أخبار

روح الدستور الجديد حمله خطاب العاهل المغربي في افتتاح البرلمان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حمل خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس، في افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان الثامن في التاريخ السياسي المغربي، أمس الجمعة، العديد من الرسائل الموجّهة إلى كل من له دور في رسم معالم الانتخابات التشريعية المقبلة، التي من المنتظر أن تجري في 25 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

الملك المغربي محمد السادس يطل من على شرفة البرلمان

أيمن بن التهامي من الرباط: سجل مراقبون تغيير الأسلوب الذي يخاطب به الملك محمد السادس الحكومة، مؤكدين أن الخطاب حدد خارطة المستقبل بالنسبة إلى الحكومة والبرلمان المقبلين، كما إنه حدد المعالم الكبرى، التي ينبغي كسب رهانها في أهم محطة تشريعية في تاريخ المغرب.

تغيير في أسلوب الخطاب
قال أحمد الزايدي، رئيس الفريق الاشتراكي في مجلس النواب (الائتلاف الحاكم)، إن "الخطاب الملكي يرسم محطتين أساسيتين، الأولى محطة البرلمان الحالي، الذي لا تفصلنا عن نهايته إلا بضعة أسابيع. أما الثانية فهي تحديد آفاق مستقبل يستدرك وجوه الدستور الجديد، في أفق البرلمان المقبل".

وأوضح أحمد الزايدي، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "الخطاب، وإن تحاشى الفصل بين المحطتين، كان واضحًا، ويحمل رسائل توجيهية في اتجاهات عدة، منها تخليق العمل السياسي، الذي هو مرتبط إلى حد كبير بالبرلمان الحالي، ولكن بصفة أساسية التوجّه نحو المستقبل، والاستفادة من ثغرات الماضي في تخليق العمل السياسي".

وأبرز رئيس الفريق الاشتراكي أن العاهل المغربي "ركز على شيء أساسي، وهو أن العمل السياسي مهما كانت قيمته، سيبقى مجانبًا للغايات المتوخاة منه، إذا لم يكن يستهدف الإنسان"، مشيرًا إلى أن "في ذلك رسالة إلى كل من يهمّهم الأمر بأن نقائص السياسة، لها تأثير مباشر على تخليق الحياة العامة، وعلى حياة المواطنين، وذلك ما لا يستقيم له الحقل السياسي".

وذكر القيادي السياسي أن الملك محمد السادس "رسم في هذا الخطاب خارطة المستقبل بالنسبة إلى الحكومة والبرلمان المقبلين، وحدد المعالم الكبرى، التي ينبغي أن نصل إليها في رهان أساسي، وفي محطة حاسمة من تاريخ المغرب، التي إما أن ننجح فيها، وإما، لا قدر الله، أن نكون قد أفلتنا موعدًا من أهم مواعيد التاريخ".

من جهته، قال لحسن الداودي، رئيس فريق العدالة والتنمية في البرلمان (المعارضة)، إن "الناس لم تحس بالخاصية التي ميزت هذا الخطاب. فعادة ما يقول الملك (أمرت الحكومة)، لكن الآن تغير الخطاب الملكي، إذ قال إن الحكومة والبرلمان هما المسؤولان عن السياسة الاجتماعية والاقتصادية، وهذا هو الجديد في هذا الخطاب".

وأوضح لحسن الداودي، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "هذا ما جاء به الدستور الجديد"، مبرزًا أن "هناك قطيعة مع الأسلوب الذي كان يخاطب به الملك الحكومة، وهذا الأسلوب يتماشى مع روح الدستور الجديد".

تحصين المكتسبات الديمقراطية
لم يكتف الخطاب الملكي بوضع الأحزاب أمام محك حقيقي، يتمثل في المساهمة في تنزيل الدستور، وإنجاح العملية الانتخابية، بل أماط اللثام كذلك عن الاختلالات، التي يجب معالجتها، من أجل النهوض بتنمية البلاد في إطار التلازم ما بين السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي.

في هذا الإطار، قال ميلود بلقاضي، أستاذ علم السياسة والتواصل في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، إن "الخطاب الملكي جاء مليئًا بمعجم قانوني وسياسي واضح"، مبرزًا أنه "جاء اقتصاديًا في شكله ومضمونه".

وذكر المحلل السياسي، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "المثير في هذا الخطاب أن الملك لم يخاطب البرلمانيين بممثلي الأمة، بل بأعضاء البرلمان، وفي هذا دلالة عميقة جدًا"، مشيرًا إلى أنه "وضع الأحزاب السياسية أمام محك حقيقي، مؤكدًا أن الخيار الديمقراطي، كما جاء في خطاب الدستور، هو رابع ثابت من ثوابت البلاد".

وأضاف ميلود بلقاضي أن "الخطاب، استعمل، عند حديثه عن هذا الخيار، كلمة نادرًا ما ينتبه إليها الباحثون، ألا وهي صيانة الخيار الديمقراطي. بمعنى أن هذا الخيار يمرّ في مرحلة صعبة، إذ إن هذه المكتسبات التي اكتسبها المغرب يمكن أن تحدث فيها تراجعات، وبالتالي المملكة اليوم ليست في زيادة المكتسبات الديمقراطية، بل في تحصين ماهو قائم".

وأوضح أستاذ علم السياسة أن "الخطاب الملكي وقف بطريقة غير مباشرة على الوضع الحالي. فالمغرب اليوم يوجد في مفترق الطريق، إذ إن الخيار الديمقراطي أضاف كلمة جديدة، ألا وهي دمقرطة الدولة والمجتمع"، لافتًا إلى أن "هناك فكرة أساسية أتت في الخطاب الملكي، وهي الاعتراف بالاختلالات القائمة، ويكفي أنه استعمل كلمة التصدي لكل أشكال الفساد والرشوة، ثم الريع الاقتصادي. فالملك عندما تكلم عنه فمعنى هذا أن الدولة ما زالت بعيدة عن الشفافية في المجال المالي".

وأكد أن "الخطاب كان إيجابيًا ومتفائلاً حين قال إنه بالفعل هناك إكراهات، واختلالات، ولكن إذا كانت الإرادة السياسية موجودة يمكن تجاوز ذلك"، مؤكدًا أن "هذه الاختلالات، التي يعانيها المغرب، لا بد أن تلعب فيها الأحزاب السياسية دور الرحى".

وذكر المحلل الاقتصادي أنه "أشار إلى أن الدستور الجديد لا يمكنه وحده أن يحقق أي شيء إذا لم يكن تفعيله أو إنزاله بوساطة أحزاب في المستوى"، موضحًا أن "هذا يؤكد بطريقة مباشرة، أن الانتخابات المقبلة ستكون صعبة بالنسبة إلى الدولة والأحزاب السياسية، لأننا إما أن نربط فلسفة الدستور الجديد بالخيار الديمقراطي، أو أننا سنقوم بقطع العلاقة بين الدستور الجديد والخيار الديمقراطي، في حالة ما إذا كانت المشاركة ضئيلة وضعيفة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اي انتخابات مقبله؟
عراقي يكره البعثيه -

الملك سيلحق بحسني والقذافي وزين الهاربين وهذه الشله ولن يطول وجوده سوى ايام قليلة

for n 1
hicham -

يا عراقي لا تكن طفيلي نحن المغاربة راضون بملك مغربي.لا نريده أمريكي

العيب ليس في الملك
Moroccan Angel -

المشكلة ليست في الملك لكن في النخبة السياسية ... لا توجد عندنا نخبة سياسية ناضجة تتحمل المسؤولية ... الانتخابات المقبلة مناسبة لنا كمواطنين أن نغير فالتغيير بأيدينا و الاخ العراقي يكره البعثيين: خليك في مستنقعك خير لك

A very wise king
amine -

to comment number one, you''re talking nonesense and you have no clue what you refered to in your out-of-place comment.

المسيرة الديموقراطية
محمد الصنهاجي -

هناك اذن شبه اجماع لدى الاوساط السياسية المغربية على أهمية الخطاب الملكي الافتتاحي للبرلمان معنى ولفظا. والخطاب حلقة في سلسلة المسار الديموقرطي الذي تعزز بدستور 2011 وتأكيد قوي على ضرورة تفعيل مضامين هذا الدستور بما يكرس الميكانيزمات والمؤسسات السياسية والاجتماعية والحقوقية والاقتصادية بالمغرب. وتبقى المؤسسة التشريعية حجر الزاوية في هذا المسار باعتبارها ستفرز تشكيلة برلمانية جديدة تنبثق عنها الحكومة المقبلة وبالتالي نخب سياسية جديدة بعد انتخابات 25 نونبر المقبل . واذا كان حزب العدالة والتنمية في شخص عبدالاه بنكيران ولحسن الداودي قد باركا التوجه الملكي في سياق هذا التطور الديموقراطي فنأمل أن لا يتراجعا عن تصريحاتهما المتفائلة مثلما هو الشأن لموقف حزب المصباح الذي دافع بقوة عن الدينامية السياسية التي أفرزها الدستور السادس ثم تراجع في بياناته ومواقفه اللاحقة عن مواكبة هذا المد الحداثي وشن حملة شرسة على التشريعيات المرتقبة زاعما أنها ستكون مشوبة بالفساد وانعدام النزاهة حتى قبل اجرائها.

تحيا الملكية
فراشة الحرية -

الى صاحب التعليق رقم 1 , يجب ان تطلع اولا على الشؤون الداخلية للمغرب ومسيرة الاصلاح التي ابتدات منذ ما يزيد عن عشر سنوات, والتقدم الملحوظ في الحريات وليس لنا شيء اسمه قانون الطوارئ , والشعب المغربي رغم مطالبته بالمزيد من الاصلاحات الا انه متمسك بملكه لان الملكية المغربية هي الاقدم في التاريخ, واذا كنت مقهورا من المغاربة وحبهم لملكهم واستقرار بلدنا رغم المظاهرات الحضارية التي يشهدها المغرب والتي اشاد بها العالم, فسوف تظل مقهورا الى الابد لاننا مع ملكنا ولن نقبل ان ناخذ بلدنا الى الهاوية , وانصحك ان تذهب لتمسح بعض احدية الجنود الامريكيين لديكم لكي تستطيع دفع فاتورة الانترنت

Nr 1 est algero polisarien
hicham -

الله ينصر مليكنا الحبيب و يعينو على الرقي بهدا البلد الى اعلى المستويات و يقضي لنا على المشاكل التي تنغص حياتنا، حتى نرى المغرب بلدا تعم فيه العدالة و تطبق فيه القوانين و نرى المراة شريكة فعلية للرجل لها كامل احترامها و تقديرها في المجتمع، لا تحارب و لا يتم التضييق عليها ، ربي يحفظك لينا يا حبيب الامة و يعلي مقامك اكثر و اكثر، و يا ليت قومي يعلمون و يستوعبون الى ما يتطلع اليه ولي امرنا و يجتهدو اكثر لمواكبة طموحاته و طموحات الشعب المغربي

الى الرد رقم 1
بن يحيا -

الذي سيلحق بصدام هم انتم الذين جلبتم الصلبيين الى بلدكم.. و سيكون مآلكم جميعا مآل الرئيس السابق و عليكم من الآن الاستعداد للرحيل عندما يرحل عنكم الامريكان العلوج...أما الملكية في المغرب فهي إرث عمره 1200 سنة و لن يقبل الشعب بغيرها ابدا.. فكلاهما يحمي الاخر...

المسبحين بحمد الملك
حرالتفكير -

يبدو أن جميع المغاربة هنا حفظوا الدرس جيدا لذلك جاء تسبيحهم بحمد ملكهم على نغمة واحدة.هنيئا لكم السجود لغير الله، وصدق رب العزة ((ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))أدام الله عليكم الذل والمسكنة، وصدقتم ما لنا فيكم دخل ولا لنا عندكم حاجة.

الى رقم 9
انور المغربي -

اللهم امين شكرا على دعاءك لنا لكن معذرة اش حرقك ؟ بمعنى اخر ما الذي يوجعك ؟ أما ذاك العراقي الكاره للبعثية اولا لا داعي لبث سمومك واحقادك علينا فالمغرب ابعد مما يكون عن الانظمة البعثية وثانيا كيف تقارن بين من هو من ال البيت وبين حسني مبارك و و و القذافي ههههههه حقا ان لم تستحي فاصنع ما شئت.

عاش المغرب آمنا
imane -

افضل من المسبحين بحمد امريكا و مرة اخرى أخرى لا تتذخلوا في شؤوننا يا عرب لأننا لن نقوم بتخريب بلدنا الجميل لإرضائكم