انه يرد بالقول إن ذلك لم يمنع دافيد كاميرون او باراك اوباما من الفوز بالانتخابات.

وترشحت سيغولين روايال بعد ذلك الى الانتخابات الرئاسية سنة 2007 بينما كان من حقه الترشح بصفته زعيم الحزب الاشتراكي، وانفصل الزوجان رسميًا بعد ذلك.

وفي الحزب الاشتراكي، كان فرانسوا هولاند وفيًا لجاك ديلور -والد مارتين اوبري- حتى تخليه 1995، قبل أن يواكب ليونيل جوسبان، الذي سلمه زعامة الحزب الاشتراكي سنة 1997 عندما تولى رئاسة الحكومة.

وجعل الرجل، وهو من هواة كرة القدم، من اقليم "كوريز" في وسط فرنسا قاعدته الانتخابية بعدما حلّ فيه شابًا سنة 1981 في تنافس في الانتخابات التشريعية مع جاك شيراك، الذي كان رئيس وزراء سابقًا.

وقد تغلب عليه جاك شيراك من الجولة الأولى، لكن من حينها تربط الرجلين صداقة خاصة.

على الطريقة الاميركية

افتتح الاشتراكيون الفرنسيون الاحد اقتراعًا غير معهود لاختيار مرشحهم للانتخابات الرئاسية المقررة في الربيع المقبل في انتخابات تمهيدية على الطريقة الاميركية مفتوحة امام كل الناخبين الذين يشاطرونهم قيم اليسار.

ويكفي ان يكون اسم الناخب مدرجًا على اللوائح الانتخابية الوطنية لكي يتمكن من المشاركة في الجولة الاولى، ثم الثانية الاحد المقبل اذا لزم الامر، حسب مكان إقامته، وبإمكانه ان يحدد مكتب الاقتراع عبر موقع الانترنت للمشاركة في الانتخابات التمهيدية الاشتراكية.

كما يمكن ايضًا ان يصوّت الأجانب من المنتمين الى الحزب الاشتراكي والشباب الاشتراكي.

ويتعين على كل ناخب ان يدفع مساهمة قدرها يورو واحد، والتوقيع على ميثاق، يؤكد فيه الموافقة على قيم اليسار، من خلال التصريح التالي "اعترف بقيم اليسار والجمهورية ومشروع قيام مجتمع يؤمن بالحرية والمساواة والاخوة والعلمانية والعدالة والتقدم المتضامن".

وفي 2006 عندما اختيرت سيغولين روايال مرشحة لمنافسة نيكولا ساركوزي في انتخابات 2007، لم يصوّت حينها سوى اعضاء الحزب الاشتراكي، لكن هذه المرة سيتمكن كل الناخبين من القيام بذلك، الامر الذي جعل من الصعب التكهن بحجم المشاركة في الاقتراع.

ويأمل المسؤولون الاشتراكيون في مشاركة أكثر من مليون ناخب لإعطاء زخم لمرشحهم، لكن بعض معاهد الاستطلاعات لم تستبعد أن يتقدم ملايين الناخبين الفرنسيين إلى مراكز الاقتراع العشرة آلاف، التي ستفتح أبوابها من الساعة 7:00 حتى 17:00 ت.غ.

وكي يفوز أحدهم من الجولة الأولى، يجب أن يحصل على 50% من الاصوات على الاقل، وإلا فسيتعين على المرشحين اللذين يحلان في المقدمة في الجولة الاولى بأكبر عدد من الاصوات، ان يتنافسا في دورة ثانية حاسمة الاحد المقبل.

وستعلن النتائج مع صدورها تباعًا على الانترنت على موقع الانتخابات التمهيدية.

ويتوقع أن تصدر النتائج الأولى الاحد عند الساعة 19:30 تغ، والنتائج النهائية للجولة الاولى بين 21:00 و22:00 تغ.

وسيعلن الفائز في الاقتراع مرشحًا رسميًا في 22 تشرين الاول/اكتوبر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف