"احتلوا وول ستريت" تفرض على الشرطة الأميركيّة تكتيكات جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: توسعت التظاهرات الإحتجاجية بسبب الأزمة المالية في "وول ستريت" وامتدت لتطال عدداً من المدن الأميركية، حيث تشهد الشوارع تظاهرات عدة. واستجابة لهذه التحرات، اضطرت الشرطة الأميركية المسؤولة عن السلامة العامة للجوء إلى طرق جديدة من أجل مواكبة هذه الاحداث والإستجابة لها.
ويبقى التطور في هذا السياق غير واضح، في حين يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من المواجهة. غير أن التركيبة الجديدة من المشاركين الجدد والتكتيكات الجديدة التي تعتمدها الشرطة، تفتح فصلاً جديدة في قصة احتجاج بدأت بشكل مرتجل ومن دون تخطيط. ويتدافع أعداد من المحتجين إلى مناطق جديدة في أميركا من أجل تنظيم احتجاجات مشابهة لحركة "احتلوا وول ستريت"، الأمر الذي رفع من حدة التوتر.
وأشارت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" إلى أنه تم اعتقال نحو 100 متظاهر في بوسطن صباح اليوم الباكر، عندما توسعت المجموعة من مساحتها السابقة في وسط ساحة ديوي في الحي المالي إلى منطقة قريبة من غرين روز كينيدي، وهي جزء من المساحة المحيطة بالحديقة العامة وسط المدينة.
وبحلول صباح الثلاثاء، نشأ خلاف حاد بين المتظاهرين أثناء اجتماع الجمعية العامة، حول ما إذا كان ينبغي أن توسع المجموعة رقعة تحركاتها، وعما إذا كان قد تم اتخاذ قرار جماعي بهذا الشأن.
يقول فيليب أندرسون، خريج جامعي عاطل عن العمل، ويتحدث مؤخراً باسم المتظاهرين: "المزيد من الناس يأتون للمشاركة في الاحتجاجات، عددنا يزداد ولا يتقلص"، مشيراً إلى أن المتظاهرين ينتقلون من مكان إلى آخر عندما تلاحقهم الشرطة وتطلب منهم العودة إلى منازلهم.
وأضاف أندرسون: "نأمل أن لا تأخذ الشرطة قراراً باستخدام العنف ضدنا، لكن سيكون علينا التعامل مع كل ما يحدث في الوقت المناسب". في لوس انجلوس، حيث شهدت المدينة تظاهرات واسعة من قبل الشباب في الأسبوع الماضي، انضمت مجموعة جديدة من المتظاهرين وكبار السن والمشردين الذين توجهوا نحو المخيم في قاعة المدينة.
واعتبرت إليز ويتاكر (21 عاما) كاتبة سيناريو ومساعدة مخرج، ان تأخر كبار السن في الانضمام إلى التحركات الإحتجاجية يعود إلى عدم قدرتهم على متابعة الأحداث عبر الوسائل التكنولوجية المتطورة. وأضافت: "الشباب يقضون معظم أوقاتهم في التواصل عبر الفايسبوك والتويتر، لهذا السبب تمكنوا من معرفة الأخبار عن التحركات قبل غيرهم وانضموا إليها في بداياتها".
أما في سياتل، بدأ المسؤولون بالضغط على المتظاهرين يوم الاثنين من أجل الإنتقال إلى قاعة المدينة(سيتي هول) من يستليك بارك في حي تجاري مزدحم في وسط المدينة، على الرغم من سلمية الاعتصامات.
ويشير غابرييل بيل، المستشار القانوني للمتطوعين، أن الشرطة ظهرت الاثنين عند الساعة العاشرة مساء، وأعلن عن إغلاق الحديقة ليلاً.، وأن كل من يبقى فيها سيتم اعتقاله، لذلك رحل المتظاهرون وانتقلوا إلى الجهة المقابلة من الشارع خشية التعرض للإعتقال. وأضاف بيل أن العديد من المتظاهرين أمضوا ليلتهم في المداخل القريبة من الشركات، لكن الشرطة استمرت بحمل الأضواء وتوجيهها عليهم، الأمر الذي منعهم من النوم.
وفي واشنطن، تتظاهر مجموعة مختلفة في الأيام الأخيرة، وكل منها يحمل شعاراً وهدفاً خاص، وانضم أعضاء جماعة قدامى المحاربين من أجل السلام إلى التحركات يوم الثلاثاء، واحتشدوا أمام مكتب مجلس الشيوخ، حيث رفعوا لافتات ملونة والعلم الأمريكي المرفوع رأساً على عقب، في إشارة إلى الأوضاع المتردية التي تمر بها البلاد.
وفي أماكن أخرى، يبدو أن التحالفات الجديدة تبذل جهداً من أجل الوصول إلى نقاط التقاء بين الجماعات المختلفة. ويقول متحدث باسم "احتلوا شيكاغو"، ميخا فيلبروك أن مجموعته قد صوتت لصالح الانضمام الى اسبوع من الاحتجاجات التي ينظمها ائتلاف "انهضوا في شيكاغو".
واضاف: "نحن لا نريد أن يعتقد الناس بأنا نشترك في تحركات معينة دوناً عن الاخرى، فحركة احتلال شيكاغو، على غرار كل الحركات الأخرى، بصرف النظر عن اي مواقف من الأحزاب السياسية". واستجابة لتوسع حركة الاحتجاج، تقوم الشرطة في بعض الأحيان باتخاذ خطوات إضافية تضفي عنصراً خاصاً لهذا المزيج.
ففي أتلانتا، حذرت الشرطة المتظاهرين يوم الثلاثاء أنه إذا لم يخرجوا عند الساعة 11 مساء من حديقة وودروف، واحة صغيرة في قلب وسط المدينة، فسيتم اعتقالهم. وحذرت الشرطة ان اي شخص لا يريد أن يتم القبض عليه، يجب أن يترك الحديقة ببساطة. لكن المحتجين قالوا أن الشيء نفسه حدث يوم الاثنين، وبدلاً من تنفيذ تهديدهم باعتقال الأفراد الذين ظلوا في الحديقة، تمركز العشرات من ضباط الشرطة لكنهم لم يعتقلوا أحدا.
وفي نيويورك، تظاهر نحو 400 شخص يوم الثلاثاء، وكان من ضمنهم مشاركين من شركات مالية كبيرة مثل جايمس ديمون من مصرف جي بي مورغان، والإعلامي البارز روبرت مردوخ والشخصية الصناعة الشهيرة ديفيد كوتش.
وعلى الرغم من أن المسيرة كانت سلمية، إلا أنها كانت صاخبة، لأن المتظاهرين رددوا هتافات وقرعوا الطبول في طريقهم إلى الجادة الخامسة (فيفث أفنيو) وبارك افنيو، تحت عين الشرطة الساهرة. ويتساءل رجال الشرطة والحراس: "ما الذي سيجنيه المتظاهرين من هذه الاحتجاجات؟ ما الذي سيحدث؟ هل سيرفعون نسبة الضرائب على الأغنياء؟".