مفاوضات الاتحاد الاوروبي وتركيا تراوح مكانها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: قد تشهد مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي ازمة ستتفاقم في العام 2012 بعد ان هددت انقرة بتجميد علاقاتها مع اوروبا عندما ستتولى قبرص الرئاسة الدورية للاتحاد في تموز/يوليو المقبل.
وقال ستيفان فولي المفوض الاوروبي المكلف ملف التوسيع الاربعاء لدى عرضه التقرير السنوي لتقييم تقدم الدول المرشحة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي "هناك احباط لدى الجانبين" لان المفاوضات بين بروكسل وانقرة "لم تحرز اي تقدم خلال عام".
واضاف "حان الوقت لاعطاء دفع جديد" للعملية التي اطلقت في 2005 في اجواء من الانفتاح والتفاؤل، والتي لم تحرز اي تقدم خلال الاشهر ال12 الماضية ما اثار استياء انقرة.
لكن التقرير يقول ان العملية ستكون طويلة ومعقدة. واذا اشاد التقرير ب"التقدم الملحوظ" الذي حققته تركيا في احترام بعض المعايير التي حددتها بروكسل، لم يحرز اي تقدم حول نقاط التعطيل الرئيسية.
وجاء في التقرير "ليس هناك تقدم حول تطبيع العلاقات الثنائية" ولا حول الاتحاد الجمركي المبرم مع الاتحاد الاوروبي رغم "الدعوات المتكررة" التي وجهتها بروكسل.
وهذه المفاوضات بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك التي اطلقت في العام 2008 باشراف الامم المتحدة لم تتوصل حتى الان الى نتيجة رغم مطالبة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بتسوية بحلول نهاية العام 2011.
وتصاعدت حدة التوتر بين الجانبين في نهاية ايلول/سبتمبر بعد ارسال سفينة تركية لاستكشاف حقول الغاز قبالة السواحل القبرصية بمواكبة سفن عسكرية.
واستخدمت تركيا لهجة حادة جدا بخصوص هذا الملف وهددت ب"تجميد علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي خلال تولي قبرص الرئاسة الدورية للاتحاد" في النصف الثاني من العام المقبل. وقال اردوغان "لا يمكننا التحاور مع الادارة القبرصية اليونانية".
واحراز تقدم في الملف القبرصي قد يسمح بتحريك قسم من فصول التفاوض ال22 بين الاتحاد الاوروبي وتركيا التي تبقى مجمدة منذ 2006.
وحتى الان فتح 13 فقط من فصول التفاوض ال35 بين الاتحاد الاوروبي وتركيا فيما لم يتم اغلاق سوى فصل واحد.
ويدعو تقرير التقييم انقرة الى بذل "جهود اضافية لضمان الحقوق الاساسية" حتى وان كانت الانتخابات التشريعية الاخيرة في حزيران/يونيو "حرة ونزيهة".
وهذا الوضع يناسب بعض الدول مثل فرنسا او المانيا المترددة في ضم هذا البلد الذي يعد 78 مليون نسمة، الى الاتحاد الاوروبي. وعلى العكس يبدو ان بريطانيا والسويد وايطاليا اكثرا استعدادا لقبول انضمام هذا البلد القريب من اسيا والشرق الاوسط في آن.
وقال الوزير التركي المكلف الشؤون الاوروبية ايغيمان باغيش في حديث نشرته الاربعاء صحيفة "لا ليبر بيلجيك" ان "بعض الدول الاعضاء اثرت على سير المفاوضات".
واضاف "نتوقع انصافا وصدقا".
وفي تركيا يدعم 48% فقط من الاتراك الانضمام الى الاتحاد الاوروبي مقابل 73% في 2003 بحسب استطلاع اخير اجراه "جرمان مارشال فاندز". وبات عدد الاتراك اكبر في اعتبار ان الدول المجاورة في الشرق الاوسط اهم للاقتصاد والامن معا، من اوروبا او الولايات المتحدة.
وفي هذا الاطار يحاول الاتحاد الاوروبي ايجاد سبل للاتفاف على المأزق الذي وصلت اليه المفاوضات من خلال تسوية كل مشكلة على حدا مثل نظام تأشيرات الدخول التي تقول انقرة بانه "ظالم" وترسيخ العلاقات الاقتصادية مع دولة ناشئة تشهد نموا (8,9% في 2010).